بعد سنوات من الجدل حول حجم التهديد الإيراني، قال الكاتب الإسرائيلي رافاييل بن ليفي إن الأحداث الحالية تعلّم الإسرائيليين أن هذه أيديولوجية منظمة تتمحور حول الرغبة في تدمير إسرائيل، مؤكداً أن الخط الأحمر تم تجاوزه منذ فترة طويلة.
وقال في مقال بصحيفة "غلوبس" الإسرائيلية، إنه طوال 20 عاماً، كان الجدل يدور حول حجم خطورة التهديد النووي الإيراني، وزعم البعض أن إيران النووية سوف تشكل تهديداً وجودياً لإسرائيل، فيما رأى البعض الآخر أن ذلك سوف يشكل تهديداً خطيراً للغاية، ولكنه ليس بالضرورة تهديداً وجودياً.
التشبيه بالمحرقة
وأشار إلى أن رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، اعتاد على مر السنين تشبيه الوضع بعام 1938، حيث كانت إسرائيل تواجه سؤالاً مصيرياً "هل ستواجه العدو بأي ثمن، أم أنها ستتردد، وسيتم السماح بمحرقة؟".
ووفقاً للكاتب، رفض العديد في النظام هذا المثل باعتباره مبالغة جامحة، وعلى رأسهم إيهود باراك، الذي عارض بشدة تعريف القضية كتهديد وجودي، وقال في كتابه: "لسنا في أوروبا عام 1937، ولا حتى عام 1947، إذا كانت هذه محرقة، فماذا سيحدث؟ هل سيكون ردنا أن نستسلم ونعود إلى المنفى؟ إذا حصلت إيران على القنبلة النووية سيكون الأمر سيئاً، سيئا للغاية، لكننا سنظل هنا وسيتعين علينا إيجاد طرق للتعامل مع الواقع الجديد".
مخاطرة إسرائيلية
وقال الكاتب إن المعنى الفعلي لتعريف التهديد هو حجم الخطر الذي سيتعين أن تذهب إليه إسرائيل من أجل منع إيران من عبور العتبة النووية، فإذا كان ذلك يشكل تهديداً وجودياً، فهذا يعني أن على إسرائيل أن تفعل كل شيء، بما فيه المخاطرة بحرب إقليمية شاملة، بل وحتى خلق صدع مع الولايات المتحدة لمنع ذلك.
هجوم 7 أكتوبر
وذكر الكاتب، أن الهجوم الذي وقع في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) ينبغي أن يحسم النقاش مرة واحدة وإلى الأبد. ويظهر للإسرائيليين أنه حتى أولئك الذين يزعمون أن إيران النووية ستشكل تهديداً وجودياً، وعلى رأسهم نتانياهو نفسه، لم يأخذوا كلامهم على محمل الجد ولم يتصرفوا وفقا لذلك.
ووفقاً للكاتب، ينبغي لهجوم حماس أن يوضح لنا أن أولئك الذين يعتنقون هذه الأيديولوجية مستعدون حقاً للانتحار، وحتى الانتحار الجماعي، فقط إذا استطاعوا أن يأخذوا إسرائيل معهم.
تحرك الخط الأحمر
وتابع: "لسنوات ناقشنا الخط الأحمر الذي يتطلب عنده التحرك، ومع تقدم إيران، قمنا بتحريك الخط الأحمر، فلماذا نتصرف الآن إذا كان لا يزال بإمكانك ردع إيران عن التقدم. حتى اليوم لا تزال إيران بعيدة بين أسابيع وأشهر عن القنبلة التشغيلية إذا اتخذت قراراً بذلك، ربما كان الأمر جيدًا بما يكفي قبل السابع من أكتوبر أما اليوم فقد تم تجاوز الخط الأحمر بكثير".