وكالة كل العرب الاخبارية
يُسرع الاحتلال الإسرائيلي من خطوات تهويد القدس المحتلة والسيطرة على المسجد الأقصى المبارك بتكثيف تنفيذ الأنشطة الاستيطانية، وذلك بقراره، أمس، إقامة 434 وحدة استيطانية جديدة في المدينة، بعد تأجيل المخطط لأكثر من 8 سنوات بضغوط أميركية وأوروبية، وسط تنديد فلسطيني واسع.
ويبدو أن حكومة الاحتلال، التي تعرضت مؤخراً لضربات موجعة بفعل تزايد العمليات الفلسطينية في الأراضي المحتلة، قد قررت المضي في تنفيذ المخطط الاستيطاني الجديد بعدما أجلت إقراره رسمياً لما بعد زيارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، خشية تعكير أجوائها.
وتهدف الخطة الاستيطانية لإقامة 434 وحدة استيطانية جديدة على أراضي بلدة “صور باهر”، المحاذية لطريق القدس – الخليل، وذلك لأجل مسح وإزالة الخط الفاصل، في المنظور الإسرائيلي، بين الأراضي الفلسطينية المحتلة عامي 1948 و1967.
ويستهدف الاحتلال إقامة المستوطنات على طرفي “الخط الفاصل” وبطريقة ممنهجة ومدروسة بحيث لا يمكن العودة إلى حدود العام 1967، فضلاً عن قطع التواصل بين القدس المحتلة وبيت لحم وبقية أنحاء الضفة الغربية.
وتبلغ المساحة الإجمالية للمجمع الاستيطاني الجديد الممتد على أراض فلسطينية، حوالي 7.3 دونم، وسيمتد المشروع بسلسلة مبان ضخمة، تصل حتى مشارف بلدة صور باهر ومستوطنة “رمات راحيل” الإسرائيلية.
وأطلقت ما يسمى “بلدية الاحتلال” في القدس المحتلة على المشروع الاستيطاني عنوان “المشروع العملاق” في مجمع القنوات على أراضي بلدة صور باهر، بتكلفة تصل إلى حوالي 330 مليون دولار.
وإلى جانب المشروع الاستيطاني؛ أعلنت سلطات الاحتلال عن توسيع المزيد من مسارات شارع القدس – الخليل، لكي يتحول إلى شريان مواصلات رئيسي لربط القدس المحتلة بشطريها بأكبر الكتل الاستيطانية في جبل أبو غنيم ومستوطنات “غيلو” ومستوطنات “كفار عتصيون” الإسرائيلية، جنوب الضفة الغربية.
كما وضعت سلطات الاحتلال مخططاً لربط التكتلات الاستيطانية والأحياء الاستيطانية في خط السكك الحديد الخفيفة، ومن المتوقع أن يشمل تشييد ساحة ومدرجات للقاءات والتجمعات، والحدائق الاستيطانية على حساب الأرض الفلسطينية المحتلة.
وتهدف سلطات الاحتلال من وراء المخطط الاستيطاني الجديد إلى زيادة عدد المستوطنين الذي يقُدر عددهم حالياً بأكثر من 800 ألف مستوطن في مستوطنات الضفة الغربية، بما فيها القدس المحتلة، يتوزعون على 164 مستوطنة، و124 بؤرة استيطانية، وفق تقديرات فلسطينية.
من جهتها، أكدت حركة “حماس” أن “المصادقة على خطط استيطانية جديدة بالقدس المحتلة يشكل إمعاناً في التهويد، ولن يغير معالمها، وسيواجَه بوحدة الشعب الفلسطيني ونضاله”.
ورفضت الحركة، على لسان الناطق باسمها عن مدينة القدس، محمد حمادة، “مصادقة الاحتلال على خطط استيطانية جديدة في مدينة القدس”، بما يعد “إمعانا في تهويد الأرض واستهداف الهُوية، ومحاولة يائسة لن تفلح في طمس معالم المدينة المقدسة وتغيير حقائق التاريخ”.
وشدد حمادة على أن “الإجرام الصهيوني سيواجَه بوحدة الشعب الفلسطيني ونضاله بكل الوسائل، عبر مقاومته الشاملة المستمرة في عموم الضفة الغربية، وفي القلب منها القدس المحتلة”.
ودعا الشعب الفلسطيني إلى “مزيد من الصبر والصمود في مواجهة انتهاكات الاحتلال ومخططاته التهويدية، دفاعًا عن الأرض والحقوق الوطنية حتى التحرير والعودة”.
من جانبها، أدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، المخطط الاستيطاني الجديد باعتباره جزءاً لا يتجزأ من حملات تهويد القدس وتشويه هويتها الحضارية الفلسطينية المسيحية الاسلامية وتغيير واقعها التاريخي والقانوني والديموغرافي القائم.
ورأت أن المخطط الإسرائيلي يندرج في إطار مخطط استعماري توسعي عنصري يهدف إلى عزل القدس عن محيطها الفلسطيني، وامتداداً لجرائم الاحتلال ومستوطنيه على الأرض من تعميق للاستيطان وسرقة المزيد من الأرض بما يقوض أي جهود لإطلاق عملية سلام ومفاوضات حقيقية وذات جدوى بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
وأكدت أن المشاريع الاستيطانية تؤدي إلى اغلاق الباب نهائياً أمام أية فرصة لإحياء عملية السلام وفق حل الدولتين، وتقوض أية فرصة لتجسيد الدولة الفلسطينية القابلة للحياة، المتصلة جغرافياً، ذات السيادة، بعاصمتها القدس المحتلة، بما يخلق وقائع جديدة يصعب معها الحديث عن حل الدولتين.
وانتقدت “الخارجية الفلسطينية” صمت المجتمع الدولي عن جرائم الاستيطان المتواصلة، وتخليه عن مسؤولياته في إجبار الاحتلال على الانصياع للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، مطالبة بالتحرك الفوري لحماية حل الدولتين واتخاذ اجراءات عملية لوقف الاحتلال للاستيطان.
وفي الأثناء؛ استأنف عشرات المستوطنين المتطرفين، أمس، اقتحام المسجد الأقصى المبارك، من جهة “باب المغاربة”، وتنفيذ الجولات الاستفزازية في باحاته، بحماية الاحتلال الإسرائيلي.
في حين شنت قوات الاحتلال حملة مداهمات واعتقالات واسعة في أنحاء مختلفة من الضفة الغربية طالت عدداً من الفلسطينيين، وسط اندلاع مواجهات عنيفة بين الجانبين، أطلق خلالها جنود الاحتلال قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، ما أدى إلى إصابة العشرات بحالات اختناق.
وكانت قوات الاحتلال، قد اقتحمت مخيم بلاطة للاجئين الفلسطينيين، شرق نابلس بالضفة الغربية، مما أدى لاندلاع مواجهات عنيفة تسببت في إصابة عدد من الشبان الفلسطينيين برصاص قوات الاحتلال، وذلك قبيل انسحابها من المنطقة.