أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، انفتاح موسكو على حل دبلوماسي للأزمة الأوكرانية، واستعدادها للرد على المقترحات "الجادة" في هذا الصدد.
حل الأزمة الأوكرانية
ونقلت وكالة "سبوتنيك" الروسية للأنباء، عن تصريحات صحافية لزاخاروفا، قالت فيها: "لقد كنا دائماً وما زلنا، منفتحين على حل دبلوماسي للأزمة، ومستعدين للاستجابة لمقترحات جادة حقاً".
وأكدت أن "روسيا تقدر تقديراً عالياً الوساطة والمبادرات الإنسانية، التي تهدف إلى تحقيق السلام"، مشيرة إلى أن الطرف الأوكراني "قاطع وحظر المفاوضات مع موسكو".
وأضافت أنه من أجل بدء عملية التفاوض، لا بد من اتخاذ 3 خطوات: "يجب على الغرب أن يتوقف عن إمداد القوات المسلحة الأوكرانية بالأسلحة، ويجب على كييف أن توقف الأعمال العدائية، وأن تسحب قواتها من الأراضي الروسية".
وأشارت إلى أن مستقبل "بقية أراضي أوكرانيا سيعتمد إلى حد كبير على مدى سرعة فهم أوكرانيا والغرب أن روسيا لن تتسامح مع وجود دولة معادية لروسيا بشكل علني" على حدودها.
اختفاء أوكرانيا
وفي الأثناء، قال الرئيس الروسي السابق، ديمتري ميدفيديف، الذي يشغل الآن منصب نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، مساء أمس الثلاثاء، إن "أوكرانيا قد تختفي من الخريطة السياسية للعالم" نتيجة للصراع الحالي.
وأضاف "كل هذا أصبح واضحاً الآن... والنتيجة الأخرى للصراع ستكون الرحيل المخزي لسلطات كييف الحالية"، وفقاً لموقع قناة روسيا اليوم.
وتابع مدفيديف "حلف شمال الأطلسي (الناتو) يشن الآن حرباً هجينة، لكنها شاملة تماماً ودموية في أوكرانيا على أيدي نظام كييف"، مشيراً إلى أن مثل هذه الأحداث، في حال وقوعها، يجب أن تصبح درساً لـ"المراقبين".
وأضاف نائب رئيس مجلس الأمن الروسي في وقت سابق إن "هزيمة الغرب في أوكرانيا أمر حتمي لا مفر منه"، مشدداً على أنه "لا يجب أن تتوقف روسيا حتى تتم الإطاحة بنظام كييف الإرهابي الحالي تماماً".
إقليمان انفصاليان في جورجيا
وعلى صعيد آخر، قال مدفيديف إن "بلاده قد تضم إقليمي أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا الانفصاليين في جورجيا".
وكتب في مقال نشرته صحيفة "أرجومنتي إي فاكتي" الروسية مساء أمس "فكرة الانضمام إلى روسيا لا تزال تحظى بشعبية في أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية"، مضيفاً "من الممكن جداً تنفيذها إذا كانت هناك أسباب وجيهة لذلك".
وفقدت جورجيا السيطرة على المنطقتين بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، واعترفت موسكو باستقلالهما في 2008 في أعقاب محاولة جورجيا استعادة السيطرة على أوسيتيا الجنوبية بالقوة، وهو ما أدى إلى هجوم روسي مضاد.
وعلى الرغم من تحسن العلاقات الروسية مع جورجيا منذ ذلك الحين، فقد اتهم ميدفيديف الغرب بإثارة التوتر في أنحاء الدولة من خلال مناقشة احتمال انضمامها إلى حلف الناتو.
وقال ميدفيديف في المقال الذي نُشر بمناسبة الذكرى الخامسة عشرة للاعتراف باستقلال المنطقتين، "لن ننتظر حتى تصبح مخاوفنا أقرب إلى الواقع".
وأكد المسؤولون في جورجيا مرارا التزامهم بالانضمام إلى الحلف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة والذي يمكنه الحفاظ على سلامة أراضيها.
وأعلنت روسيا في سبتمبر (أيلول) من العام الماضي ضم أربع مناطق من أوكرانيا، هي دونيتسك ولوجانسك وخيرسون وزابوريجيا، لكن عمليات الضم لا تحظى باعتراف دولي.
