قال الكاتب الإسرائيلي، إيال زيسر، إنه عندما يفرح حسن نصرالله الأمين العام لتنظيم "حزب الله" اللبناني، وشركاؤه في طهران وغزة، على الإسرائيليين أن ينزعجوا وألا يغرقوا في الأوهام، ولكنه رأى أنه من المنطقي أن تختار إسرائيل ساحة المواجهة وتوقيتها.
وقال البروفسور زيسر في مقاله بصحيفة "يسرائيل هيوم" الإسرائيلية، أن أعداء إسرائيل في بيروت وطهران وغزة مرتاحون ومسرورون بشكل غير مقنع، لأنهم يعتقدون أن حلم الأجيال الذي حاولوا عبثاً تحقيقه والذي يتمثل في إيذاء إسرائيل بشكل خطير وصولاً إلى الانهيار، أصبح حقيقة دون جهد.
وتحت عنوان "إيران وحزب الله.. حظ موفق للطرفين"، كتب زيسر أن المشاهد والأصوات من إسرائيل تتحدث عن نفسها، ويمكن على المرء أن يفهم نصرالله، الذي أعلن الأسبوع الماضي، عندما بلغت العاصفة في إسرائيل ذروتها أن"الإسرائيليين أنفسهم يعترفون بأن هذا اليوم كان الأسوأ في التاريخ للكيان الصهيوني، وهذا يعني أن إسرائيل بإذن الله قد شرعت في طريق الانهيار والانقسام الداخلي والهلاك".
قلق إسرائيلي
وتابع: "عندما يفرح نصرالله ومعه شركاؤه في طهران وغزة علينا أن نقلق، لا ينبغي لأحد أن يكون لديه أوهام حول ما يريده حقاً، ويجب أن نتذكر ما قاله قبل بضع سنوات (لا نريد القتال ولا تدمير ولا رمي أحد في البحر، نقول للإسرائيليين بأكثر الطرق حضارة أن عليهم ركوب الطائرات أو السفن والعودة إلى حيث أتوا، فقط اليهود الذين عاشوا في فلسطين قبل مجيء الصهاينة سيكونون قادرين على البقاء، لكن الغزاة والمستوطنين الذين قدموا من جميع أنحاء العالم يجب أن يغادروا".
خطأ نصرالله
وأشار إلى أن نصرالله أخطأ في قراءة الخريطة ذات مرة، عندما شبه إسرائيل في مايو (أيار) 2000، عقب الانسحاب أحادي الجانب من جنوب لبنان، بـ "شبكة العنكبوت"، لكن نصر الله، وكذلك ياسر عرفات الذي استمع إليه، اكتشفا خلال الانتفاضة الثانية، ولاحقاً مع اندلاع حرب لبنان الثانية، أن إسرائيل تُظهر تماسكاً وصموداً وقوة أكبر بكثير مما توقعاه.
استغلال الأحداث في إسرائيل
ورجح أن يكون حصل اتفاق في المشاورات التي حصلت بين طهران وبيروت وغزة على عدم استغلال ضعف إسرائيل، بل تركها تغرق أكثر في مستنقع الخلافات الداخلية التي تتغلغل في الجيش الإسرائيلي، والتي ألحقت الضرر بكفاءته العملياتية، خشية أن ينقذ صراع بين حزب الله أو حماس إسرائيل من نفسها، ويضطر الإسرائيليين إلى تنحية خلافاتهم جانباً وتوحيد قواهم في مواجهة التهديد الخارجي.
المواجهة ضرورة
ولكن وفقاً للكاتب، يصعب الثقة بحكم نصرالله، وعندما تراوده فكرة كسب النقاط مع "أسياده في طهران"، فقد يعود إلى أخطاء الماضي ويستفز إسرائيل، ويصعّد الاستفزازات على طول الحدود الشمالية، بافتراض أن إسرائيل تحتوي أفعاله لتجنب الانزلاق إلى الصراع، وكذلك تفعل مع حركتي حماس والجهاد الفلسطينيتين.
وقال الكاتب: "لذلك فإن جولات المواجهة وأيام المعركة معهم هي مسألة وقت، ولذلك أيضاً، ربما يكون من المنطقي بالنسبة لإسرائيل أن تختار مسرح الصراع وتوقيته، وألا تدع نصرالله وشركاءه، كعادتهم، يجرونا في كل مرة إلى صراعات في زمان ومكان لا نريده، وباختصار، حان الوقت لضرب نصرالله"