وكالة كل العرب الاخبارية
يتقاطر الفلسطينيون، اليوم، في “يوم غضب شعبي” عارم لنصرة القدس المحتلة والمسجد الأقصى المبارك، ضد تصعيد الاحتلال الإسرائيلي الذي قرر تكثيف “الهجوم” على المدينة والدفع بتعزيزات عسكرية لضبط الأوضاع ومنع تصاعد المواجهات وخروجها عن السيطرة، بهدف قمع الغضب الفلسطيني.
وبالرغم من قيام الاحتلال بإعادة فتح حاجز مخيم شعفاط، في القدس المحتلة، جزئياً عبر السماح بالخروج منه فقط دون الدخول إليه، والانسحاب من المخيم، عقب إغلاق دام 5 أيام، إلا أن أجواء التوتر والاحتقان السائدة في المدينة تُنذر بالانفجار، وسط موجة غضب وغليان عارمة تشهدها القدس التي تحولت إلى ساحة حرب ومواجهة مع الاحتلال، رفضاً لعدوانه بحق الشعب الفلسطيني.
وتعم الأراضي الفلسطينية المحتلة، اليوم، “غضب شعبي وتصعيد ميداني”، في كل مناطق وأحياء القدس المحتلة، لنصرة “الأقصى” ورفض الحصار الإسرائيلي الظالم بكل أشكاله، عبر تنظيم التظاهرات والمسيرات الغاضبة والوقفات الاحتجاجية وأداء الصلوات الجماعية في الميدان، وفق ما دعت إليه القوى الفلسطينية.
وكثفت القوى والفصائل الفلسطينية دعواتها للاحتشاد الواسع وشد الرحال، اليوم، إلى المسجد الأقصى والرباط فيه، للتصدي لاقتحامات المستوطنين المتطرفين لباحاته، أسوة بالأمس، لإحياء ما يسمى “عيد العُرش” المزعوم، وتنفيذ الجولات الاستفزازية وأداء الطقوس التلمودية وما يسمى “السجود الملحمي في باحاته، بحماية قوات الاحتلال، وسط احتشاد المصلين لصد انتهاكاتهم والدفاع عن الأقصى وحمايته.
ويواصل أهالي مخيم شعفاط العصيان المدني والاعتصامات وتمديد الإضراب الشامل في المنشآت التعليمية والمحال التجارية والأماكن العامة، في ظل مواجهات عنيفة اندلعت في أنحاء القدس المحتلة، منذ الليلة الماضية، بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال التي شنت حملة اعتقالات واسعة بين صفوفهم.
في حين قررت سلطات الاحتلال تكثيف تواجدها الأمني في القدس خلال الأيام القادمة بهدف “ضبط الأوضاع ومنع تصاعد المواجهات”، فضلاً عن تعزيز “العمليات الدفاعية والهجومية” فيها، وفق ما نقلته صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية عن وزير جيش الاحتلال، “بيني غانتس”، خلال اجتماع، عقد أمس، لتقييم الوضع الأمني.
ورفع جيش الاحتلال من درجة استعداداته في ظل الخشية من تدهور الأوضاع الأمنية المتوترة في مدينة القدس المحتلة، عبر نشر المزيد من عناصره واستدعاء آخرين من قوات الاحتياط، للتعامل “بحزم وقوة عاتية” مع الفلسطينيين، وفق ما نقلته الصحيفة نفسها عن الاجتماع الأمني الإسرائيلي.
بينما تتعالى أصوات اليمين الإسرائيلي المتطرف لحث جيش الاحتلال على اقتحام القدس المحتلة وقتل المتظاهرين الفلسطينيين وإخماد المواجهات بالقوة العسكرية العاتية، متجاهلين بطبيعة الحال الحصار الإسرائيلي المُحكم على أحياء بالمدينة وحرمان سكانهم من حرية الحركة والتنقل، وتدهور أوضاعهم المعيشية الصعبة.
وعلى خلفية المواجهات التي شهدتها مدينة القدس المحتلة، نفذت قوات الاحتلال، أمس، حملة اعتقالات واسعة طالت عشرات الشبان المقدسيين، وتحديدًا في بلدة العيسوية شمال شرقي المدينة، والتي تتعرض لهجمة إسرائيلية ممنهجة، ولاعتداءات لا تتوقف.
وشهدت بعض أحياء القدس، اعتداءات نفذها مئات المستوطنين الذين اقتحموها واعتدوا على المقدسيين وممتلكاتهم ومنازلهم بإلقاء الحجارة، وتوجيه الشتائم لهم وإغلاق الطرق الرئيسية، في ظل التصدي الفلسطيني لعدوانهم.
وامتدت المواجهات والاشتباكات في مختلف مناطق الضفة الغربية، وسط قيام الاحتلال بإغلاق مدينة نابلس، ومداهمة منازل الفلسطينيين والاعتداء عليهم وتخريب محتوياتها، وشن حملة اعتقالات واسعة بين صفوفهم.
من جانبه، قال المتحدث باسم حركة “حماس” عن مدينة القدس المحتلة، محمد حمادة ، إن “على الاحتلال الإسرائيلي أن يعلم بأن الاعتداء على المسجد الأقصى المبارك والقدس سيشعل الأرض لهيباً تحت أقدامه.”
وأضاف حمادة إن “كرة اللهب تزداد حجماً وستحرق المحتل”، مؤكداً استمرار العمليات الفلسطينية المسلحة، في وجه العدو الصهيوني حتى زواله وتحقيق أهداف التحرير وتقرير المصير وحق العودة”.
الغد