المزيد
الإمارات.. وطن الإنسانية

التاريخ : 11-02-2023 |  الوقت : 05:26:31

وكالة كل العرب الاخبارية

عبدالله ماجد آل علي

النهج الإنساني للدولة إنما يرتبط بأصولها وجذورها العميقة

تقدم دولة الإمارات النموذج الأكمل في الرعاية الحقيقية والدعم الصادق لكل ما يتصل بالإنسانية من معانٍ وقيم وممارسات في كل أنحاء العالم، وعلى رأسها قيمة الأخوة الإنسانية التي تشكل طوق نجاة للبشر من العواقب المرعبة للكراهية والتنابذ والتعصب، وما تفتحه هذه الآفات من أبواب للشر والعنف والصراع.

وتمثل "جائزة زايد للأخوة الإنسانية" واحدة من سلسلة ضخمة من المؤسسات والجوائز والفعاليات التي تُخصصها دولة الإمارات لكل ما هو نبيل في شتى أنحاء العالم، ذلك أن هذه الجائزة وغيرها لا تعرف حدوداً ولا قيوداً، وتبحث عن صُنّاع الخير ورواده وأصحاب البصمات الإنسانية في كل مكان من العالم، أفراداً ومؤسسات، لتشدَّ على أيديهم، وتُبرز جهودهم أمام العالم، وتُقدِّم لهم الجوائز بما تنطوي عليه من معنى رمزي يفوق القيمة المادية بكثير، وهو إشعار من نذروا حياتهم لخدمة الإنسانية بأن هناك من يحمد لهم سعيهم، ويُقدِّر ما أحدثوه من فرق في حياة مجتمعاتهم في أي مكان من الأرض.

ويُجسِّد تكريم شمسة أبوبكر فاضل، أو "ماما شمسة"، كما اختار مئات الآلاف من شباب كينيا أن يسموها، جهود دولة الإمارات في وضع المعاني الإنسانية ضمن بؤرة الاهتمام العالمي، إذ جاء اختيارها للفوز بـ"جائزة زايد للأخوّة الإنسانية" ليضعها في دائرة الضوء التي تستحقها بجدارة، وليتيح لجهودها الإنسانية أن تصبح مرئية أمام العالم بأسره. ومن شأن ذلك أن يُشجع آخرين على انتهاج الطريق ذاته، من خلال تخصيص جوائز قيمة وتقديم أشكال من التقدير المادي والمعنوي للجنود المجهولين الذين يعملون في صمت، على النحو الذي يمكن أن يوفر لهم موارد أكثر لمواصلة رسالتهم، ويجعل منهم قدوة صالحة ونماذج يُحتذى بها في العالم، وما أجدرهم بذلك.

كان من ثمار المسيرة الإنسانية للسيدة شمسة إنقاذ أكثر من ألف شاب والخروج بهم من الانزلاق في عالم العصابات والإجرام نحو الانخراط في مجتمعهم أعضاء صالحين مفيدين لأنفسهم وبلادهم، بعد أن استطاعت بشخصيتها الملهمة وصدقها ومصداقيتها أن تقنعهم وتقدِّم لهم بدائل تضمن حياة كريمة، لتحميهم بذلك من شرور أنفسهم، وتُقدِّم للمجتمع شباباً صالحين منتجين بدلاً من كونهم أعضاء في عصابات الجريمة والتطرف والعنف، وأسست بإيمانها برسالتها لجهود مجتمعية شاركت فيها قيادات دينية وروحية وشخصيات عامة ومسؤولون سياسيون أسهموا في تعزيز النتائج الإيجابية وديمومتها.

كما حولت السيدة شمسة إيمانها إلى أداة للتقارب مع كل الأديان والطوائف والفئات التي يضمها مجتمعها، وقدَّمت الوجه الحقيقي للإسلام السمح الذي يحض على الأخوة الإنسانية ويحفظ للروح الإنسانية قدسيتها وحُرمتها ويدعو إلى التعارف والتراحم والتسامح، واستطاعت مع نساء كينيات من مختلف الطوائف والأديان، يشاركنها الإيمان بالإنسانية والسلام، أن يُقدِّمن للشباب والنساء والفئات الضعيفة في المجتمع فرصة لحياة أفضل، وأن يعالجن كثيراً من القضايا المجتمعية التي تحتاج إلى الحكمة والتبصر والوعي، والفهم الصحيح للإيمان بسموه وتزكيته للنفس الإنسانية.

لقد صرّحت السيدة شمسة بأن الجائزة ستعطيها دفعة كبيرة لإنشاء مؤسسة خاصة لإيواء الأطفال والمشردين، وتقديم خدمات تدريبية وتعليمية لهم، وبذلك تحقق الجائزة هدف حفز العمل الخيري وضمان استدامته. ولم يكن غريباً أن تستذكر السيدة شمسه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في حديثها عن الجائزة، فقد أشارت إلى أعماله الخيرية في كينيا وفي المنطقة التي تنتمي إليها، وإلى دور المدارس والمستشفيات والمشروعات الخيرية التي أنشأها الوالد المؤسس لتحسين حياة الناس، لتؤكد أن "إرث الخير" الذي زرعه باقٍ، وأن النهج الإنساني للدولة إنما يرتبط بأصولها وجذورها العميقة، وأن عطاء الإمارات، الذي تتطور أشكاله ووسائله، إنما يؤكد مكانتها، في ظل قيادة سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بوصفها وطن الخير، ووطن العطاء، ووطن الإنسانية


تعليقات القراء
لايوجد تعليقات على هذا الخبر
أضف تعليق
اضافة تعليق جديد

الحقول التي أمامها علامة * هي حقول لابد من ملأها بالبيانات المطلوبة.

:
:
:
 
أخر الأخبار
اقرأ أيضا
استفتاءات
كيف تتوقع نهاية الاحداث الجارية في قطاع غزة؟



تابعونا على الفيس بوك