يرى محللون ومتابعون أن القمة العربية التي استضافتها المملكة العربية السعودية في مدينة جدة مختلفة عن القمم السابقة، وأن الإرادة السياسية في هذه القمة مختلفة عن سابقاتها ونجحت في الوصول إلى توافق شبه الكامل بين الدول الأعضاء، خاصة مع عودة سوريا إلى أروقة الجامعة العربية.
وبحسب خبراء سياسيين تحدثوا لـ24، فإن القمة العربية الأخيرة في مدينة جدة شهدت نجاحاً غير عادي مع حضور الرئيس السوري بشار الأسد أعمال القمة لأول مرة منذ 12 عاماً، إلى جانب العمل على تنسيق المواقف التي تساهم في تعزيز العمل العربي المشترك، ومواجهة التحديات غير المسبوقة التي تشهدها المنطقة.
تننسيق الموقف العربي
وقال الخبير السياسي في الشؤون العربية، أشرف أبو الهول، إن الإرداة السياسية خلال أعمال القمة العربية في جدة أمس كانت مختلفة تماماً عن القمم العربية السابقة، وإن القمة العربية حققت أهدافها بالمصالحة العربية مع سوريا، وإعادة فتح صفحة جديدة في العلاقات بين دمشق ودول الخليج خاصة.
وأوضح أبو الهول أن قمة جدة شهدت تنسيقاً في الموقف العربي، والعمل على مواجهة الأزمات التي تشهدها المنطقة العربية، خاصة الوضع في السودان وفلسطين، مع التأكيد للعالم على اتخاذ موقف متوازن تجاه الصراع بين روسيا وأوكرانيا، والعمل على إنهاء الصراع في أسرع وقت، بعد تأثر الدول العربية بشدة من تداعيات تلك الحرب.
كما أشار الخبير السياسي إلى أن قمة جدة استفادت كثيراً من التهدئة مع البلدان المحيطة بالمنطقة العربية، مثل تركيا وإيران خلال الفترة الماضية وإعادة العلاقات بين السعودية وإيران على سبيل المثال، وفتح قنوات حوار بين مصر وتركيا وسوريا والدول العربية الأخرى، مما يصب ذلك في تعزيز الموقف المشتركة والتعامل مع القضية الفلسطينية بكل قوة، بعد أن تحولت إسرائيل لأقصى درجات اليمين، وتحول القضية لنكبة أخرى بسبب المزيد من الاستطيان وتهويد الأراضي المقدسة.
وفيما يخص حضور الرئيس الأوكراني فلاديمير زينلينكسي أكد أبو الهول أن وجوده غير مؤثر بشكل كبير على مسار العلاقات بين روسيا والعرب، طالما لم يشارك العرب في الصراع، وأوكرانيا تعرضت لعدوان حسب التأكيدات الدولية، ولكن شكل المساندة هو الذي يختلف، وإن حضوره خطوة رمزية.
وتضمن البيان الختامي للقمة إعلان جدة" أكثر من 32 بنداً شملت العديد من القضايا الهامة في المنطقة، منها القضية الفلسطينية والأزمة السورية والوضع اللبناني، والتعامل مع إيران، وكذلك قضايا الأمن القومي العربي والأمن الغذائي والملفات الاقتصادية والاجتماعية.
توافق غير مسبوق
ومن جانبه، قال الخبير السياسي، الدكتور بشير عبد الفتاح، إن قمة جدة شهدت توافقاً عربياً غير مسبوق، مما ساعد في إيجاد مساحات مشتركة للتفاهم بشأن عدد من القضايا الخلافية العربية.
وفيما يخص الملف السوداني، أكد أن هناك إجماعاً عربياً بشأن وقف كل الأعمال العسكرية، إذ دعت كل الدول العربية الأطراف المتصارعة في السودان إلى ضرورة الحوار، وتجنيب الشعب ويلات هذه العمليات العسكرية.
وأكد عبد الفتاح أن القمة العربية بحثت أيضاً التهدئة وحل الأزمات التي تواجهها العديد من الدول بالسبل السلمية، وكذلك عودة سوريا لمقعدها في الجامعة العربية بعد أن علقت مشاركتها في القمة مذ 2011، موضحاً أن مشاركة الرئيس السوري بشار الأسد خطوة مهمة لعمل الجامعة العربية.