تشنّ إسرائيل منذ يوم السبت ضربات عسكرية مستمرة على قطاع غزة في فلسطين، فيما حركة الجهاد الإسلامي ترد بإطلاق وابل من الصواريخ، في أخطر تصعيد للعنف في المنطقة منذ حرب العام الماضي.

ولم تشارك حركة حماس في المعارك على الرغم من تحالفها من حركة الجهاد.

وفي حين أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد يوم الجمعة أن "إسرائيل لا تسعى إلى نزاع أوسع في غزة"، تشير بعض المصادر إلى أن حماس تتخذ خطوات عدة في ظل موجة العنف الحالية التي من شأنها أن تحدد مدى شدة النزاع، بينما تواجه ضغوطاً للمحافظة على الهدوء من أجل تحسين الظروف الاقتصادية في القطاع.



هذه النظرة من حماس تجاه الوضع الحالي أثار ردود فعل غاضبة من سكان القطاع ما دفع بمسؤولي الحركة إلى إصدار بيانات للتأكيد على أن "المقاومة الفلسطينية موحدة في الرد على العدوان الإسرائيلي"، وأن "المقاومة .. لن تتنصل من مسؤولياتها في رد العدوان وحماية الشعب الفلسطيني"، بحسب تصريح الناطق باسم حماس عبد اللطيف القانوع لقناة "المملكة" الأردنية.



هذه الأجواء الحمساوية "الهادئة" تم تعكيرها نسبياً بالساعات الماضية مع تعرض الموقع الإلكتروني للحركة لهجوم إلكتروني من "جهات معادية" كما وصفتها في بيان من دون أن تسمي الجهة المعتدية في إشارة ضمنية إلى عدم إطلاق الأحكام المتسرعة لاسيما وسط تبادل الهجمات العسكرية بين حركة الجهاد وإسرائيل.

وبنفس الإطار، يرى مسؤول أمني إسرائيلي كبير أن حركة حماس ستكون العامل الوحيد الذي يحدد في ما إذا المعركة الحالية ستتحول إلى حرب شاملة بين إسرائيل وقطاع غزة.

وتنقل صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية اعتقاد مسؤولين أمنيين إسرائيليين كبار أن الحركة لن تنضم للمعركة لأنها "لا يمكنها سوى الخسارة"، ويعتقدون أن ارتفاع عدد سكان غزة العاملين في إسرائيل والسيطرة على الصادرات الفلسطينية من القطاع يمنحهم مزيداً من النفوذ للضغط على حماس مما كانت عليه في جولة القتال السابقة.



وكان وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس أعلن في بداية يوليو (تموز) رفع حصة تصاريح العمال في قطاع غزة إلى 20 ألفاً ضمن خطة إسرائيلية لإدامة أمد الهدوء هناك.

ووفقاً لتقارير سابقة، تريد إسرائيل إغراء الغزيين بتحسين الوضع الاقتصادي، في محاولة للضغط على حركة حماس الحاكمة ضد أي تصعيد محتمل لكون أن حركة العمال المزدهرة تشكل عاملاً مهماً في دعم الاقتصاد، إذ تجلب إلى القطاع 90 مليون شيكل شهرياً في ظل وضع اقتصادي صعب ومتردٍ هناك.