ضجت مواقع التواصل الاجتماعي في فلسطين من جديد بوسم "بدنا نعيش" الذي أطلقه مواطنون فلسطينيون احتجاجاً على تردي الأوضاع المعيشية في قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس منذ 2007، وفرض الحركة ضرائب جديدة لتجاوز أزمتها المالية.

حياة رفاهية يعيشها قادة حماس وعائلاتهم، في حين يعيش الفلسطينيون في قطاع غزة معدلات بطالة هي الأعلى عالمياً
لا تدعم حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة أياً من المواد الغذائية، أو المحروقات أو المصانع
وانطلق حراك "بدنا نعيش" عام 2019، حين خرج مئات الفلسطينيين إلى الشارع في مناطق مختلفة في قطاع غزة، احتجاجاً على تدهور الأوضاع الاقتصادية، وقابلته أجهزة أمن حماس بحملة قمع واسعة شملت اعتقال آلاف الفلسطينيين، قبل أن يعود الحراك من جديد إلى الواجهة مع ضرائب فرضتها حركة حماس قبل أيام.

وزاد من حدة غضب الفلسطينيين على سياسة حماس، ما ظهر من تقارير حول حياة رفاهية يعيشها قادة حماس وعائلاتهم، في حين يعيش الفلسطينيون في قطاع غزة معدلات بطالة هي الأعلى عالمياً.

ضرائب جديدة
وأعلنت شركات النقل والاستيراد في قطاع غزة، أن حركة حماس أبلغتهم بفرض ضرائب جديدة على المواد الغذائية والألبسة ومواد أخرى، رغم الارتفاع الكبير في الأسعار الذي شهدته الأسواق بسبب الحرب في أوكرانيا وتداعياتها على أسعار بعض السلع الأساسية.

وطالبت غرفة تجارة وصناعة محافظة غزة، وزارة الاقتصاد الوطني التابعة لحماس في غزة بتجميد وإعادة دراسة قرار رفع رسوم إذن الاستيراد للمواد الغذائية، الذي بررته حماس بـأنه يهدف لدعم المنتجات الوطنية.

ودعت الغرفة التجارية، حماس لإلغاء كافة الرسوم المفروضة على المواد الخام وكافة مدخلات الإنتاج للمصانع، وتوفير الكهرباء للقطاع الصناعي بشكل مستمر مع تخفيض الأسعار، إلى جانب ضرورة فتح أبواب التصدير والتسويق الخارجي لمنتجات قطاع غزة، وتوفير الدعم المادي والمعنوي الحكومي من خلال الحوافز كالإعفاءات الضريبية للمنتجات الوطنية مع التركيز على المنتجات القابلة للتصدير.

رفض فصائلي
ورفضت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، تذرع حماس بدعم المنتج الوطني لفرض ضرائب جديدة، مؤكدة أن "زيادة نسبة الضرائب على البضائع المستوردة لا يمكن أن تعتبر من ضمن التدابير اللازمة لحماية المنتج المحلي غير القادر على سد حاجة السوق المحلية نوعاً وكماً".

وأضافت في بيان لها "فرض المزيد من الضرائب والرسوم الجمركية والازدواج الضريبي على البضائع والسلع المستوردة تزيد من حدة الاهتزازات السعرية الناجمة عن الأزمات العالمية المختلفة مما زاد من حدة الأزمات والتدهور الاجتماعي بفعل زيادة الأسعار وتآكل القدرة الشرائية للفئات المهمشة والفقيرة، بديلاً عن حقها بالدعم والبرامج الحكومية القادرة على تعزيز صمودها وتمكينها من حقوقها الأساسية المختلفة".

وأضافت أن "دعم وحماية المنتج المحلي في الحالة الفلسطينية لا يتطلب زيادة في نسب الضرائب والجمارك المختلفة على السلع والبضائع المستوردة، والتي يتحمل تكلفة سدادها في نهاية الأمر المواطنون الذين أصبحوا غير قادرين على الايفاء بالتزاماتهم نحو أسرهم، ومفاقمة الكثير من الأزمات والمشكلات الاقتصادية والاجتماعية".

ولا تدعم حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة أياً من المواد الغذائية، أو المحروقات أو المصانع التي تعمل في غزة في ظروف قاهرة، في ظل انقطاع الكهرباء المتكرر، والقيود الإسرائيلية المفروضة على إدخال المواد الخام للقطاع.

حراك مطلبي
وأكد نشطاء فلسطينيون من القائمين على حراك "بدنا نعيش" أنهم سيدعون قريباً للنزول للشارع في قطاع غزة، احتجاجاً على فرض المزيد من الضرائب، وللاحتجاج على سياسة الجباية التي تفرضها حركة حماس.

ودعا القائمون على الحراك، الفلسطينيين للتفاعل مع الحراك والمشاركة في فعالياته على الأرض، للتعبير عن رفض إجراءات حركة حماس التي تثقل كاهل الفلسطينيين في قطاع غزة.

أزمة مالية
وأعلنت ما تسمى "لجنة متابعة العمل الحكومي" في قطاع غزة، وهي لجنة تديرها وتشرف عليها وتمولها حركة حماس، قبل أيام أنها كلّفت وزارة المالية بتنفيذ حزمة إجراءات تقشفية بسبب أزمة مالية.

ومن المتوقع أن تؤثر هذه الأزمة المالية على نسبة صرف رواتب الموظفين الذي عينتهم الحركة، حيث تصرف الحركة ما نسبته 60% من رواتب موظفيها، منذ أكثر من 7 سنوات، وتواجه عجزاً في سداد مستحقات موظفيها.

حياة فارهة
وعبّر آلاف الفلسطينيين عن غضبهم على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد الكشف عن مغادرة نجل رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية، وعائلته قطاع غزة، إلى خارج القطاع، حيث يقيم والده وعدد من أشقائه.

وكشف تقرير نشره موقع "نيوز ون" العبري، أن هنية قرر جعل تركيا محل إقامته الدائم، والابتعاد عن منزله في مخيم الشاطئ شمال قطاع غزة، بعد أكثر من عامين من إقامته في قطر.

وأشار الموقع إلى أن مسؤولين كبار في حركتي حماس والجهاد الإسلامي غادروا غزة إلى الخارج، من بينهم القيادي في حماس خليل الحية، والقيادي صلاح البردويل والمتحدث باسم الحركة سامي أبو زهري، ومستشار هنية السياسي طاهر النونو.

ولفت التقرير إلى أن زعيم حماس في الخارج خالد مشعل ونائبه موسى أبو مرزوق جمعوا ثروة طائلة من خلال استغلال أموال المساعدات الدولية والتبرعات الموجهة إلى قطاع غزة.