في تجربة فريدة من نوعها في العالم، يمكن للزوار الاقتراب من تدفق حقيقي لحمم الصهارة في قاعة للعروض في وسط العاصمة الآيسلندية، كأنهم في حضرة بركان فعلي.

ففي وسط القاعة التي تشبه صالة سينما، أقيم هيكل تصطف على جانبيه أعمدة بازلت تذكّر بتلك الموجودة على شاطئ رينيسفيارا الشهير في جنوب آيسلندا، والمعروف برمله الأسود.

على المقاعد القابلة للسحب، جلس نحو 40 زائراً، غالبيتهم العظمى من السياح.

ويتوجه إليهم مقدم العرض الأسكتلندي إيان ماكينون قائلاً: "إنه العرض الذي تختبرون فيه الحمم المنصهرة الحقيقية التي تتدفق عمداً داخل مبنى".

وبعد لمحة لبضع دقائق عن نشأة المشروع وعن علم البراكين الآيسلندي، يعرّف فيلم وثائقي بأهم الانفجارات البركانية منذ استعمار الجزيرة في نهاية القرن التاسع.

ثم يأتي الإعلان الذي طال انتظاره "لقد مرت خمسة آلاف عام تقريباً لم تتدفق خلالها الحمم البركانية في ريكيافيك.. حتى الآن".

ثم تنساب الحمم المتوهجة على منحدر فولاذي محاط بالرمال السوداء، فتضيء القاعة كما لو أن الشمس أشرقت فيها، وتغدو أشبه بفرن، ما يحمل المتفرجين على خلع ستراتهم. وفي آخر المنحدر، يُصدر السائل المنصهر أزيزاً عند احتكاكه بكتل الجليد ويتصاعد منه عندما يبرد صوت يشبه صوت الزجاج المكسور.

وأقيم بجوار القاعة فرن ضخم يُستخدم لصهر المعدن، عُدّل تبعاً لاحتياجات العرض، ويتم مدّه بغاز الميثان.

واستُمِدَّت فكرة إقامة هذه العروض من قمة نهر جليدي، من خلال مراقبة تدفقات الحمم البركانية في فيمفودوهالش، وهو الثوران اللطيف الذي سبق ذلك الأكثر عنفاً في إيجافيالايوكول عام 2010، والذي شل الحركة الجوية.

وتعد الجزيرة الواقعة في شمال المحيط الأطلسي من أكثر المناطق البركانية نشاطًا وإنتاجاً في العالم، ويبلغ متوسط الثورانات البركانية فيها واحداً كل خمس سنوات.