المزيد
"جائزة زايد للأخوة الإنسانيَّة" فنار للتسامح... ومرفأ الإخاء الإنساني

التاريخ : 05-11-2022 |  الوقت : 08:34:23

وكالة كل العرب الاخبارية

تأخد الإمارات- كعهدها دائماً- على عاتقها أدواراً حضاريَّة ورياديَّة، وتجمع ما تفرق فى غيرها، تمتاز بخصائص ومعطيات ليست في سواها. قادت حركات الإصلاح الحقيقيَّة في المجتمعات، وكان تأثيرها يتعاظم لأمتها العربيَّة، وإظهار الصورة الحضاريَّة للدين الإسلامي الحنيف ومبادئه.

ومن المهمِّ الإشارة إلى أن النمط الصحى للتدين في الإمارات مرتبط بمعان إيحابيَّة ومشاعر إنسانيَّة عالية، وأن الحس الإنساني والأخلاقي كفيل بتحقيق أعلى درجات التسامح والرحمة والاعتدال، ولا عجب أن تصبح الإمارات أيقونة العمل الدبلوماسي الإنساني؛ لأن هناك طودًا شامخًا من حكام وشيوخ لهم أيادٍ بيضاء ودعم غير محدود في مشارق الأرض ومغاربها، وقد سجلت الإمارات وجودها الإنساني في كلِّ ميدان، عبر أذرعها الإغاثيَّة والخيريَّة المتعددة، وتمكين العمل الإنساني من الوصول إلى مناطق الصراعات والنزاعات.

وقد استطاعت الإمارات بجدارة أن تحيي قيمًا إنسانيَّة مفقودة، من خلال الكثير من المبادرات الخلاقة في بناء الجسور بين أتباع الأديان والثقافات، سيما "وثيقة الأخوة الإنسانيَّة"؛ إذ هي مبادرة عظيمة، خاصة فيما يتعلَّق ببنود ومرتكزات حقوق المرأة، ونبذ العنف، والدعوة للتسامح والتعايش، وكيفيَّة مواجهة الأزمات على جميع المحاور الإنسانيَّة، من خلال تعزيز الهويَّة الثقافيَّة لكون الثقافة تجمع مختلف العقائد والجنسيات، ولمواجهة التطرُّف والإرهاب، وتحويل القيم العليا إلى ممارسة يوميَّة وعمل مؤسَّسي مستدام، قبل أن تكوّن مقصدًا يتطلع إليه الجميع.

وإن "جائزة زايد للأخوة الإنسانيَّة" هي جائزة عالميَّة مستقلة، تُمنح في شهر فبراير (شباط) من كلِّ عام، بالتزامن مع اليوم الدولي للأخوة الإنسانيَّة، في ذكرى مناسبة توقيع البابا فرنسيس والإمام الأكبر أحمد الطيب "وثيقة الأخوة الإنسانيَّة" لأول مرة في تاريخنا الحديث؛ احتفاءً بالجهود المتواصلة التي يقوم بها الخيرون لتعزيز السلام والتناغم والحوار بين الثقافات في جميع أنحاء العالم.

وإن "جائزة زايد الاخوة الإنسانيَّة" تختفي بالإعمال الجليلة التي تهدف إلى تحقيق التآلف بين الناس، وغرس قيم الأخوة الإنسانيَّة بينهم.
لقد قامت دولة الإمارات العربيَّة المتَّحدة بدورها الريادي في العمل على دعم المؤسَّسات الدينيَّة الوسطيَّة في أنحاء المعمورة، والترويج للإسلام الإنساني المتسامح الذي اختلَّ معياره في أذهاننا، وكان لا بدَّ من مواجهة المحاولات المغرضة فى أكثر من جهة للانتقاص من مكانة علماء الاعتدال والحيلولة دون الاستفادة من فكر المجددين، وافساح المجال للعلماء الربانيين، وتفعيل أدوار المنابر الوسطيَّة- مثل الأزهر- فى كلِّ منابر الإعلام، وصياغة نموذج جديد للفكر الديني، القادر على مواكبة تحوُّلات الحياة في العصر الجديد.

وتتسم الدعوات السلميَّة بأنها لا تتغير، فلا يمكن أن تميل إلى الباطل، ولا تخفي شيئاً وراءها إلا الإصلاح.
وإن حضارتنا تحدَّدت معالمها وقامت على الحكم الرشيد القائم على صناعة الإنسان، وصياغته أخلاقياً، كما لا يمكن استتباب الأمن أو ترسيخ الحريَّة أو الشعور بالكرامة بدون الانفتاح على الأبعاد الأخلاقيَّة والسلوكيَّة لقيم الإنسانيَّة، هذه المبادرات ستنعكس قطعًا على تأكيد الاستقرار والأمن، وستعيد بناء ثقافة جديدة مقبلة على الحياة والسعادة والإيجابيَّة، وقبول الآخر.

وقد تخطَّت الإمارات كلَّ الصعاب، من تجاوز كلِّ الحساسيات التي يمكن أن تعقِّد مساعي السلام، وتصدَّرت المشهد السياسي بالكثير من الأجندات والمؤتمرات والاجتماعات السلميَّة للتأكيد على المعايير المهمة للأمة: "الوسطيَّة والاعتدال والتسامح" لتحرير المفاهيم، وتصحيح التصورات.
ولهذا نجحت الدبلوماسيَّة الإنسانيَّة الإماراتيَّة في بناء العلاقات الإنسانيَّة بين شعوب العالم، واحترام الحقوق والقوانين المتعارف عليها، ودعم الفقراء والمحتاجين والمتضررين، والصلح والتقارب بين مختلف الأطراف المتنازعة، والتفاوض في ظل الصراع بين الدول المتطلعة إلى حلٍّ، والتعاطي مع الأزمات المشتعلة، وتذليل الصعاب أمام المنظَّمات الإنسانيَّة، سواء أكانت إقليميَّة أم دوليَّة، لتؤدي الأدوار المنوطة بها على أكمل وجه، وكل هذا في ظلِّ بيئة إقليميَّة ودوليَّة تتَّسم بالفوضى والاضطرابات.

إن الأخوة الإنسانيَّة بصفتها الإطار العام الذي يُتيح تاكيد المواقف، وتجسيد السياسة الداخليَّة والخارجيَّة، وإيجاد إطارات عمل فعَّالة للممارسات الإنسانيَّة العميقة، ومنح هذه الجهود الأهميَّة والنفاذ والتأثير، وهي تجعلنا نحتكم إلى القيم الإنسانيَّة والأخلاقيَّة المشتركة، ونرسخ مبادئ التفاهم والتفاوض، مع غرس قيم المنطق والعقل، وكل هذا يحقِّق لكوكبنا الحماية من العنف والاحتراب والفوضى.

كلُّها جوامع من الخير حفظت الإمارات وشعبها من كلِّ نوائب الدهر ومصائبه، وبالخير نزعت فتيل الكراهية، وأغلقت بالتسامح باب النعرات والعصبية، فالتاريخ شاهد عبر مراحله بأنَّ الأمن والأمان هبة إلهيَّة للشعوب الخيرة.

لبنى الهاشمي



تعليقات القراء
لايوجد تعليقات على هذا الخبر
أضف تعليق
اضافة تعليق جديد

الحقول التي أمامها علامة * هي حقول لابد من ملأها بالبيانات المطلوبة.

:
:
:
 
أخر الأخبار
اقرأ أيضا
استفتاءات
كيف تتوقع نهاية الاحداث الجارية في قطاع غزة؟



تابعونا على الفيس بوك