شهد السودان انهيار هدنة تلو أخرى في أزمة تحولت لاشتباكات عسكرية تعصف بالبلد، فيما وجه خبراء أصابع الاتهام إلى "كتائب الظل الإخوانية" بعد التوترات بين قوات الدعم السريع، والجيش.
وفي مطلع الأسبوع الماضي أعلنت أطراف الأزمة في السودان من جدة، وقفاً لإطلاق النار لمدة أسبوع، لكن في اليوم التالي بددت الرصاص والقصف الآمال في تراجع الأزمة، ما أثار شكوكاً في قدرة الأطراف على ضبط النفس والتمسك بالهدنة، حسب صحيفة الراكوبة السودانية.
ويؤشر استمرار المعارك بلا هوادة رغم الضغوط الدولية والإقليمية وتعدد مبادرات وقف إطلاق النار، وفقاً لمراقبين وخبراء في الشأن السوداني إلى تورط وانخراط فلول النظام السابق والإسلاميين أو "كتائب الظل الإخوانية" في نقض المبادرات والهدن المتعددة.
وحسب الصحيفة السودانية يعتقد الخبراء أن "كتائب الإخوان تدفع بقوة نحو ستمرار ما يعتبرونه معركتهم المصيرية، لقلب الطاولة، وإعاقة المسار الديمقراطي ببث الفوضى والاقتتال الداخلي، والعمل أيضاً على إعاقة أي تغيير سياسي من شأنه أن يقضي على مكتسباتهم ونفوذهم".
وفي أعقاب سقوط نظام البشير قرر المجلس العسكري الانتقالي حل "كتائب الظل" ولكن نظراً لتشعبها وتغلغلها وإمكاناتها المادية والبشرية، لم تنجح الإجراءات في لجمها، إذ سرعان ما أعادت الكتائب تنظيم نفسها تحت أسماء وتنظيمات جديدة، حسب الصحيفة، التي نبهت إلى استنفار واضح ومستفزاً لحزب المؤتمر الوطني المنحل، الجناح السياسي لجماعة الإخوان الإرهابية قبل الحرب بفترة، وزدا هذا النشاط المحموم في رمضان الماضي قبل توقيع الاتفاق النهائي الإطاري، الذي كان سيفضي إلى حكومة مدنية، ما دفع قوى الثورة المتمثلة في لجان المقاومة وقوى الحرية والتغيير، والنقابات لإصدار بيانات تحذر من خطورة الوضع الأمني والسياسي.
وأشارت الصحيفة إلى أن المعارك اندلعت في 15 أبريل(نيسان) لقطع الطريق أمام الاتفاق الإطاري، والعملية السياسية السلمية ، ولمنع تفكيك تمكين الإسلاميين في مؤسسات الدولة المدنية، والإصلاح الأمني والعسكري.
وتمكنت "كتائب الظل" حسب الصحيفة من التغلغل في مختلف أجهزة الدولة، وقطاعات الأجهزة الأمنية، وباتت تمثل الدولة العميقة في السودان، واستغلت التقسيمات العقائدية والقبلية لتغذي انتشارها في السودان.
وحسب الصحيفة تشير تقارير إعلامية إلى أن اهذه الكتائب شبه العسكرية، تاريخ طويل في جرائم العنف والبطش بالمدنيين العزل والمتظاهرين السلميين في السودان إبان حكم الرئيس المخلوع عمر البشير.
ونوهت الصحيفة إلى أن المخرج الوحيد من الحرب الدائرة حالياً، يتمثل في التمسك بـ "إعلان جدة" لأنه الأساس والمرتكز، وهو الموقع بين طرفي النزاع، ووفقاً للمبادرة السعودية الأمريكية.
وبينت الصحيفة أن تنظيم الإخوان الإرهابي يخشى الانتقال السلمي والمدني وتأثيره على مكتسباته ومحاسبة جنائياً على جرائم المرحلة الماضية، لذلك دفع نحو الحرب لقلب الطاولة وإعاقة المسار بالفوضى والاقتتال الداخلي، بدليل سرعة تشكيل قادة من الإخوان ومن بينهم قادة سابقون بالجيش، ميليشيات مسلحة للانخراط في القتال مع الجهة التي تحقق مصالحهم، وغذوا النزعة القبلية والنعرات العرقية.
تجدر الإشارة إلى ان السودان يشهد نزاعاً منذ منتصف أبريل(نيسان) الماضي بين الجيش وقوات الدعم السريع وأوقعت المعارك منذ اندلاعها نحو 1000 مدني في الغالب، ودفعت أكثر من مليون سوداني إلى النزوح أو اللجوء إلى بلدان مجاورة.