حذر خبراء أمنيون واستراتيجيون من تحويل السودان لبؤرة خصبة للجماعات الإرهابية، بعد توتر الأحداث بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وهو ما سيكون له تأثيراً سلبياً على دول الجوار وتأجيج الأوضاع بها.
ولا تزال الأوضاع مشتعلة في السودان بعد إطلاق النار بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع قبل ما يقرب من أسبوعين، رغم جهود التهدئة بين الطرفين، وإعلان الهدنة مراراً، إلا أن وقف إطلاق النار كان هشاً في الكثير من الأحيان.
ملاذ آمن للإرهاب
وقال الخبير الاستراتيجي الدكتور سعد الزنط، مدير مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية، إن هناك مخاطر شديدة سوف تنتج خلال الفترة المقبلة على دول الجوار بسبب الصراع الدائر في السودان الآن، مؤكداً أن هذا الصراع تديره أطراف من مصلحتها استمرار الصراع السياسي والعسكري لأطول فترة ممكنة.
وأوضح الزنط لـ24 أن هذه الأطراف تسعى لإعادة التنظيمات الإرهابية في المنطقة، وتستطيع استثمارها وتوظيفها لصالحها، ما يساهم في تحقيق أجنداتها السياسية، داعيا إلى ضرورة اليقظة لذلك الأمر والتعامل معه بحسم بعد محاربة الإرهاب على مدار العقد الماضي عقب ما يُطلق عليه "ثورات الربيع العربي".
وحول طبيعة الدور المصري في التعامل مع هذه المخاطر، قال الدكتور سعد الزنط إن مصر تتعامل بحكمة مع الأزمة، وعرضت الوساطة في إطار العقل والمنطقة دون الانحياز لطرف على حساب آخر، وإنه من الضروري الوصول إلى التوافق المطلوب في أقرب وقت حتى لا يتم تكرار سيناريو 2005، حين بدأ الترويج لفكرة انقسام جنوب السودان عن الشمال وأصبحت دولة مستقلة.
كما حذر الخبير الاستراتيجي والأمني من انطلاق العناصر الإرهابية من الدول المجاورة للسودان مثل تشاد وليبيا وغيرها إلى السودان، بعد انهيار الأوضاع بها، لتصبح منطقة تهريب سلاح ومنصة جديدة للإرهابيين، وتتحول إلى ملاذ آمن للتنظيمات الإرهابية ومصدراً لتمويلها، ويستفيد من خيراتها دول أخرى وتنظيمات تتمنى ذلك.
طوفان إرهابي
كما حذر الخبير العسكري اللواء نصر سالم، رئيس جهاز الاستطلاع العسكري الأسبق، من تحويل السودان لبيئة خصبة للإرهاب بسبب الاقتتال الداخلي والاتجاه لتكوين تشكيلات إرهابية من جديدة، من الدول الأفريقية، وخاصة من منطقة الساحل والصحراء والتي تضم تشكيلات إرهابية متعددة.
وأوضح سالم أنه من الضروري تدخل مصر والدول العربية الأخرى في الأزمة قدر الإمكان من أجل اقناع الأطراف السودانية بالتوافق فيما بينهم وإدارة الوساطة لحل الأزمة وإنقاذ المنطقة من طوفان إرهابي جديد، مشيراً إلى أن ليبيا سيناريو خطير لا يتمنى أحد تكراره في السودان