أكدت مصادر لبنانية عدة توافق المعارضة اللبنانية ورئيس التيار الوطني الحر، جبران باسيل، على مرشح رئاسي، في خطوة قد تدفع مسار إنهاء الشغور الرئاسي في لبنان المستمر منذ أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بعد انتهاء فترة الرئيس ميشال عون.
اتفاق مشروط بين القوى المسيحية على دعم ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور
جعجع: إن صح دعم باسيل لجهاد أزعور فإن مسألة رئاسة الجمهورية تكون قد حُلّت
تفاهم مشروط
وقالت قناة "الجديد" اللبنانية إن اتفاقاً تم بين المعارضة ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل على اسم المرشح جهاد أزعور، مشيرة إلى أن رئيس حزب الكتائب سامي الجميل تولى مسؤولية المفاوض الأساسي.وأضافت أن "اكتمال التوافق على اسم جهاد أزعور تشوبه ضمانات عدة طلبتها الأطراف، إذ أن حزب القوات اللبناني التزم بجهاد أزعور فقط، وفي حال غير باسيل رأيه بالاتفاق مع حزب الله على مرشح آخر، تعود القوات إلى ترشيح قائد الجيش العماد جوزيف عون".وبرر حزب القوات اللبنانية هذا الموقف، بعدم استخدام باسيل للتوافق المسيحي لتحسين شروطه مع حزب الله، مضيفة "أما باسيل فالتزم بأزعور مقابل ضمانة من القوات بعدم الانتقال إلى قائد الجيش".
وبحسب القناة اللبنانية فإن المرشح الذي توافقت عليه القوى السياسية المسيحية أزعور يضمن الحصول على 60 صوتاً في مجلس النواب، في حين يحتاج المرشح للحصول على ثلثي أصوات أعضاء مجلس النواب الـ 128 للوصول لكرسي الرئاسة مباشرة، أو الحصول على تأييد 65 نائباً في الجولة الثانية للانتخاب.
تعنّت حزب الله
وتصطدم جهود انتخاب رئيس للبنان بتمسك حزب الله بمرشحه رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، ويرفض الحزب أي تراجع عن ترشيحه أو بحث أسماء أخرى، كما يعارض دعم المرشح جهاد أزعور، الذي توافقت عليه القوى المسيحية.وأكد نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم، الجمعة، التمسك بترشيح فرنجية، متهماً من يرفضون ترشيحه بإعاقة جهود انتخاب رئيس للبلاد.
وقال قاسم إن "الوزير فرنجية يمكن أن يكون الخيار الطبيعي وفرصه في الانتخابات تزداد أكثر من السابق، والجو الإقليمي ملائم للتفاهم على انتخابه"، مضيفاً أن "الأداء السلبي لبعض الأطراف يمكن أن يؤخر ويعيق انتخاب الرئيس، وبالتالي هؤلاء يتحملون مسؤولية الإعاقة".
وفاقمت المناورة العسكرية التي أجراها حزب الله في جنوب لبنان قبل أيام من حالة الاحتقان والغضب في لبنان، تجاه إصرار الحزب على اختطاف البلاد عبر التلويح بالقوة العسكرية.
وقال رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع إنه "إذا كانت المناورة العسكرية التي أجراها حزب الله قبل أيام في الجنوب، ليست بعامل ملوح بحلول ممكنة رئاسياً، فإن المسألة أكبر من ذلك بكثير وأخطر من ذلك بكثير".
وأضاف لصحيفة "النهار" اللبنانية أنها "متعلّقة بوجود البلد ككل، لم يعد مسموحاً أن يصادر فريق من اللبنانيين قرار الدولة اللبنانية وإرادة بقية اللبنانيين وأن يأخذهم رغم إرادتهم إلى مكان لا يريدون الذهاب إليه".
استعداد متحفظ
وتعليقاً على قبول باسيل التوافق على ترشيح جهاد أزعور، قال جعجع: "لدى جهات المعارضة الآخرين اعتباراتهم للسير بأزعور، وفيما يتعلّق بالقوات اللبنانية فإذا صحّت المسألة عندها يجتمع تكتّل الجمهورية القوية ويناقش الموضوع وما يمكن فعله على ضوء النظرة للأفضل للبلاد".وتابع جعجع "إذا لم تصحّ هذه المعطيات مع إصرار محور (الممانعة) على مرشحه وغياب اتخاذ باسيل لموقف رئاسي، فمن أين الاتيان بأكثرية صغيرة لانتخاب رئيس للجمهورية؟ وتالياً، البقاء في الفراغ خلال الوقت الحاضر"