المزيد
"سرطان القبة الحديدية" يثير جدلاً في إسرائيل

التاريخ : 15-01-2023 |  الوقت : 03:13:17

وكالة كل العرب الاخبارية

كثر الجدل بين الباحثين والعلماء في إسرائيل، حول حقيقة إصابة جنود القبة الحديدية والوحدات الأخرى في نظام الدفاع الجوي بجيش الدفاع الإسرائيلي بالسرطان، نتيجة تعرضهم لإشعاعات الرادارات والأنظمة الإلكترونية.

وفي موقع "زمن إسرائيل"، نشر باحثون من معهد التخنيون مؤخراً دراسة في المجلة العلمية للأبحاث البيئية تفيد بأن جنود القبة الحديدية أكثر عرضة للإصابة بالسرطان بـ8 مرات، في حين يزعم النظام الطبي في جيش الدفاع الإسرائيلي وجود مشاكل خطيرة في موثوقية الدراسة، مشيراً إلى أنه سينشر دراسة خاصة به قريباً تثبت العكس.

ونقل الكاتب أفيف لافي عن الباحثة في جامعة "بار إيلان" في مجال العلاقات الدولية والتي أسست جمعية لمساعدة مرضى الأورام "Zohar" موران ديتش، التي لاحظت ظاهرة مقلقة مفادها أن العديد من مرضى السرطان المواظبين على زيارتها في الجمعية هم من جنود "القبة الحديدية" ووحدات الدفاع الجوي مثل "مقلاع داوود" و"السهم وحيتس".

وأشار إلى أن ديتش شعرت أن شيئاً ما يحدث، فلجأت إلى الجيش وطلبت بيانات للتحقق من ذلك في عمل مشترك، لكنه تجاهلها، على الرغم من أن بعض الجنود طلبوا من وزارة الحرب الاعتراف بإعاقتهم، ولكن تم رفض طلبهم، ولجأ بعضهم للإجراءات القانونية التي لا تزال جارية.


تجاهل منذ عامين
وتصدرت هذه القضية عناوين الصحف قبل نحو عامين، عندما نشرت "يديعوت أحرونوت" مقالاً يتحدث عن إصابة مجموعة من الجنود الذين خدموا في منظومة "القبة الحديدية" المضادة للصواريخ متوسطة وقصيرة المدى، بالسرطان قرب نهاية خدمتهم العسكرية، أو بعد فترة وجيزة من تسريحهم من الجيش الإسرائيلي.

وأكد لافي أنه وبالتوازي مع البحث الأكاديمي، فقد بدأ الجيش يبحث في هذه القضية بقوة في السنوات الأخيرة، كما أن الجهاز الطبي أخذ جميع الجنود الذين خدموا في القبة الحديدية بين 2009 و2018، وآلاف الجنود من الجبهة الداخلية، ودققوا البيانات في السجل الوطني للسرطان.

ونشر مدقق في نظام الدفاع الإسرائيلي تقريراً ذكر فيه أنه لا توجد علاقة بين الخدمة في وحدات الدفاع الجوي والإصابة بمرض السرطان، قائلاً: "إن فرص إضرار المنظومة الدفاعية بالصحة منخفضة للغاية، ويرجع ذلك جزئياً إلى العديد من العوامل الاحترازية".


2011.. عام البحث
ووفقاً لموقع "ynet"، نشر المراسل العسكري في جيش الدفاع الإسرائيلي دورون كادوش، دراسة جديدة قادها البروفيسور إلياهو ريختر والبروفيسور إليوت باري من كلية الصحة العامة في الجامعة العبرية، والبروفيسور مايكل بيليغ من التخنيون، تم تقديمها من قبل 46 جندياً من نظام الدفاع الجوي الذين أصيبوا بالسرطان وتحولوا إلى منظمة ديتش على مر السنين.

واعتبر الباحثون عام 2011 عاماً رئيسياً في البحث، حيث كان هناك عدد كبير نسبياً من الجنود المرضى، الذين قالوا إن 250 جندياً خدموا في القبة الحديدية في ذلك الوقت، وقارنوا النسبة المئوية للجنود المرضى ببيانات من السجل الوطني للسرطان، وخلصوا إلى أن الإصابة بالسرطان كانت أعلى 8 مرات بين جنود القبة الحديدية في ذلك العام مقارنة بأقرانهم في عموم السكان.

وقالت ديتش: "ترتبط هذه الدراسات بالمعلومات التي وجدناها بين جيوش بولندا وفرنسا وألمانيا، التي أظهرت معدلات مفرطة بالإصابة بالمرض بين الجنود الذين يتعرضون لمعدات مشعة في سلاح الجو وفيلق الاتصالات".


الجيش ينتقد
ولخصت الدراسة إلى أنه على مدى عقد من الزمان، أصيب 13 من العاملين في القبة الحديدية بالسرطان، أي أن واحداً من كل 330 ممن تم تسريحهم من القبة الحديدية أصيبوا بالسرطان، مقارنة بواحد من كل 400 ممن أطلق سراحهم من الوحدات الأخرى.

وأشار الموقع إلى أن الجيش الإسرائيلي زعم أن هذا العدد من الجنود المصابين بالسرطان، ليس له دلالة إحصائية أو أهمية طبية، لكن مصادر عسكرية وجهت انتقادات شديدة لهذه المنهجية في التقييم، فضلاً عن عدم تعاون الجيش مع الباحثين.

وقالت الباحثة ديتش: "نحن لسنا ضد القبة الحديدية، إنها واحدة من أهم الاختراعات في تاريخ إسرائيل والتي من المستحيل التوقف عن استخدامها، ولكن مهم بالنسبة لنا أن يفهم الجيش الإسرائيلي معنى هذه الأرقام"، مضيفة "نعتقد أنه يجب القيام بكل شيء لحماية الجنود من الإشعاع، وإذا كان من الضروري إقامة جسر ترابي لفصل مكان تواجد الجنود في معظم الأوقات عن الرادارات، فينبغي فعل ذلك".

وذكر الموقع أن الكشف عن تسبب القبة الحديدية بتفشي مرض السرطان بين جنودها، يأتي تزامناً مع حديث عن تراجع جدوى هذه المنظومة من النواحي العسكرية والعملياتية، إذ باتت تضع علامة استفهام استراتيجية عميقة حول تكامل نظرية الردع الخاصة بالأمن الإسرائيلي، ما أنشأ معضلة حقيقية أمام صناع القرار العسكري



تعليقات القراء
لايوجد تعليقات على هذا الخبر
أضف تعليق
اضافة تعليق جديد

الحقول التي أمامها علامة * هي حقول لابد من ملأها بالبيانات المطلوبة.

:
:
:
 
أخر الأخبار
اقرأ أيضا
استفتاءات
كيف تتوقع نهاية الاحداث الجارية في قطاع غزة؟



تابعونا على الفيس بوك