ان الانتخابات البرلمانيه ليست مقصوده لذاتها مها كانت النتائج .ان الانتخابات النيابيه المبكره عادة ما تكون لسبب واضح ومعروف وهو العوده مره ثانيه للشعب لمعرفة رايه بالنواب السابقين لعله يحجب عنهم الثقه وينتخب غيرهم .لقد كان الهدف الرئيس لحل البرلمان السابق هو ان اداءه لم يكن مرضي عنه شعبيا , كما انه كان هناك اقاويل لها مصداقيه ان عددا لا باس به من اعضائه جاءوا بالتزوير , لذالك فهو لا يعبر عن ارادة شعبيه حره ونزيهه الامر الذي ادي بصاحب القرار ان يحل البرلمان بناء على تنسيب الحكومه, ولقد كان هناك صدى ايجابيا لهذا القرارعند الشعب وتم تعزيز موقف النظام وبخاصه ان العديد اعتقدوا انه هناك توجه لاجراء تعديلات سياسيه جوهريه على القانون بحيث يمكن ان ياتي برلمان جديد قوي ومعبر عن ارادة الشعب , ولقد شكلت لجنه ملكيه لصياغة قانون انتخابات جديد واجتمعت اللجنه عشرات الاجنماعات ولفت المملكه شمالا وجنوبا وشرقا وغربا وهي تحاور المواطنين حول القانون المقترح فكانت المفاجأه التي خرجت بها هذه اللجنه هي اختراع لم يسبقهم احد اليه وهو القائمه الوطنيه وكان من يدافع عن القائمه الوطنيه يعتقد انها ستكون الرافعه االسياسيه الوطنيه للاحزاب ليكون لها 17 مقعدا في المجلس ولما رفع القانون للملك للتصديق عليه اعاده الملك لمجلس النواب , ورفع المجلس القائمه الوطنيه الى 27 مقعدا .وربما لاعتقاد البعض ان الاخوان المسلمون ربما سيشاركوا في الانتخابات و ربما يحصدوا معظم هذه المقاعد بالاضافه الى ما يمكن ان يحصلوا عليه من المقاعد الفرديه وهذا ربما يمكنهم ان يحصلوا على اكثر من 55 نائبا في البرلمان, فبالتالي يشكلوا اكبر كتله في البرلمان ويصبح من حقهم ان ينسبوا رئيس الحكومه في اي توجه لتشكيل حكومه برلمانيه بالمفهوم الواقعي وليس التأويلي .وهنا دخل عامل اخر على القائمه الوطنيه لافراغها من محتواها ومن الهدف الذي وضعت من اجله .واقترح بعض الجهابذه في البرلمان انه لا بد من الاستفسار من الهيئه العليا لتفسير الدستور وهل يجوز اقتصار القائمه على الاحزاب فقط وهم يعرفون الرد سلفا من هذه الهيئه السياسيه بامتياز فجاء الرد انه لا يجوز, وبالتالي فتحت القوائم على مصراعيها ودخلها كل من هب ودب وشكلت قوائم جهويه وقوائم حزبيه وقوائم تجميع ىشبيهه بلعبة الليجو من اشخاص لا يعرفون بعضهم بعضا .فكانت التائج كارثيه عندما تقدم للانتخابات على القوائم 61 قائمه وهم يعرفون ان هناك 34 قائمه سترسب حتما مهما جمعت من اصوات لان عدد القوائم اكثر من عدد المقاعد وهذه مفارقه قانونيه لا اعرف كيف خفية عن المشرع او انه كان يعرف ووافق عليها .لقد كانت القوائم الوطنيه قوائم فرديه بامتياز .لان القائمه حشر بها عدد من الاشخاص حشرا للجمع اصوات بطريقه شرعيه لرئيس القائمه او لمن يليه على افضل الاحوال بحيث جاء البرلمان الحالي ليس شبيها للبرلمان المنحل وانما صوره مشوهه عنه بفضل القائمه الوطنيه التي سمحت ان يصل لمجلس النواب ولاول مره في تاريخ المملكة الاخ واخوه او ابن عمه, او ان تحصل عشيره على نائبين او ثلاثه بينما في الظرف السابق كان يعد انجازا كبيرا لها اذا استطاعت ان تحصل على مقعد بشق الانفس وفي اطار من التنافس الشديد . • ان البرلمان الحالي والذي اتي به لامتصاص الاحتقان الشعبي او ان يكون خطوه اصلاحيه للامام كان خطوه للوراء وعدنا مرة اخرى الى نقطة الصفر , وقدم المخطط للمعارضه زخما كبيرا يضم كافة القوائم الراسبه ومئات ما الاشخاص الراسبين الذين لا يمكن ان يعترفوا انهم فشلوا لاسباب موضوعيه تتعلق بهم وانما سيضعوا رسوبهم على شماعة الحكومه وسيقدموا ذخيره كبيره للمعارضه , وهذا ما ستظهره الايام القادمه عندما سيخرج المواطنين للاحتجاج على المجلس مطالبين بحله والاحتجاج على قانون القوائم الوطنيه المتخلف والذي كانت نتائجه كارثيه للجميع .لقد كان حل المجلس السابق وكل ما قدم من وعود واجراات حول نزاهة الانتخابات خربتها عدم نزاهة القانون, وبالتالي ما نتج من افرازاته وصح القول ب,هذالبرلمان عيد باي حال عدت يا عيد ويا ابو الزيت كأنك . ما غزيت, وسلامتكم وسننتظر ونرى التداعيات الخطيره القادمه.

سليمان نصيرات