المزيد
لماذا استحق الشيخ محمد بن زايد لقب زعيم الشرق الأوسط؟

التاريخ : 02-10-2023 |  الوقت : 11:01:39

قبل أربع سنوات من الآن أفردت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريراً حول معالم زعامة الشيخ محمد بن زايد للشرق الأوسط، وذلك من خلال العلاقات العميقة والقوية في المؤسسات الأمريكية، والتأثير الإقليمي المتسارع  لدولة الإمارات العربية المتحدة، حيث تورد الصحيفة بعض الأرقام  التي تدلل على حصافة وفطنة قادة الإمارات؛ الذين، بدورهم، اتخذوا قراراتهم وفقاً لرؤى عقلانية تراعي جوانب الاختلاف العالمية من جهة، ومن جهة أخرى تخط مساراً مستقلاً بعيداً عن سياسات المحاور.
 
وليس بعيداً عن ذلك، وضمن التأكيد على عالمية القيادة الإماراتية، اعتبرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الشيخ محمد بن زايد أنه الأكثر تأثيراً وحضوراً في الشرق الأوسط. وهنا، وضمن هذه المعطيات، تبرز المحددات التي تؤكد على استحقاق الشيخ محمد بن زايد لقب زعيم المنطقة، وذلك أيضاً لفهم عملية توافد التصريحات الصحفية حول التأثير الإماراتي المتلاحق. ولذا، ومن باب فهم الواقع، يمكن إبراز النقاط التالية كتأكيد على تلك التصورات، التي تؤكدها، أيضاً، كافة الأرقام الصادرة عن المواقع العالمية: 
 
أولاً: النفوذ الإقليمي المتصاعد
 
مما لا شك فيه أن الصعود الإقليمي لدولة الإمارات لا يمكن إنكاره بأي شكل كان، سواء تعلق ذلك بالتأثير السياسي، أو الاقتصادي، حيث تخطى النفوذ الإماراتي كافة الحدود التي حاولت رسمها أطراف لها مصلحة في تفعيل أدوار إقليمية خارجية، من باب "المكايدة" السياسية، وطمعاً في تعطيل التكاتف العربي. وفي هذا الصدد، واجهت الإمارات كافة المحاولات الخارجية التي حاولت الاستيلاء على المقدرات الوطنية للدول العربية، وذلك في خضم المواجهات الاحتجاجية التي وقفت أمامها منذ أكثر من عقد. 
 
اليوم، وبسبب قدرة القائد الشيخ محمد بن زايد، توقفت جميع المساعي للتدخل في شؤون المنطقة، سواء تعلق ذلك بالجوانب الإنسانية، او من خلال الحروب المباشرة. وبالطبع لم ينقطع سمو الأمير عن سياق التكتلات الدولية، إنما سعى لوضع حدا لما يمكن أن يؤثر على استقرار الدول العربية، وأوجد، في سبيل ذلك، نموذج سياسي يمكن تطبيقه. إن قوة النظرية السياسية التي مكن لها الشيخ محمد بن زايد تتمثل بالتأثير المباشر في السياقات الجيوسياسية، ليس فقط عبر الاستثمار الذكي للموارد المتاحة، بل أيضاً من خلال نسج علاقات تحالفية مع قوى سياسية تؤمن بالريادة والحضور الإماراتي. 
 
ثانياً: فهم الواقع الاقتصادي 
يمكن اعتبار الشيخ محمد بن زايد من أكثر الشخصيات التي برعت في استخدام  وبلورة خارطة اقتصادية غير معتمدة على الموارد الطاقوية، على الرغم من سهولة الاعتماد على هذه الموارد في إنشاء أسس ريعية للدولة، إلا أن تنويع الاقتصاد الإماراتي بكل المسارات الإنتاجية، فضلاً عن استجلاب شريحة تكنوقراطية متمكنة في تسير دفة العجلة الاقتصادية، ساعد على صدارة دولة الإمارات في العالم كوجهة تجارية رئيسية لا يمكن الاستغناء عنها.
 
ولم تتوقف مساعي الرئيس الإماراتي عند هذا الحد، بل كون شركات متمددة تتوزع في كل بقعة جغرافية، فمثلاً يمكن النظر إلى شركات الموانئ العالمية للإمارات ضمن تلك الرؤية الخاصة بجعل دولة الإمارات مركزاً تجارياً مهماً، وهو ما حدث بالعفل، إذ لا تستطيع أي قوة كبيرة الآن الاستغناء عن الدور الاقتصادي للإمارات. وهو ما يجعلنا نتأكد من صوابية الخطوات التي مارسها الشيخ محمد بن زايد من حيث أنها بالفعل تدل على زعامته وقدرته على التخطيط السليم.
 
 ثالثاً: استقلالية القرار
 
في خضم الحرب الروسية الأوكرانية وما تلى ذلك من اصطفافات حادة وانعكاسات جيوسياسية أثرت على العالم بأسره، إن كان من ناحية سلاسل الإمداد والتوريد وارتفاع معدلات التضخم، أو حتى بالتخوف من حصول حرب عالمية ثالثة لا تبقي ولا تذر. ولكن يمكن اعتبار الإمارات أكبر مستفيد من هذه التباينات الدولية، حيث حافظت على قوة تحالفها مع الولايات المتحدة الأمريكية ولكنها، أيضاً، سعت إلى تكريس علاقات خاصة مع كل من الصين وروسيا. ولذا فإن الناظر إلى حال الموقع الاستراتيجي لدولة الإمارات، وسعي القوى الكبرى لكسب ودها والحفاظ على العلاقة معها، يدرك أحقية لقب الزعامة الذي صدر إلى الشيخ محمد بن زايد. 
 
ختاماً، تمكنت دولة الإمارات العربية المتحدة من حجز مكانة لنفسها على الخارطة العالمية، وضمن هذا السياق ستتذكر الأجيال القادمة وكل متابع للشأن السياسي، أن الخطوات الحكيمة والهادئة للشيخ محمد بن زايد انعكست  بشكل إيجابي على الوضع الاجتماعي والاقتصادي للإماراتيين، وأن الانعطافات في أولويات التحالف، أو المرونة السياسية المتخذة كانت من أجل الحفاظ على مصالح دولة الإمارات، وذلك على عكس أنظمة وقادة آخرين كانوا دائما على عكس مصالح بلدانهم وفقط لأجل طموحاتهم الشخصية أو حتى مغامراتهم المتهورة. إن لقب زعيم الشرق الأوسط لم يأتي من فراغ أو بإيعاز ما، بل جاء من صحف تدرك قيمة ما تكتب، فضلاً عن ذلك فإن قوة الأرقام التي تحققها دولة الإمارات على كافة المستويات تؤكد على ما كتب في الصحف الغربية. وبالتالي، وضمن هذه المعطيات، استحق الشيخ محمد بن زايد لقب زعيم الشرق الأوسط، نظراً للمكانة العظيمة التي يتمتع بها بين زعماء العالم.

وكالة كل العرب الاخبارية



تعليقات القراء
لايوجد تعليقات على هذا الخبر
أضف تعليق
اضافة تعليق جديد

الحقول التي أمامها علامة * هي حقول لابد من ملأها بالبيانات المطلوبة.

:
:
:
 
أخر الأخبار
اقرأ أيضا
استفتاءات
كيف تتوقع نهاية الاحداث الجارية في قطاع غزة؟



تابعونا على الفيس بوك