ذكر موقع "واللا" الإسرائيلي، أن مسلسلاً وثائقياً سيتم عرضه هذا الأسبوع على قناة "كان 11"، يكشف قصة سرب طائرات الفانتوم الإسرائيلية "201"، الذي تعرض لأكبر خسارة في حرب أكتوبر (تشرين الأول) عام 1973، وخاف أفراده من الإقلاع بالطائرات، ولذلك تظاهر بعضهم بالمرض، بينما تجنب البعض الآخر المواجهات الخطيرة.
وقال واللا إنه بعد 50 عاماً على حرب أكتوبر، تسلط السلسلة الوثائقية الجديدة الضوء على ظاهرة لم يتم التطرق إليها من قبل، وهي خوف الطيارين وتظاهرهم بالمرض، حتى وصل الأمر إلى أن أحد الطيارين قال صراحة لقادته: "أنا خائف وغير قادر على الإقلاع".
خسائر فادحة
ووفقاً للموقع الإسرائيلي، تزايدت المخاوف والقلق مع استمرار الحرب التي ألحقت خسائر فادحة بالجنود، ومن بين جميع أسراب القوات الجوية، تعرض سرب الفانتوم 201، الملقب بـ"الواحد" لأكبر خسارة في الحرب، حيث قُتل 7 من أعضائه وتم أسر 14 آخرين، وفي اليوم الثاني من الحرب تم أسر 7 طيارين من السرب من قبل السوريين خلال نصف ساعة فقط.
خوف شديد
ويحكي مسلسل "الواحد" للإعلامية الإسرائيلية سيما كدمون، قصة أفراد الطاقم الجوي الذين لم يتمكنوا من التغلب على خوفهم، وامتنعوا عن الطيران والقتال، ووفقاً لقائد سلاح الجو السابق اللواء في الاحتياط إيتان بن إلياهو، والذي خدم في السرب "الواحد"، وتم تعيينه قائداً للسرب بعد أسبوع من اندلاع الحرب، فإن الجميع كانوا خائفين، موضحاً: "ينشأ خوف كل شخص عند نقطة مختلفة، عندما يرى نفسه في رحلة جديدة، أو عندما يبدأ في الإقلاع، أو عندما يعبر خط الحدود".
واستطرد قائلاً: "من الغباء أيضاً ألا تخاف، لأن الخوف ضروري لإدارة المخاطر، ولكن عندما يبدأ الخوف في التأثير على سلوكك، فإن المقياس هو إلى أي مدى تتمكن من التغلب عليه؟."
ادعاء المرض
ويقول الرائد احتياط يهور غال، والذي خدم في صفوف السرب، إن السرب سعى إلى الالتزام بتنفيذ مهامه بأي ثمن، لكن كان هناك ملاحون وطيارون امتنعوا عن العمل لأنهم لم يستطيعوا التغلب على الخوف، وكانوا يتجولون وهم يرتدون مآزر الطيران، ولكن بدون بدلة ضغط، وشبشبًا بدلاً من أحذية الطيران، وأبلغوا عن آلام الظهر ونزلات برد وإسهال، وحصلوا على شهادات مرضية.
فشل القادة في التعامل مع الظاهرة
لم يكن قادة السرب آنذاك مستعدين مسبقاً لكيفية التعامل مع تلك الظاهرة، وفقاً لما صرح به الكولونيل في الاحتياط جيل ريجيف، والذي كان طياراً آنذك يبلغ من العمر 22 عاماً، مضيفاً: "لم نتواصل، كنا نخشى أن يكون مرضاً معدياً، لم نرغب في أن يؤثر علينا الأشخاص الذين لديهم مخاوف"