أكد رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، أن الإمارات مستمرة في تعزيز مكانتها ودورها الرائد مساهماً رئيساً في ضمان أمن الطاقة العالمي واستدامة إمداداتها وداعماً أساسياً لجهود الانتقال الواقعي والمسؤول في قطاع الطاقة من خلال مواكبة المستقبل واستثمار الفرص المهمة التي يوفرها هذا التحول.

جاء ذلك خلال ترؤس الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الاجتماع السنوي لمجلس إدارة شركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك" اليوم الإثنين في المقر الرئيسي للشركة بصفته رئيساً للمجلس.

ووجه المجلس "أدنوك" بالسعي إلى تحقيق الحياد المناخي بحلول 2050 لدعم مبادرة الدولة الاستراتيجية لتحقيق الحياد المناخي بحلول 2050، كما اعتمد المجلس استراتيجية "أدنوك" لتسريع النمو في جميع مجالات أعمالها ومراحلها لتلبية الطلب العالمي المتزايد على الطاقة بشكلٍ مسؤول ودعم أمن الطاقة العالمي.

وضمن هذه الاستراتيجية، تؤسس "أدنوك" قطاعاً جديداً للحلول منخفضة الكربون والنمو الدولي في "أدنوك" يُركز على تنمية أعمال الشركة في الطاقات الجديدة والغاز والغاز الطبيعي المسال وتصنيع المواد الكيماوية.

التنويع الاقتصادي
وأكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أهمية الخطوات التي اتخذتها "أدنوك" لخفض انبعاثات الكربون تزامناً مع سعيها إلى تطوير عملياتها وتوسعتها لتلبية الطلب العالمي المتزايد على الطاقة، منوهاً إلى أن تبني "أدنوك" نهجاً شاملاً للاستدامة يجسد التزام الإمارات بترسيخ مكانتها مزوداً عالمياً مسؤولاً للطاقة، وجهودها لتمكين بناء مستقبل أكثر استدامة.

وأشار إلى دور "أدنوك" المهم محفزاً رئيساً للنمو والتنويع الاقتصادي والمساهمة في تعزيز القيمة وزيادتها للدولة وخلق مزيد من الفرص الاقتصادية والصناعية الجديدة للقطاع الخاص.

وأكد أهمية الاستمرار على نفس النهج والارتقاء بالأداء ورفع الكفاءة وتعزيز المرونة وتطوير الموارد البشرية، كما أشاد بجهود "أدنوك" لدعم الصناعة الوطنية والمنتج المحلي من خلال برنامج القيمة الوطنية المضافة ومبادرة اصنع في الامارات.

فرص عمل
واستعرض المجلس مساهمة برنامج "أدنوك" لتعزيز القيمة المحلية المضافة هذا العام في إعادة توجيه أكثر من 35 مليار درهم إلى الاقتصاد المحلي وخلق 2000 فرصة عمل إضافية للمواطنين في القطاع الخاص.

وبهذه الإنجازات ترتفع القيمة الإجمالية للمبالغ التي جرى إعادة توجيهها إلى الاقتصاد المحلي منذ إطلاق البرنامج في 2018 إلى 140 مليار درهم، كما يرتفع عدد مواطني دولة الإمارات الذين جرى توظيفهم ضمن سلسلة التوريد لعمليات الشركة إلى 5000 مواطن، منذ بدأ البرنامج.

وضمن مبادرة "اصنع في الإمارات"، وقعت "أدنوك" خلال هذا العام اتفاقيات وفقاً لخطة مشترياتها تهدف إلى خلق فرص تصنيع محلية تزيد قيمتها عن 25 مليار درهم مع شركات إماراتية وعالمية، في سعيها إلى تحقيق هدفها لتصنيع أكثر من مئة منتج محلياً بقيمة 70 مليار درهم بحلول عام 2030.

5 ملايين برميل
كما اعتمد المجلس خلال الاجتماع خطط "أدنوك" لتسريع تنفيذ هدف رفع سعتها الإنتاجية من النفط الخام إلى 5 ملايين برميل يومياً بحلول عام 2027 بدلاً من 2030 المعلن عنه سابقاً، وذلك تماشياً مع استراتيجية الشركة لتسريع النمو، وتنتج "أدنوك" واحداً من أقل أنواع النفط الخام من حيث كثافة الانبعاثات في العالم، وسيعزز هذا الهدف الجديد مرونة وقدرة الشركة على تلبية الطلب العالمي المتزايد على الطاقة.

وتستند خطط "أدنوك" لتسريع تنفيذ هدف رفع سعتها الإنتاجية من النفط الخام إلى احتياطيات دولة الإمارات الغنية من الموارد الهيدروكربونية والتي زادت هذا العام بمقدار 2 مليار برميل نفط و1 تريليون قدم مكعبة قياسية من الغاز. وبهذه الزيادة، تصل الاحتياطيات الوطنية للإمارات من الموارد الهيدروكربونية إلى 113 مليار برميل نفط و290 تريليون قدم مكعبة قياسية من الغاز الطبيعي، مما يعزز مكانتها في المركز السادس عالمياً ضمن قائمة الدول التي تمتلك أعلى احتياطيات نفطية، والمركز السابع ضمن قائمة الدول التي تمتلك أكبر احتياطيات للغاز الطبيعي، مما يسهم في ترسيخ مكانتها مورداً عالمياً موثوقاً للطاقة.

وفي إطار الاستراتيجية المحدثة أعلنت "أدنوك" تأسيس شركة " أدنوك للغاز"، وهي شركة جديدة عالمية المستوى لمعالجة وتسويق الغاز، ستبدأ أعمالها اعتباراً من 1 من يناير (كانون الثاني) 2023، فيما ستتولى الشركة مسؤولية عمليات التشغيل والصيانة والتسويق لشركتي "أدنوك لمعالجة الغاز" و"أدنوك للغاز الطبيعي المسال" من خلال شركة واحدة متكاملة.

طرح عام أولي
ووجه المجلس "أدنوك" لتنفيذ طرح عام أولي لحصة أقلية في الشركة الجديدة خلال 2023، ويخضع ذلك للحصول على موافقات الجهات التنظيمية المختصة.

كما اعتمد المجلس خطة عمل "أدنوك" لزيادة استثماراتها الرأسمالية إلى 550 مليار درهم للسنوات الخمس القادمة (2023-2027)، والتي ستمكّن الشركة من المضي قدماً في تنفيذ استراتيجيتها للنمو السريع، وتهدف "أدنوك" من خلال هذه الخطة إلى إعادة توجيه 175 مليار درهم إلى الاقتصاد المحلي عبر برنامجها لتعزيز القيمة المحلية المضافة.

ترسيخ الاستدامة
وقال وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لأدنوك ومجموعة شركاتها الدكتور سلطان بن أحمد الجابر: "نثمن عالياً رؤية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وتوجيهاته ودعمه لشركة أدنوك"، مشيراً إلى أنه بفضل هذا الدعم نجحت الشركة في إرساء أسس متينة تمكنها من المضي قدماً في المرحلة التالية من النمو والتطور، ومواصلة تنفيذ استراتيجيتها لتسريع نمو أعمالها على امتداد سلسة القيمة لقطاع الطاقة.

وأضاف أنه "من خلال خطة الشركة لتحقيق الحياد المناخي بحلول 2050، فإننا نعمل على ترسيخ الاستدامة في صلب استراتيجية الشركة لتسريع النمو في مختلف مجالات ومراحل القطاع استناداً إلى إرث الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي أرسى ركائز الاستدامة وحماية البيئة في الإمارات، والذي رسم المسار نحو مستقبل مستدام واستبق العالم في قطع الخطوات الأولى لوقف حرق الغاز مما مهّد الطريق أمام أدنوك لترسيخ مكانتها ضمن منتجي النفط والغاز الأقل من حيث كثافة الانبعاثات على مستوى العالم"