فيما التزمت السلطات الأوكرانية الصمت حيال هجومها المضاد، أعلنت روسيا، اليوم الإثنين، أنها صدّت "هجوماً واسع النطاق" شرق أوكرانيا.
خبراء وجنود روس يتوقعون تصعيداً أوكرانياً على خطوط التماس
وذكرت وزارة الدفاع الروسية في بيان صدّ هجمات على "خمسة قطاعات من الجبهة في اتجاه جنوب منطقة دونيتسك" في صباح الرابع من يونيو (حزيران).
وتابعت "لم يحقق العدو أهدافه" في خرق الخطوط الروسية، متحدثة عن خسائر كبيرة في صفوف الجيش الأوكراني.
ونشرت الوزارة ما قالت إنه تسجيل مصوّر للمعركة أظهر مدرّعات أوكرانية تتعرّض لإطلاق نار كثيف، من دون أن تحدّد مكان القتال ولا حجم خسائر موسكو.
وذكر البيان أن رئيس أركان الجيش الروسي وقائد العمليات في أوكرانيا الجنرال فاليري غيراسيموف "كان خلال هذه الفترة في أحد مراكز القيادة المتقدمة في هذا الاتجاه".
من جهته، قال الجيش الأوكراني إنه لا يمتلك معلومات بخصوص هجوم كبير تقول روسيا إن كييف شنته على خمس نقاط بخطوط المواجهة في منطقة دونيتسك الأوكرانية.
وقال متحدث باسم هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية: "لا نملك مثل تلك المعلومات ولا نعلق على أي نوع من الأكاذيب".
"الخطط تهوى الصمت".. فيديو هوليوودي
وفي تسجيل مصوّر نشره وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف الأحد على تويتر، بدا الجيش الأوكراني وكأنه يدعو الجنود إلى التزام الصمت وأُرفق مقطع الفيديو بعبارة "الخطط تهوى الصمت".
الفيديو يشبه إلى حد كبير المقاطع الترويجية للأفلام السينمائية على الطريقة الأمريكية، للتمهيد للهجوم المضاد.
ونشرت وزارة الدفاع الأوكرانية الفيديو مرفقاً برسالة قصيرة "نحب الصمت.. لن يكون هناك إعلان عن البداية"، في إشارة إلى الهجوم المضاد المرتقب منذ أشهر.
هجوم كبير!
ويتوقع خبراء وجنود روس أن تصعّد القوات الأوكرانية هجماتها على خطوط التماس مع روسيا لجس النبض، قبل إطلاق الهجوم الكبير.
ونفذت القوات الأوكرانية هذا السيناريو من قبل في سبتمبر (أيلول) 2022 عندما أعد الجيش الأوكراني سراً هجوماً أفضى إلى استعادة منطقة خاركيف (شمال شرق) بأكملها تقريباً.
وأشار مراسل الحرب الروسي ألكسندر كوتس إلى أن معارك تدور منذ فجر الإثنين في منطقة فوغليدار في جنوب منطقة دونيتسك، ولكن أيضاً شمالاً على مشارف سوليدار وباخموت المدينتين اللتين احتلتهما روسيا بعد أشهر من المعارك الدامية.
ومع ذلك أفاد بأنّ الهجوم ليس كبيراً.
وقال: "لم يرسل (الأوكرانيون) قواتهم الرئيسية إلى المعركة بعد. وعندما سيحدث ذلك، قد يكون في قطاع آخر" من الجبهة.
هجمات في العمق الروسي
منذ أسبوعين تتصاعد الهجمات والتفجيرات في منطقة بيلغورود الروسية الحدودية مع أوكرانيا، خلال معارك بين الجيش الروسي ومقاتلين روس موالين لأوكرانيا.وخلال آخر عملية الأحد احتجزت إحدى هذه المجموعات المسماة "فيلق الحرية لروسيا" والمؤلفة من روس يقاتلون إلى جانب أوكرانيا أشخاصاً بهدف تسليمهم لكييف. وأظهر مقطع فيديو حوالي 12 أسيراً بينهم اثنان مصابان بجروح.
وأقر حاكم بيلغورود فياتشيسلاف غلادكوف بأن القوات الموالية لأوكرانيا احتجزت أسرى من الجانب الروسي خلال اشتباكات عبر الحدود.
وتعد هذه المرة الأولى التي يتم فيها أسر روس على الأراضي الروسية.
وأعلن غلادكوف على نحو غير مسبوق أنه مستعد للتفاوض لاستعادة الأسرى، لكن المقاتلين الموالين لأوكرانيا أكدوا في مقطع الفيديو أن المسؤول الروسي لم يحضر إلى مكان الموعد.
وتركز القتال في الأيام الأخيرة في محيط نوفايا تافوليانكا وشيبيكينو بالقرب من الحدود، ما أجبر آلاف المدنيين على الفرار إلى العاصمة الإقليمية بيلغورود.