تتزايد المخاوف من خروج الأوضاع عن السيطرة في السودان، في ظل انتشار الأسلحة وانعدام الأمن وخشية انخراط السودانيين في عمليات واسعة لتصفية الخلافات على غرار ما حدث في الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور.
وتزامناً مع الاشتباكات والقصف المتواصل على العاصمة الخرطوم، ذكرت مصادر سودانية لقناة "سكاي نيوز عربية" اليوم السبت، أن هناك ترجيحاً بشأن إعلان هدنة جديدة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع لمدة 3 أيام.
وأضافت المصادر أن هناك ترقباً لموافقة نهائية من طرفي النزاع على إعلان الهدنة، مشيرة إلى أن الهدنة المرتقبة ستعقبها هدنة أخرى لمدة 5 أيام تزامناً مع عيد الأضحى.
عنف متواصل
ووفقاً لوكالة فرانس برس، شهدت الخرطوم صباح اليوم السبت قصفاً واشتباكات بمختلف أنواع الأسلحة، في وقت تدفع أعمال العنف في إقليم دارفور مئات من سكانه لعبور الحدود نحو تشاد.
وأفاد شهود و"لجان المقاومة" في جنوب الخرطوم عن تعرّض منطقة اليرموك الى قصف جوي سقط على إثره عدد من الضحايا المدنيين، وأكد الشهود وقوع اشتباكات بكل أنواع الأسلحة في جنوب العاصمة، و"قصف صاروخي وبالمدفعية الثقيلة" مصدره ضاحية أم درمان بشمال الخرطوم.
وتأتي أعمال العنف هذه غداة تأكيد شهود تعرض وسط أم درمان لقصف جوي من سلاح الطيران التابع للجيش، طال خصوصاً حي بيت المال.
ضحايا النزاع
ومن جهتها، قالت السلطات الصحية السودانية إن 17 شخصاً بينهم 5 أطفال لقوا حتفهم في ضربة جوية في جنوب العاصمة الخرطوم اليوم السبت.
وكتبت إدارة الصحة في العاصمة في منشور على صفحتها بموقع فيس بوك: "تعرضت منطقة اليرموك بمنطقة مايو جنوب الحزام لقصف جوي أدى إلى سقوط عدد من الضحايا المدنيين". وأضافت أن "التقديرات الأولية لمجزرة اليرموك تشير إلى سقوط 17 قتيلاً، كذلك تم تدمير 25 منزلاً".
نزوح
وبدورها، أشارت منظمة "أطباء بلا حدود" إلى أن زهاء 6 آلاف شخص فرّوا من الجنينة خلال الأيام القليلة الماضية فقط، مع تصاعد أعمال العنف في دارفور. وأوضحت في بيان السبت أن "ما لا يقل عن 622 جريحاً أدخلوا مستشفى مدينة أدري التشادية الحدودية مع السودان على مدى الأيام الثلاثة الماضية".
وأشارت إلى أن 430 من هؤلاء يحتاجون إلى عناية جراحية، وأن غالبية الإصابات كانت جراء إطلاق النار.
رد الدعم السريع
وفي سياق منفصل، أعلنت قوات الدعم السريع إسقاط طائرة حربية من طراز (ميغ) تابعة لقوات الجيش السوداني، وقالت على صفحتها بموقع تويتر: "هاجم طيران الانقلابيين صباح اليوم عدداً من الأحياء السكنية في جنوب الخرطوم (مايو، اليرموك، مانديلا)، مما تسبب في مقتل وإصابة العشرات وسط المدنيين".
وكان الجيش السوداني قد دعا في وقت سابق اليوم السبت المواطنين لمغادرة منازلهم القريبة من مواقع تمركز قوات الدعم السريع، في وقت تحدثت معلومات عن إمكانية الاتفاق على هدنة جديدة.
وأشار مراسل قناة "آر تي عربية" في السودان، إلى أن الطائرات الحربية الاستطلاعية تحلق في سماء الخرطوم، مع سماع أصوات المضادات الأرضية جنوب أم درمان ووسط وغرب الخرطوم وإطلاق نار متقطع.
وانقطعت خدمات الاتصالات بشكل كامل عن مدينة الجنينة عاصمة غرب دارفور، مما تسبب في ندرة المعلومات عن الأوضاع هناك بعد مقتل حاكم الولاية