كلّ ذلك، سبق أن قاله مسؤولون إيرانيون قبل خامنئي وبعده، ولن نتوقع منهم أن يقولوا شيئاً مغايراً في المدى المنظور.
ثاني تلك الانطباعات هو أن كلام المرشد الذي لا يُناقش في صفوف أتباعه ومريديه، لا يرى في لبنان بلداً ودولةً وشعباً، بل "عمقاً استراتيجياً للجمهورية الإسلامية". هو قال حرفياً في خطابه السبت الماضي: "الأمريكيون قرروا شلّ دول الجوار وهي العمق الاستراتيجي للجمهورية الإسلامية. وسياسة إيران نجحت في كل من العراق، وسوريا، ولبنان، ما أدى إلى هزيمة أمريكا في هذه الدول، وإفشال المشروع الأمريكي لضرب إيران عبر هذه الدول".
لبنان هو حسب المرشد، مثل الملعب الذي سيتواجه فيه المنتخبان الأمريكي والإيراني في قطر، مع فارق أن الملعب ملكية إيرانية محسومة.
الانطباع الثالث لا يتعلق بتوجيهات خامنئي، بل بانعدام ردات الفعل الرسمية اللبنانية عليها. غاب الجميع تقريباً، إلا إذا فاتنا موقف، عن قول أي شيء عن الهبة التي جعلت لبنان ثغراً من ثغور الدفاع عن "الجمهورية الإسلامية"، ما يؤكد مدى سطوة إيران في لبنان وانعدام الرؤى الوطنية لدى العديد من السياسيين والمسؤولين. لهؤلاء جميعاً قال خامنئي كلمته في مصير الرئاسة التي ينبغي حسم أمورها بسرعة، وهذا هو الاستنتاج الرئيسي من مضمون كلامه، لبنان أرض معركة بيننا وبين أمريكا، فإذا هزمناها جئنا بحاكم يمثّلنا وإذا اتفقنا نواصل البحث، والنتيجة في المنطق الإيراني أن لا رئيس للبنان حتى إشعار آخر. أليس ذلك ما يجري تطبيقه على الأرض؟