تلقى الرئيس السوري بشار الأسد الأربعاء، دعوة رسمية من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، للمشاركة في القمة العربية التي تعقد في مدينة جدة الأسبوع المقبل.
وقالت الرئاسة السورية على فيس بوك إن "الأسد تلقى دعوة من خادم الحرمين الشريفين، للمشارك في قمة جدة"، مشيرة إلى أن "الرئيس الأسد السفير السديري تحياته وشكره لخادم الحرمين الشريفين على الدعوة، مؤكداً أن انعقاد القمة العربية المقبلة في السعودية سيعزز العمل العربي المشترك لتحقيق تطلعات الشعوب العربية".
وتأتي الدعوة بعد استئناف الرياض ودمشق عمل بعثتيهما الدبلوماسيّة، وبعد أن استأنفت الوفود السورية مشاركتها في اجتماعات الجامعة العربية.
وتعد قمة سرت 2010 آخر دعوة تلقتها سوريا، بعد أن تم تجميد عضويتها إثر اندلاع أزمة دامية أسفر عن مقتل وإصابة مئات الآلاف وتشريد الملايين.
وتبنى وزراء الخارجية العرب أخيراً، قراراً بإعادة سوريا إلى جامعة الدول العربية.
ولم يذكر بيان وزراء الخارجية تفاصيل حول الشروط لعودة سوريا إلى الجامعة العربية، إلا أن محللين أكدوا أن ملف الحل السياسي للأزمة واللاجئين، وحركة السلاح والميليشيات والمخدرات، أبرز الملفات التي ترغب الدول العربية في حلها.
وغداة صدور القرار العربي، أمرت الحكومة السورية الميليشيات التابعة لإيران بإنزال العلم الإيراني ورايات بعض الجماعات كفاطميون وزينبيون من مواقع كثيرة تابعة لها داخل البلاد، وفقاً لبيان سابق صادر عن المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وتتزامن عودة سوريا إلى الحضن العربي أيضاً مع تغيّر في الخارطة السياسية الإقليمية بعد الاتفاق بين السعودية وإيران، أبرز حلفاء دمشق، والذي تُعلّق عليه آمال بعودة الاستقرار في منطقة لطالما هزتها النزاعات.
وبدأ الجمود في العلاقات مع الأسد يتلاشى بوتيرة أسرع بعد الزلازل المدمرة في فبراير (شباط)، ومسارعة الدول العربية لإغاثة الشعب السوري.
وتعد المخدرات من الملفات البارزة التي تشكل قلقاً كبيراً لدول المنطقة والأردن على وجه الخصوص الذي يواجه منذ سنوات محاولات مستمرة لتهريب المخدرات.
وفي تطور بارز، أعلن وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، أخيراً، أن بلاده ستشكل آلية عمل وفريق أمني مشترك مع سوريا لمواجهة ملف المخدرات.
وجاء الإعلان، غداة مقتل مهرب مخدرات بارز في غارة جوية قرب الحدود الأردنية، إلا أن عمان لم تنف أو تؤكد علاقتها بالضربة.
وقال الصفدي لصحافيين: "عندما نتخذ أي خطوة لحماية أمننا الوطني أو مواجهة أي تهديد له، سنعلنها في وقتها المناسب".