المزيد
الإماراتية إنموذج حضاري

التاريخ : 17-03-2023 |  الوقت : 12:13:55

وكالة كل العرب الاخبارية

لبنى الهاشمي

تجلّت مظاهر الكرامة في تبصّر ورؤى سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك

من دواعي الفخار والاعتزاز أن تشارك دولة الإمارات الأسرة الدولية احتفالها باليوم العالمي للمرأة، كما من مظاهر الكرامة والتباهي التي لابد أن نجدّد لله لها شكرًا، ونرجع الفضل لأهل الفضل، أنّ هذا التمكين المتميز الذى تحقّق للمرأة الإماراتية يعود إلى مكانة المرأة في فكر الرجل أولًا ومقياس مستوى شعوره الأخلاقي ومدى دافع شرفه الإنساني، كما هو في القائد المؤسس والملهم المغفور له -بإذن الله تعالى- الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه .
كما تجلّت مظاهر الكرامة في تبصّر ورؤى سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية في إشاعة مفهوم ثقافة المشاركة للمرأة، تلك الثقافة الصديقة للمرأة التي فيها خمائر تتجلى رقيّاً إنسانيّاً في بناء مسيرة التنميـة الوطنيــة، فليس عبثًا أنّ النجاح الكبير الذى حققته المرأة ومشاركة الرجل لها العطاء لصالح المجتمع، كونها تستقي أولًا وأخيرًا مُثُلَها وأخلاقياتها من هذا الوعي القيمي المجتمعي المتصالح مع الدين الوسطي.
المبدأ الأساسي الذي تتمركز حوله فلسفة الحكم والتنمية في دولة الإمارات العربية المتحدة هو تفعيل أدوار المرأة، وإعطاؤها مستحقاتها مكفولة بالثقة بقدراتها وإمكانياتها ما عزّز التمكين الذي تحقق للمرأة الإماراتية، وتصدّرت المشهد الوطني من خلال ما أكّدته التشريعات ودستور الدولة في المجالات كافة، بما في ذلك العمل والضمان الاجتماعي والتملك والتمتع بخدمات التعليم كافة، والرعاية الصحية والاجتماعية وفق أجندات وطنية راسخة.
أنّ إرساء مبدأ العدالة الاجتماعية أضفى على المرأة في الإمارات كثيرًا من لغة تأكيد الذات والولاء للوطن ورفض التغريب، ولا نغالي إن قلنا إنّ من الخصائص الغنيّة التي تتوارى وراءها بوارق النهضة والتقدم أن تكون القيم المجتمعيّة تكرس الاهتمام بالمرأة والاحترام والتقدير لمكانتها. تلك المثل العليا تسبك في قوالب يصنعها المجتمع ويستجيب لإيحائها، فجهود القيادة الحديثة التي سعت للنهوض بالمرأة في الإمارات من مرحلة التمكين إلى المشاركة، ومن ثم إلى تحقيق الاستراتيجية الوطنية للريادة تعني بأنّ أمامها كثيرًا من الحقوق لتنالها أو تستحقها، ولا نخفي سعادتنا بالكليّة بما حققته المرأة من إنجازات حضارية ناجمة عن التعليم الأفضل الذي أضاف لها كثيرًا على صعيد مشاركتها في التنمية المستدامة للدولة، وتأصيل دورها في الإسهام في صنع القرار.
استطاعت "أم الإمارات " البناء على المنظومة الوطنية الرامية إلى أن تعيد بناء علاقه بين الرجل والمرأة على أساس الوحدة الإنسانية والتساوي في الحقوق، ولا نبالغ إن قلنا إنّ الوعى الأصيل لمعنى الإنسان في فكر القيادة الرشيدة تجلّى في كل مناحي الحياة، ما يخولنا أن نستوعب المعادلة الصعبة في هذا التقدم النوعي من خلال تنمية كل حاجة لم تنضج بعد، وكل موهبة لم تكتمل بوادرها، حيث يتم تحرير عقلها وفكرها من الجمود في كل التصورات والمعوقات المثبطة للتقدم.
من خلال المكاسب التنموية التي تم حصادها في فترة وجيزة للمرأة في الإمارات فإنها أصبحت ظاهرة حضارية عربية، ومصدر إلهام لكل نساء العرب، كما ساهم "المؤسس الأول" و "أم الإمارات" في أن لا تتكبد المرأة في الإمارات مغبّة الكفاح والمعاناة في تأكيد أدوارها أو إبراز إمكانياتها وقدراتها مثلما يحدث في كثير من أرجاء الوطن العربي، فالمرأة الإماراتية دونًا عن نساء العالم لا تستدعي حقوقها من قيادتها أو تنتزع واجبها الوطني في المشاركة الفاعلة، أو تطالب بالحرية المتاحة، بل كل هذا يأتي لها بكل سهولة، وهذا يحدث في الإمارات فقط. الحقوق لا تجلب بل توهب بكل رحابة صدر، والواجبات لا نطالب بها بل تهدى بكل طواعية، والإسهام في تأصيل دورها يبذل بكل أريحيّة مجتمعية .
وقد لا أجافي الصواب حينما أقول إن الكارثة تحل في المجتمعات المدنية المتحضرة الَّتي لا تعير الاهتمام مبدئياً لإعطاء المرأة حقها الإنساني، لأنها تعتبر العضو المهمّش في الكثير من المجتمعات الإنسانية. بهذا التصور القاصر يصيب التسامح والعدالة والمساواة الكثير من الخلل والقصور، وتصبح القيم العليا للدولة الوطنية تصوّرًا غير واقعي أو حقيقي ولا يمكن أن يحقق أهدافه المنشودة.
ولتأسيس قيم التسامح والاعتدال والمساواة لابد من تفعيل أدوار خلاقة للمرأة، فإن من الصعوبة بمكان أن نحقق التسامح والعدالة بكل معطياتها ومعاييرها الإنسانية، دون أن نكسب الرهان مع المرأة كإنسانة وعضو فاعل ونؤمن إيماناً مطلقاً بإعطائها كل حقوقها الأساسية واحترام كرامتها، حينئذ نستطيع ان نحسن الانسجام داخل الاختلاف، واحترام التنوع والثراء في الثقافات الأخرى، والاعتراف بحريات الآخرين؛لأننا نستطيع الانتصار للعدل وللحق والخير، فالأمّة العادلة والمتسامحة والمتعايشة مع الجميع وتحترم حقوق المرأة هي التي تستحق هذه الخيريّة التي وصف اللَّه بها أمة الإسلام أن تكون أمة وسطًا.
لابد من الملاحظة والتأمل بل أزعم بأن الإمارات بلد تتعايش على أرضه الأعراق والدّياناتُ والثقافاتُ المختلفة، ونجحت في استيعاب كلّ تلك الاختلافات والفروقات البشرية، والسبب لأنها انتصرت أولًا وأخيرًا للمرأة وشكّل التسامح والعدالة والمساواة قاعدة ذهبية للتعاطي معها.
 


تعليقات القراء
لايوجد تعليقات على هذا الخبر
أضف تعليق
اضافة تعليق جديد

الحقول التي أمامها علامة * هي حقول لابد من ملأها بالبيانات المطلوبة.

:
:
:
 
أخر الأخبار
اقرأ أيضا
استفتاءات
كيف تتوقع نهاية الاحداث الجارية في قطاع غزة؟



تابعونا على الفيس بوك