انعدم الحكم الدستوري في النيجر، بعد محاصرة جيش الحرس للقصر الرئاسي في العاصمة نيامي، واحتجاز رئيس البلاد محمد بازوم، في انقلاب هو الثالث الذي تشهده منطقة الساحل منذ 2020.
ونددت العديد من الدول الأوروبية والإفريقية بالانقلاب، رافضين أي محاولات "لزعزعة الديموقراطية وتهديد الاستقرار في النيجر".
انقلاب على الحاكم
وبداية، في يوم الأربعاء الماضي، شوهدت عربات عسكرية تغلق مدخل القصر الرئاسي، كما منعت الوصول إلى مقرات الوزارات الواقعة بجوار القصر.
وكانت هذه أول إشارة على محاولة الانقلاب، وسارعت قوات الجيش النيجيري إغلاق الحدود وتعليق جميع المؤسسات في الدولة، بعد أن فشلت المفاوضات مع "الحرس" من أجل الإفراج الفوري عن الرئيس.
حاكم جديد
وفي يوم 28 يوليو(تموز) الجاري، أعلن قائد الحرس الرئاسي في النيجر، الجنرال عبدالرحمن تشياني، تنصيب نفسه رئيساً للمجلس الوطني، ليصير بالتالي الحاكم الجديد للبلاد. وحذّر الانقلابيون في النيجر، الذين أطاحوا بالرئيس المنتخب محمد بازوم، من "أيّ تدخّل عسكري أجنبي"، تزامناً مع دعوات متواصلة من الدول للعودة إلى الديمقراطية.
وعلى إثر ذلك، علقت الأمم المتحدة عملياتها الإنسانية في النيجر حتى إشعار آخر، يذكر أن المساعدات ارتفعت من 1.9 مليون شخص في 2017، إلى 4.3 مليون شخص في 2023.
تعليق الأنشطة
وبعد مطالبات من الاتحاد الإفريقي لجيش النيجر بالعودة إلى ثكناته وإعادة السلطات الدستورية، أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية السبت، تعليق باريس "كل أنشطتها لتقديم مساعدة تنموية ودعم للموازنة".
وخصصت وكالة التنمية الفرنسية 97 مليون يورو في 2021، لهذا البلد من بين أفقر دول العالم، بحسب الأرقام المنشورة على موقعها.
كما حذّر مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي جوزيب بوريل، من أنّ "أيّ خرق للنظام الدستوري ستكون له عواقب على التعاون بين الاتحاد الأوروبي والنيجر، بما في ذلك الوقف الفوري لكافة أشكال الدعم المالي".
مهلة أسبوع
وتظاهر آلاف الأشخاص، الأحد، رفضاً للانقلاب، تزامناً مع قمة لدول غرب إفريقيا (إكواس)، عقدت لتقييم الوضع في النيجر.
ووفق قرارات صادرة في ختام القمة، طلبت الجماعة الاقتصادية "الإفراج الفوري" عن رئيس النيجر محمد بازوم، والعودة الكاملة إلى النظام الدستوري، كما قررت تعليق جميع المبادلات التجارية والمالية بين الدول الأعضاء والنيجر.
وكذلك أمهل قادة "إكواس"، الانقلابيين في النيجر أسبوعاً لإعادة النظام الدستوري إلى الحكم، في وقت لم تستبعد فيه استخدام "القوة".
ظهور أول
ومؤخراً، ظهر رئيس النيجر المخلوع محمد بازوم في مقر إقامته الرئيسي حيث يحتجز، رفقة رئيس تشاد إدريس ديبي إيتنو، الذي يقود "مبادرة تشادية" في سبيل تسوية الأزمة.
ويسعى رئيس تشاد حل المشكلة التي تواجهها النيجر، بعد اجتماع ثنائي عقده مع القادة السياسيين، وأبرزهم رئيس النيجر السابق محمدو إيسوفو، ورئيس المجلس العسكري الانتقالي الجنرال عبدالرحمن تشياني.