المزيد
سبأ..من زايد إلى اليونسكو..41 عاماً من العمل الرائد

التاريخ : 30-01-2023 |  الوقت : 07:52:17

وكالة كل العرب الاخبارية

سليم ضيف الله

   

في الأسبوع الماضي، أطلقت منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم، يونسكو، صيحة فزع، وحملة دولية لإنقاذ معالم وآثار قديمة في دول مختلفة، لحمايتها من خطر الاندثار والتدمير، هي مدينة أوديسا الأوكرانية، ومعرض رشيد كرامي، في لبنان، وأخيراً آثار مملكة سبأ في اليمن.

 
ورغم أهمية هذه المبادرة من منظمة يونسكو، لكنها تعكس تأخراً في الوعي بأهمية مثل هذه المدن بعقود وسنوات عدة. وفي الحالة اليمنية مثلاً يكفي النظر إلى ما أنجزته الإمارات في مأرب اليمنية التي تضم معجزة سبأ القديمة وسدها، منذ 4 عقود تقريباً، لنتأكد كيف كانت الإمارات سباقة في هذا المجال، ومتقدمة حتى على منظمة مثل يونسكو، في حماية التراث الإنساني في اليمن، وجوهرة سبأ القديمة، سدها العظيم، الذي شغل الناس قديماً مثل حدائق بابل المعلقة، أو أثار الجيزة، حتى أنه وجد له مكاناً في القرآن الكريم على عكس المواقع الشهيرة الأخرى.

وتقول الحفريات والنصوص القديمة، إن السد العظيم، كان إنجازاً خارقاً وجعل سبأ جنة الدنيا، لأنه ضمن لأكثر من خمسين ألفاً الأكل والشراب والزراعة، وارتقى بسبأ إلى مرتبة جنات عدن.

ولكن الواقع أيضاً يقول إن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان، طيب الله ثراه، سبق يونسكو وخبرائها منذ 40 عاماً، بقرار إحياء وتوسعة السد التاريخي، الذي شهد على مدار ألف عام تقريباً، ثلاث ترميمات سابقة، كانت الأخيرة في القرن السادس ميلادي، أي منذ نحو 1400 عام.

ويقترن السد في التاريخ بالحدث الأعظم في تاريخ اليمن القديم، والمتمثل في انهياره وفي الكارثة الهائلة التي تسبب فيها، بتشريد حوالي 50 ألفاً من سبأ وانتشارهم في كامل ربوع الجزيرة العربية قديماً.
ولكن السد يقترن أيضاً بعد إحيائه على يد الشيخ زايد بن زايد، بتوسيع رقعته أكثر من 10 مرات، ليوفر مصادر مياه لعشرات أضعاف العدد القديم، ما سمح باستصلاح آلاف الهكتارات في اليمن، في منطقة شبه صحراوية قاحلة ومجدبة، بل وإدخال زراعات ومنتجات زراعية غير معروفة إلى اليمن.
ومنذ 1982، أدرك الشيخ زايد، طيب الله ثراه، أن لا مجال لعودة اليمن سعيداً، دون سد مأرب، وأنه لا مجال للاستقرار في اليمن دون هذه الموارد المائية الهائلة التي يمكن للسد أن يوفرها لملايين اليمنيين، وهو الذي قال منذ 2002، عند حديثه عن السد، الذي أنشأه منذ 1982، ثم وسعه في أكثر من مناسبة :" كما كان وجود السد القديم يسبغ على اليمن اسم اليمن السعيد، فإني أردت أن يجعل السد الجديد اليمن سعيداً بعون الله وتوفيقه".

يوم الخميس الماضي، أدرجت منظمة يونسكو آثار سبأ في مأرب على قائمة التراث الإنساني المهدد بالخطر، ومنذ 1982 أدرج المغفور له الشيخ زايد بن سلطان، سد مأرب على قائمة المنشآت الاقتصادية والزراعية الفاعلة والمنتجة في اليمن السعيد، سابقاً، والفرق بين الإدراجين، أوضح من محاولة التعمق فيه، أو تحليله، فالأول دعوة لحماية مواقع سبأ، دون أجندة أو خارطة طريق ولا تمويل، والثاني، مشروع تكلف أكثر من 26 مليون دولار، انطلق في 1982، ثم شهد توسعة أولى في 1984، قبل افتتاح السد رسمياً في 2002.
 
24


تعليقات القراء
لايوجد تعليقات على هذا الخبر
أضف تعليق
اضافة تعليق جديد

الحقول التي أمامها علامة * هي حقول لابد من ملأها بالبيانات المطلوبة.

:
:
:
 
أخر الأخبار
اقرأ أيضا
استفتاءات
كيف تتوقع نهاية الاحداث الجارية في قطاع غزة؟



تابعونا على الفيس بوك