المزيد
منذ 50 عاماً ..من زايد في 1973 إلى محمد بن زايد في 2023

التاريخ : 19-02-2023 |  الوقت : 08:59:38

وكالة كل العرب الاخبارية

24 - سليم ضيف الله

   

سيذكر السوريون طويلاً وقفة الإمارات معهم بعد الكارثة، وسيذكر الصغير قبل الكبير، كيف حول رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، خسفة الزلزال إلى خفقة قلب مفعم بالحب والعطاء، وبذل الجهد والمال لتخفيف المصاب الجلل الذي حل بهم، ورسم البسمة على شفاه أطفالهم ونسائهم وعجائزهم قبل رجالهم.

 
ولوصف سخاء وعطاء الإمارات قيادةً وشعباً، لن نجد أفضل من المتنبي شاعر حلب الأول، والعربية الخالد، وبيته المعبر بدقة مدهشة عن الصورة الحقيقية بعد انطلاق الفارس الشهم2 في مهمته النبيلة حتى آخر لحظة، في سوريا، وهو القائل: "وللنفس أَخلاق تدل على الفتى   أكان سخاءً ما أتى أم تساخيا".
وسيذكر الإماراتيون أيضاً وربما أكثر من السوريين من أنفسهم، ملحمة قيادتهم الإنسانية، لأنها تكشف لهم جزءاً متأصلاً فيها وفي نظرتها للعالم وللعلاقات بين شعوبه وحكوماته، ولقُدسية إعلاء مكانة الإنسان وحرمته، مهما كان موقعه على الخارطة، أو على ميزان القوة، أوالضعف.
ومساء أمس الخميس، وفجر اليوم الجمعة أيضاً، وفي الوقت الذي كانت فيه الأرض تهتز من جديد كانت الطائرات الإماراتية تغطي على صوت الاحتكاك التكتوني في جوفها، في مطاري دمشق وحلب لتواصل إمداد المنكوبين بالغذاء والدواء، والبطانية. وفي أبوظبي كان الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بعد المال والمساعدات المادية، يوجه بإهداء سوريا معدات والبحث والإنقاذ المستخدمة في هبة "الفارس الشهم2" للدفاع المدني السوري، بعد نهاية البحث والإنقاذ رسمياً في البلاد التي كانت خسائرها البشرية هائلة وكبيرة، لأنها لم تكن تملك ما يكفي من معدات وآلات وتجهيزات تسمح لها بالحد من الخسائر البشرية الفادحة.
وسيذكر العالم كذلك حتماً أن الإمارات، بحرص من قيادتها، لم تبخل لا بالمال، ولا بالجهد ولا بالمعدات على سوريا، حتى آخر لحظة، وحتى آخر ضربة معول، أو رفش للحفر وتحريك الأنقاض، لإنقاذ من يمكن إنقاذه طفلاً كان، أو امرأة، أو مسناً، أو عائلةً، فمن أنقذ روحاً واحدة، هو المقصود حتماً بالآية الكريمة "وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً".
أخيراً يمكن القول إن الفارس الشهم، سيظل نقطة ضوء ساطع في ليل سوريا الطويل، ومناطق منكوبة كثيرة أخرى حول العالم، هرعت الإمارات لمساعدتها وإغاثتها، بالغالي والنفيس، وبالجهد والعرق، فقط ليهدأ رضيع ويبتسم من تحت الأنقاض، ويعود إلى الحياة معلناً نهاية الكابوس.
إن التاريخ لم يكن أبداً، صفحات بين دفات كُتب، إنه إنجازات، ومبادرات، وقرارات، وإرث يضعه الراحلون الكبار بين يدي الجيل الذي يحمل المشعل بعدهم.
إن هذا الموقف المشرف للشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ليس غريباً ولا مفاجئاً من خلف زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي كان، رغم الظروف القاسية يومها، أول زعيم عربي في 1973، أثناء "حرب أكتوبر" يُعلن التبرع بـ100 مليون جنيه إسترليني، لدعم الموقف على الجبهتين المصرية، والسورية،  أي ما يفوق 234 مليون دولار أمريكي، في ذلك الوقت، وهو مبلغ ضخم بالنظر إلى أسعار صرف العملات الدولية في ذلك التاريخ، ولكن الأهم في ذلك أن الشيخ زايد، طيب الله ثراه، لم يكن يومها يملك كل المبلغ المذكور، ولكنه لم يتردد في الاقتراض، لتأمينه كاملاً، لدعم الأشقاء.
وبالنظر إلى مواقف الأب فإن مبادرات الإبن، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، طبيعية لدى القاصي والداني، ولدى من عاصر مآثر المؤسس والراحل الكبير في وقت الضنك، فما بالك بخلفه اليوم، بعد أن تغيرت الأحوال من النقيض إلى النقيض؟


تعليقات القراء
لايوجد تعليقات على هذا الخبر
أضف تعليق
اضافة تعليق جديد

الحقول التي أمامها علامة * هي حقول لابد من ملأها بالبيانات المطلوبة.

:
:
:
 
أخر الأخبار
اقرأ أيضا
استفتاءات
كيف تتوقع نهاية الاحداث الجارية في قطاع غزة؟



تابعونا على الفيس بوك