المزيد
حكومة طالبان تدار على واتساب.. وهذه هي المشكلة الوحيدة!

التاريخ : 18-06-2023 |  الوقت : 04:32:49

وكالة كل العرب الاخبارية

24- 

تبدو حركة "طالبان" الحاكمة في أفغانستان عالقة في لعبة "الفأر والقط" مع تطبيق واتساب المحظور على الحكومة، بسبب العقوبات الأمريكية.

لعبة القط والفأر لإغلاق الحسابات أصبحت مصدر إزعاج للمسؤولين في إدارة طالبان

تروي صحيفة "نيويورك تايمز" في تحقيق ميداني لها أنه في وقت متأخر من إحدى ليالي أبريل (نيسان) تجمع فريق من ضباط الأمن التابعين لطالبان في ضواحي العاصمة الأفغانية للتحضير لغارة على مخبأ لتنظيم "داعش".
ومع اقتراب ساعة الصفر، جهّز الرجال أسلحتهم الآلية وسارع قائدهم حبيب الرحمن انقياد للتأكد من الموقع الدقيق لهدفهم. أمسك بهواتف رفاقه واتصل بقادتهم الذين أصروا على أنهم أرسلوا له مكان الموقع الخاص بالهدف إلى "الواتساب" الخاص به.

العقوبات الأمريكية

لكن كانت ثمة مشكلة واحدة فقط، إذ تم حظر حسابه على "واتساب" بموجب العقوبات الأمريكية ولم يتلق الرسالة.
وقال انقياد (25 عاماً) الذي تتواصل معه صحيفة "نيويورك تايمز" منذ استيلاء "طالبان" على السلطة في أغسطس (آب) 2021: "الطريقة الوحيدة التي نتواصل بها هي واتساب..ولكنهم أوقفوا حسابي".


ولم يكن انقياد  الوحيد الذي واجه هذه المشكلة. ففي الأشهر الأخيرة، انتشرت على نطاق واسع الشكاوى من مسؤولي "طالبان" والشرطة والجنود من حظر حساباتهم على "واتساب" أو تعطيلها مؤقتًا، وأظهرت الاضطرابات كيف أصبحت منصة الرسائل العمود الفقري لحكومة طالبان الفتية. ويكشف هذا الانقطاع أيضاً عواقب بعيدة المدى للعقوبات الدولية على حكومة أصبحت من بين أكثر الحكومات عزلة في العالم.
وتمنع  الولايات المتحدة منذ فترة طويلة أي شكل من أشكال الدعم لطالبان. ونتيجة لذلك، يقوم تطبيق "واتساب" المملوك لفيس بوك، بمسح أسماء المجموعات وأوصافها وصور الملفات الشخصية للمجموعة على تطبيق المراسلة لتحديد المستخدمين من "طالبان" وحظر حساباتهم، وفقًا لمتحدث باسم الشركة.
وتذكّر "نيويورك تايمز" بأن هذه السياسة مطبقة منذ فرض العقوبات الأمريكية على طالبان قبل أكثر من عقدين. حتى عندما كانت الحركة مجرد ميليشيا متمردة، أدى الحظر إلى عرقلة تحرك بعض المقاتلين الذين اعتمدوا على التطبيق لأنه كان يخدم الأشخاص الذين لا يعرفون القراءة والكتابة ولا يتمتعون بمهارات تكنولوجية، وكانوا يستعينون بميزة الرسائل الصوتية في التطبيق لتوجيه رسائل والاستماع إلى التعليمات الشفهية من قادتهم بكبسة زر.

 انتشار واتساب

ولكن خلال العامين الماضيين، زاد اعتماد طالبان على تطبيق واتساب في شكل كبير، مع انتشار استخدام الهواتف الذكية وتحسن شبكات الجيل الرابع في جميع أنحاء أفغانستان بعد نهاية الحرب التي قادتها الولايات المتحدة. وفيما قامت الحركة بتعزيز سيطرتها واستقرارها في الحكم، أصبحت الأعمال البيروقراطية الداخلية لإدارتها أيضاً أكثر تنظيماً، وبات تطبيق واتساب مركزياً في الاتصالات الرسمية.


وتستخدم الإدارات الحكومية مجموعات "واتساب" لنشر المعلومات بين الموظفين. ويعتمد المسؤولون على مجموعات أخرى لتوزيع البيانات على الصحفيين وإيصال البيانات الرسمية إلى الوزارات. وتخطط قوات الأمن عمليات الدهم لمخابئ "داعش" والشبكات الإجرامية وتنسقها من هواتفها على التطبيق.
قال المتحدث باسم الشرطة في إدارة طالبان في مقاطعة بغلان بشمال أفغانستان شير أحمد برهاني: "واتساب مهم جداً بالنسبة إلينا. كل عملي يعتمد عليه... لو لم يكن هناك تطبيق واتسآب، لكانت جميع أعمالنا الإدارية وغير الإدارية مشلولة".
وبدأ استخدام واتساب بين صفوف طالبان خلال الحرب، فيما اكتسب التطبيق شعبية في جميع أنحاء العالم وبدأت أبراج الهواتف المحمولة في الظهور في جميع أنحاء أفغانستان. ويقدر الخبراء أن حوالي 70% من سكان أفغانستان يمكلون اليوم هواتف محمولة. ويعتمد الأفغان ، مثل الملايين حول العالم، على سرعة واتساب ومرونته في التواصل مع بعضهم البعض ومع العالم الخارجي.
ولكن لعبة القط والفأر لإغلاق الحسابات أصبحت مصدر إزعاج للمسؤولين في إدارة طالبان، وهو تذكير شبه يومي بأن الحكومة التي يقودونها أصبحت منبوذة على الساحة العالمية.
وأدى تجميد الحكومة الأمريكية لأصول بمليارات الدولارات مملوكة للبنك المركزي الأفغاني إلى شلّ الاقتصاد. وتسبب حظر السفر بمنع قادة طالبان من مقابلة بعض الشخصيات المرموقة في الخارج. ويبدو أن بعض منصات وسائل التواصل الاجتماعي مثل توبتر ويوتيوب قد فسرت العقوبات بشكل فضفاض وسمحت لأعضاء طالبان باستخدام منصاتهم، فيما بقي واتساب، تطبيق المراسلة الأكثر شعبية في البلاد محظور من الناحية الفنية.
ومع ذلك، وجد كثيرون ممن أغلقت حساباتهم حلولاً بديلة، واشتروا بطاقات SIM جديدة وفتحوا حسابات جديدة، وحولوا الحظر إلى مجرد لعبة.



تعليقات القراء
لايوجد تعليقات على هذا الخبر
أضف تعليق
اضافة تعليق جديد

الحقول التي أمامها علامة * هي حقول لابد من ملأها بالبيانات المطلوبة.

:
:
:
 
أخر الأخبار
اقرأ أيضا
استفتاءات
كيف تتوقع نهاية الاحداث الجارية في قطاع غزة؟



تابعونا على الفيس بوك