يبدو أن الغارات الجوية في اليمن التي تم شنها بناء على أوامر من الرئيس الأمريكي جو بايدن كانت بمثابة "مسمار آخر" في نعش حملة بايدن الانتخابية.
تصعيد خطر الحرب
وقال إدوارد أحمد ميتشل، نائب المدير التنفيذي لمجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية "كير"، لمجلة "نيوزويك" إن مجموعة الحقوق المدنية "منزعجة للغاية" من الضربات الجوية في اليمن.
وتابع "من وجهة نظرنا، هذه الضربة التي تمت دون موافقة الكونغرس غير قانونية، وهي خطيرة ولن تحقق السلام في نهاية المطاف، بل ستؤدي فقط إلى تصعيد خطر الحرب".
وقال بايدن في بيان إن الحوثيين "يعرضون حرية الملاحة للخطر في أحد الممرات المائية الأكثر حيوية في العالم"، وأن الضربات كانت "رسالة واضحة مفادها أن الولايات المتحدة وشركائنا لن يتسامحوا مع الهجمات على أفرادنا".
وأخطر بايدن الكونغرس رسمياً يوم الجمعة الماضي بالضربات في رسالة، قال فيها إنها "تم تنفيذها لردع وإضعاف قدرة الحوثيين على شن هجمات مستقبلية".
لا تصويت لبايدن
ومن جانبه قال الدكتور حسن عبد السلام من حملة "التخلي عن بايدن" لمجلة نيوزويك "أثبت الوضع في اليمن أن الحملة كانت دقيقة في التنبؤ بالكارثة التي تمثلها سياسة الرئيس بايدن بشأن غزة، لا يمكن للولايات المتحدة ببساطة استخدام القوة وبهذه الطريقة غير المقيدة".
إحباط المسلمين
فيما قال عابد أيوب، المدير التنفيذي الوطني للجنة الأمريكية العربية لمكافحة التمييز "لقد شارك الناخبون العرب والناخبون المسلمون بالفعل إحباطاتهم تجاه إدارة بايدن، وهو ما كنا نقوله منذ ذلك الحين، أحداث أكتوبر (تشرين الأول) ستؤثر على الانتخابات".
ومع ذلك، قال أيوب: "يجب أن يكون هذا آخر ما يقلق هذه الإدارة في الوقت الحالي"، مضيفاً أن "هناك قلقاً حقيقياً" بشأن انجرار الولايات المتحدة "بشكل أعمق" إلى حرب أخرى.
وفي المقابل، دافعت الخبيرة الاستراتيجية الديمقراطية ميليسا دي روزا، عن ضربات بايدن في اليمن، وقالت لمجلة نيوزويك، إن "الأعمال العدائية الحالية في الشرق الأوسط توفر نظرة ثاقبة لما حدث من انحراف في السياسة الأمريكية، ويعتقد معظم الأمريكيين بحق أن دعم إسرائيل - حليفنا الديمقراطي الوحيد في الشرق الأوسط - في مواجهة الهجمات الإرهابية الوحشية التي شنتها حماس في 7 أكتوبر (تشرين الأول) ليس فقط أمراً غير مثير للجدل، بل هو الشيء الصحيح الذي ينبغي عمله".
فيما انتقدت الدكتورة جيل شتاين، مرشحة حزب الخضر في الانتخابات الرئاسية لعام 2024، قرار بايدن بمهاجمة اليمن، وقالت لمجلة نيوزويك إن الولايات المتحدة الآن "تخاطر بتصعيد خطير".
وقالت شتاين: "بشن عمل عسكري هجومي دون موافقة الكونغرس، انتهك جو بايدن الدستور وقانون سلطات الحرب".
وأوضحت شتاين: "ليس الأمريكيون المسلمون وحدهم من يشعر بالرعب من هذا الأمر، بل أيضاً الشباب والعديد في مجتمعاتنا، في الواقع، تريد أغلبية ساحقة من الناخبين الأمريكيين وقف إطلاق النار وإنهاء حرب الإبادة الجماعية، ولقد دفعنا ثمنها بدولارات ضرائبنا، لكن الكونغرس والبيت الأبيض يستمعان إلى لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية "إيباك" والمستفيدين من الحرب بدلاً من الشعب".
وتابعت أن رد بايدن على الصراع في الشرق الأوسط "يزيد من تقويض ثقة الشعب الأمريكي ودعمه، مما يساهم في استمرار الانخفاض في أرقام استطلاعاته وتوقعاته في الانتخابات".