اسرائيل ستختفي دون هجوم نووي
وكالة كل العرب الاخبارية - ماهي الأسباب وراء التفاف المجتمع الإيراني حول البرنامج النووي للحكومة؟ حول هذا الموضوع التقت مراسلة ملحق صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" في طهران البروفيسور أبو محمد أستراخاني، الدكتور في العلاقات الدولية ورئيس مركز البحوث الدولية في جامعة طهران.وكان هذا الحديث. - ماهي الأهداف التي تتوخاها طهران من تطوير برنامجها النووي؟ وهل لبرنامج ايران النووي أهداف سياسية - ايديولوجية؟- أريد في البداية أن أؤكد بأنني في هذه المقابلة أطرح وجهة نظري الشخصية كممثل للأوساط الأكاديمية، وهي آراء غير رسمية. من الواضح أن البرنامج النووي الإيراني يمثل قيمة قومية، ويعتبر أكثر أهمية حتى من تأميم قطاع النفط في زمانه. واذا كان تأميم قطاع النفط الإيراني محدوداً بمسائل الطاقة والموارد الطبيعية، فان البرنامج النووي يملك أيضاً أهمية تكنولوجية للإيرانيين. ولعل الاهتمام البالغ من الغرب ببرنامجنا النووي قد أسهم في كشف أهمية البرنامج السياسية، بالإضافة الى أهميته الاقتصادية والبيئية. ولذلك صار الناس يعتبرون هذا الموضوع مسألة حياة أو موت. ولفهم حجم هذه المسألة يكفي التذكير أنه في حالة تأميم قطاع النفط، قامت بريطانيا لوحدها بفرض عقوبات على ايران. أما في البرنامج النووي فقد انضمت الى العقوبات كل الدول الغربية. وما الاهتمام الكبير الذي يلقاه برنامجنا النووي، سوى تأكيد بالغ الأهمية لتعاظم الدور الاقليمي لإيران. ولذلك فقد تحول البرنامج النووي الايراني عملياً الى مشروع وطني. - هل إيران مستعدة لتقديم تنازلات خلال المفاوضات الجارية لتخفيف العقوبات؟- اذا دققنا في نص قرار مجلس الأمن الدولي وتقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول ايران، وعقوبات الاتحاد الأوروبي وحلفاء الأمريكيين، فمن الواضح أن كل ما سبق، ماهو الا انعكاس للعقوبات الأمريكية. يحدث ذلك مع خرق كبير لأبسط قواعد علم الجريمة. فأولاً: توصم ايران بجريمة لم تُثبت فيها الادانة بعد. ثانياً: يستند الغرب على منطق التسلسل، والذي يتوقع أن تحاول طهران في المستقبل الحصول على السلاح النووي، وهو أمر غير مثبت أيضاً. وباعتقادي أن الغرب بهذا التجاهل لأبسط المعايير يتبع سياسة الكيل بمكيالين أيضاً تجاه سورية والبحرين، في حين يستمر في البحرين قتل المواطنين المدنيين. - كيف ينظر المجتمع الإيراني الى البرنامج النووي؟ ماهي الاختلافات بين مواقف النخبة السياسية، والأكاديمية، والروحية، مع الشرائح الواسعة للناس؟ ماهو رأيكم الخاص؟أكدت القيادات الروحية والحكومية، والهيئات الرسمية الأخرى على ضرورة تجنب التوتر في المجتمع، وبسبب ذلك تم اصدار فتوى تحرّم السلاح النووي. واقتنع كثير من الناس أن ايران ليست بحاجة الآن الى السلاح النووي، بل تحتاج الى مساعدات مالية - اقتصادية، واستثمارات. وبالطبع، يختلف الناس في آرائهم، فالذين خبروا الحرب وأحسوا بوطأة العقوبات الغربية سيختلفون مع وجهة النظر الرسمية للسلطة. واولئك الناس يعتقدون أن القنبلة النووية يمكن أن تُجنّب البلاد خطر حربٍ جديدة. وأنا شخصياً أنتمي الى الفئة التي ترى في السلاح النووي عاملاً للردع. أنا أحترم رأي الزعيم الروحي، والسلطات بشكل عام، ولكني أرى أنه لا يمكننا تجنب حرب جديدة، ان لم نكن أقوياء. ان الولايات المتحدة تتحمل كوريا الشمالية، والهند، وباكستان. وستحتمل ايران أيضاً. هل هناك احتمال لقيام حرب بين ايران واسرائيل فعلياً؟ وهل يمكن أن يكون لها طابع نووي؟- أنا أظن أن احتمالات تنفيذ اسرائيل لتهديداتها في ضرب ايران ضئيلة. اذا لم تتدخل واشنطن في الأمر. خاصة، ان لم يحدث تغير جذري في الوضع بالشرق الأوسط، سيظل موقف حزب الله وحركة حماس عاملاً في كبح الهجوم علىى ايران. - هل من الصحيح، أن ايران سعت الى تطوير سلاحها النووي، لتقف بوجه التهديد الإسرائيلي؟ واذا أخذنا بالاعتبار أن السلطات في طهران نفسها تهدد "بمحي اسرائيل عن خارطة العالم"، أليست ايران في هذه الحالة هي من يبادر بالهجوم على اسرائيل؟ - ازالة اسرائيل عن خارطة العالم لا تعني استعمال القنبلة النووية ضدها. اذا أخذنا بعين الاعتبار الوضع السياسي المتغير في الشرق الأوسط، وارتفاع الكثافة السكانية للمسلمين في المنطقة، والأزمة الاقتصادية الخانقة في الولايات المتحدة واوروبا، التي ستمنع من تمويل اسرائيل. كل ذلك سيرخي قبضة تل أبيب على الأراضي المحتلة - وسيزيد موجة هجرة مواطنيها الى الخارج. أي أن اختفاء اسرائيل عن خارطة العالم لا يحتاج الى هجوم نووي، ولا حتى الى أي دعم نشيط من الخارج. - ماهي بنظركم، احتمالات التدخل العسكري من طرف الولايات المتحدة الأمريكية؟- يتدخل الأمريكيون في الدول الأخرى تحت أربع حجج: خرق حقوق الانسان، الحرب الأهلية، الإرهاب، وأسلحة الدمار الشامل. ولم يستطيعوا حتى الآن فعل ذلك بحجة خرق حقوق الانسان. وفي إيران لا تدور حرب أهلية. وليست هناك أدلة على تمويل طهران للإرهاب. ولا توجد أدلة على امتلاك ايران لأسلحة الدمار الشامل أيضاً. وبسبب كل ما سبق لا تتوفر الشروط لبدء الحرب على إيران. - ماهو الحل الذي ترونه للخروج من الطريق النووي المسدود؟- الحل الوحيد والمفيد، هو أن تتضافر جهود ومواقف ممثلي الطبقة السياسية الإيرانية، والزعامة الدينية، والجيش، والمجتمع لدعم استراتيجية موحدة في مواجهة الموقف الغربي وذلك عن طريق التوافق والتشاور. - ماذا تنصحون الغرب في هذه الحالة؟- العودة الى وصية جورج واشنطن: لا ينبغي محبة أو كره أية قومية بشكل شديد. أنصح اوروبا أن تتمسك بموقفها المستقل، وأن تحافظ على حرية الفكر، رغم أن بعض الدول الأوروبية لم تنضج بما فيه الكفاية حتى تتمسك بمواقفها الشخصية.
المصدر: صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا - الملحق: سيناريوهات" الكاتبة: يوليا سفيشنيكوفا تعليقات القراء
أضف تعليق
اضافة تعليق جديد
|
أخر الأخبار
اقرأ أيضا
استفتاءات
تابعونا على الفيس بوك
|