أصدرت قوات الدعم السريع بياناً مفصلاً حول المفاوضات، التي عُقدت بينها وبين ممثلي رئيس مجلس السيادة السوداني عبدالفتاح البرهان، برعاية الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية.
وذكرت قوات الدعم السريع على موقعها الرسمي في تويتر، أن الحرب التي أشعلها الانقلابيون (الجيش السوداني) في 15 من أبريل (نيسان) 2023 لم تكن خيارنا لحل الأزمة السودانية، التي كان سببها المباشر هو "التشبث بالسلطة، ومحاولة اختطاف ثورة الشعب، من قبل رئيس المجلس السيادي قائد الجيش عبد الفتاح البرهان".
وبينت أنه منذ اليوم الأول للحرب كان هدف قائد الجيش السوداني وأعوانه الأساسي هو قطع الطريق أمام الحل السياسي، الذي كان في خواتيمه.
وأشارت إلى أنها أدركت أنه لا سبيل لنجاح أي تفاوض مع من يشعل الحرب للردة على خيارات الشعب، من استعادة حكم تم إسقاطه بإجماع الشعب السوداني.
وذكرت قوات الدعم السريع في بيانها إلى أنه مع إدراكها التام بالنوايا الخبيثة والتخطيط المسبق للانقلابيين والفلول لعرقلة أي جهود لوقف الحرب وحل الأزمة، إلا أنها استجابت للمبادرة الكريمة من المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية بإرادة صادقة، تقديراً للظروف الإنسانية والاجتماعية الصعبة التي واجهها (الشعب السوداني) بسبب الحرب.
وأوردت جملة من التوضيحات تتمثل بأن "الحقيقة التي يهرب عن ذكرها الفلول والانقلابيين هي أنه ما كان بمقدور وفدهم المشاركة في مفاوضات جدة، لولا فتح ممر آمن له بضمانات شخصية من قيادة قوات الدعم السريع.
وقالت إن وفد الفلول (ممثلي الجيش السوداني) كان منقسماً ومتنافراً، حيث يمثل كل عضواً فيه جهة بعينها وينطلق كل فرداً فيه من موقف مختلف عن الآخر، كان ذلك واضحاً في عدم الالتزام والتقيد بشروط وقف إطلاق النار، الذي تم التوقيع عليه، وفشل تحقيق الأهداف المرجوة منه بسبب تعدد مراكز اتخاذ القرار، وكان ذلك جلياً أن وفد المفاوضين يتحكم فيه قيادات المؤتمر الوطني، الذين يديرون التفاوض من وراء الستار.
ولفتت إلى أن وفد قائد الجيش السوداني، "استغل تواجده في جدة ليس لتسهيل انسياب المساعدات الإنسانية، بل لتقنين نهب المساعدات الإنسانية واستخدامها سياسياً لمعاقبة المتضررين في عدد من الولايات، منها دارفور وكردفان والنيل الأبيض والنيل الأزرق، بما في ذلك الخرطوم، وتم تحويل معظمها لإعاشة وعلاج قواتهم في المعسكرات".
وبحسب البيان تعمد الفلول (الجيش السوداني) إعاقة وصول أي مساعدات لإقليم دارفور وكردفان براً وجواً، تحت ذريعة السيادة الوطنية، مشيرة إلى أن الهدف الرئيس كان "إذلال سكان تلك المناطق حتى يلقوا بالتهمة على قوات الدعم السريع، التي طالبت أكثر من مرة بفتح مطارات ولايات دارفور وكردفان لتوصيل المساعدات للمتضررين".
وذكرت أنه تم الانخراط في مباحثات (مباشرة) مع وفدها بحضور الوساطة السعودية مكذبة الشائعات التي تبنتها راوية ممثلي الجيش، بأن المباحثات كانت غير مباشرة بين الطرفين.
وأوضحت أن ما أعاق التوقيع على اتفاق وقف العدائيات وإعلان المبادئ العامة لمفاوضات الحل الشامل، هو تعنت وفد الجيش السوداني، وإصراره غير المبرر على فك الحصار عن قياداته في القيادة العامة، وإدخال الإمدادات الغذائية والوقود والدواء لهم، وليس ادعاءاتهم بالحرص على رفع المعاناة عن الشعب.
وأكدت أن وفدها لايزال متواجداً في مدينة جدة احتراماً وتقديراً لرغبة الشعب السوداني برفضه المطلق لدعوات توسيع دائرة الحرب، وإفشاله لدعوات التجييش والتعبئة العامة التي يتزعمها فلول المؤتمر الوطني الهاربين من السجون تحت حماية ورعاية ضباط الاستخبارات العسكرية وجهاز الأمن.
واعتبرت في بيانها أن بقاء وفدها وتمسكه باستمرار المفاوضات في جدة يشكل "تعبيراً صادقاً عن التزامها بتعهداتنا أمام المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، اللتين لم تعلنا حتى الآن تعليق المحادثات أو إلغاءها".