المزيد
%31 من قضايا العنف الأسري لأسباب اجتماعية ونفسية

التاريخ : 14-06-2022 |  الوقت : 11:20:44

وكالة كل العرب الاخبارية

فيما يعود 31 % من قضايا العنف الأسري إلى أسباب عاطفية واجتماعية ونفسية، بحسب أرقام رسمية، اختار عدد من ضحايا هذا العنف سرد قصص معاناتهم ضمن فعاليات عرضتها الهيئة الطبية الدولية خلال معرض أقامته لهذه الغاية بعنوان “شوفونا بعيونا”.
ومن بين المتحدثين كانت جنا التي قالت بمرارة: “قبل أن أكمل 18 سنة من عمري تحولت من طفلة إلى مطلقة، ووقع هذه الكلمة كان قاسيا جدا علي، خصوصا أنها جاءت بعد سلسلة طويلة من العنف الجسدي والنفسي، وهذا كله في ظل بيئة تقوم على الأحكام المسبقة، وهو ما دفع بي إلى دائرة الاكتئاب”.
بدورها أجبرت الطفلة مايا التي تعيش في مخيم الزعتري للاجئين السوريين، على الزواج وهي طفلة بعدما لجأت عائلتها الى الأردن هربا من الحرب الدائرة في بلادها، في وقت كانت تأمل فيه أن تكون لها فرصة لحياة جديدة، تستكمل بها تعليمها، لكن ما حدث، جعلها من ضمن ضحايا زواج الأطفال.
ولم يستمر زواج مايا طويلا، فخلال فترة الزواج عانت من عنف لفظي وجسدي ونفسي شديد، الى أن اتخذ زوجها القرار بالطلاق، حيث عاشت، بعدها، حالة من الإنكار والرفض لهذا الطلاق، فكيف تكون مطلقة وهي ما تزال طفلة، ومع تدهور حالتها النفسية لجأت إلى الهيئة الطبية الدولية.
وتلقت مايا خدمات الدعم النفسي والاجتماعي حتى تمكنت من تجاوز محنتها، لتعمل اليوم كمثقفة في المخيم للتوعية بالآثار الخطيرة لزواج الأطفال.
قصة مايا واحدة من القصص التي عرضتها الهيئة الطبية الدولية ضمن فعاليات معرض “شوفونا بعيونا”، الذي يروي قصص المتعافين ومتلقي خدمات الصحة النفسية وقسم الحماية في الهيئة الطبية الدولية.
أما جنى (اسم مستعار) ذات الـ 12 عاما، فشاركت قصتها من خلف قناع غطت به وجهها، لتروي كيف أثر التنمر والعنف اللذين كانت تتعرض لهما في المدرسة، على صحتها النفسية.
وتعود تفاصيل قصة جنى الى قبل 3 سنوات، عندما كانت تتعرض للتنمر والعنف من قبل زميلاتها في المدرسة، ما جعلها تعيش في عزلة وانطوائية وحزن.
وتعيش عائلة جنى ظروفا اقتصادية صعبة دفعت بها وشقيقها للعمل كباعة متجولين على إشارات المرور، وفي أحد الايام تعرض الاثنان لتحرش وتنمر في الشارع، فتدهور وضعها النفسي، وتقدمت لطلب المساعدة النفسية من قبل الهيئة التي ساعدتها في تخطي هذه الحادثة.
أما لؤي (اسم مستعار) فتحدث عن رحلة تعافيه، مبينا أنه يهدف الى تشجيع الافراد على طلب المساعدة النفسية بعيدا عن الشعور بالوصمة، وقال: “كما يتعب الجسد تتعب النفس”.
الى ذلك كشفت أرقام ادارة حماية الأسرة والأحداث عن أن 31 % من قضايا العنف الأسري تعود لأسباب عاطفية واجتماعية ونفسية، وفقا لمدير الإدارة العقيد فراس الرشيد، فيما أكد مختصون أهمية وضع الصحة النفسية ضمن خدمات الرعاية الصحية الأولية في الأردن.
وقال الرشيد خلال افتتاح فعالية “شوفونا بعيونا” التي نظمتها الهيئة الطبية الدولية، إن “العديد من حالات العنف الجسيم التي تتعامل معها الإدارة تكون لها جذور ترتبط بالعوامل النفسية كالاكتئاب وغيره من الاضطرابات النفسية، فضلا عن الأسباب ذات الدوافع الاجتماعية والاقتصادية.
وبين أن هذا الواقع يتطلب توفير خدمات الصحة النفسية والتأهيل النفسي والاجتماعي، لافتا إلى الخدمات المتكاملة التي توفرها الإدارة، والتي تشمل خدمات الدعم النفسي والاجتماعي، فضلا وجود مختص من الهيئة الطبية الدولية لتقديم هذه الخدمات في مديرية الامن العام.
من جانبه، بين نائب رئيس بعثة الهيئة الطبية الدولية في الأردن الدكتور أحمد جرن أن “واحدا من كل أربعة أشخاص عانى خلال مرحلة في حياته من اضراب نفسي، ما يعني في المحصلة أن مليوني شخص اختبروا أو على وشك اختبار نوع من أنواع الاضطرابات أو الكرب النفسي.
وقال الدكتور جرن: “تتبع الهيئة منهج الحماية في التعرف على احتياجات المجتمع، الحماية بما تشمله من تحديد الاحتياجات للفرد، وتقييم طرق المساعدة وأنظمة الحماية ونوعية الخدمات التي يتلقاها المنتفع”، لافتا الى أن 70 % من منتفعي برامج الحماية يتلقون الخدمات النفسية المتخصصة، ومشيرا الى انه ليس بالضرورة أن تحتاج كل حالة تمر بعنف إلى الخدمات النفسية، وإن كان الكثيرون يحتاجونها.
وفي ما يخص خدمات الصحة النفسية، بين أنه رغم الجهود التي تبذل وتهدف لزيادة الاهتمام بالصحة النفسية في الأردن، لكن أقل من 2 % فقط من ميزانية الصحة في الدول العربية مخصصة للصحة النفسية.
وتابع: “رغم العديد من المحاولات لدعم الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي، إلا أن فرص دعم البرامج النفسية المتخصصة يتناقص، ومن هنا يأتي دور منظمات المجتمع المدني في محاولة ابتكار طرق جديدة لزيادة الوصول الى الخدمات النفسية المتخصصة”.
وتوقع أن تزداد الحاجة الى الدعم في مجال الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي في السنوات المقبلة.
من جانبها، بينت مديرة مديرية ذوي الإعاقة والصحة النفسية في وزارة الصحة الدكتورة ملاك العوري، أن “الرعاية الصحية النفسية أدخلت ضمن الخدمات الصحية الأولية”، لافتة في ذلك إلى جهود تبذل من حيث تدريب وتأهيل الكوادر في المراكز الصحية على هذا الأمر.
وبينت العوري أن السنوات الماضية حققت تقدما في مجال خدمات الصحة النفسية، اذ تتوفر هذه الخدمات في 52 عيادة منتشرة في المملكة، الى جانب تقديمها في مستشفيات تابعة لوزارة الصحة والقطاع الخاص والقوات المسلحة والمستشفيات الجامعية، إضافة إلى توفير الأدوية مجانا.
لكنها أقرت أن هناك تفاوتا في تقديم الخدمات بين الأقاليم، فضلا عن الضعف في مجال تقديم خدمات الدعم النفسي والاجتماعي الخاصة بتوفير الجلسات للمراجعين والخدمات غير الدوائية.
من جانبه، تطرق مدير الأسرة والحماية في وزارة التنمية الاجتماعية عامر حياصات إلى أهمية برامج الدعم النفسي والاجتماعي، لافتا إلى الأثر الذي خلفته جائحة كورونا على الأطفال.
وبين أن هناك 20 مؤسسة رعاية تعمل تحت وزارة التنمية، منها 4 حكوميات، و16 تابعة للقطاع التطوعي.
ولفت الى تقديم خدمات الدعم النفسي والاجتماعي في الدور من قبل الأخصائيين، في حين يتم تحويل الحالات الأصعب الى الجهات ذات الاختصاص.
وتضمن المعرض فعالية مشهد صامت وأغنية للتوعية بأهمية الصحة النفسية، الى جانب معرض صور تم التقاطها لمتلقي خدمات الصحة النفسية وقسم الحماية، تروي معاناتهم في الاضطرابات النفسية والتنمر ورحلة التعافي الخاصة بهم



تعليقات القراء
لايوجد تعليقات على هذا الخبر
أضف تعليق
اضافة تعليق جديد

الحقول التي أمامها علامة * هي حقول لابد من ملأها بالبيانات المطلوبة.

:
:
:
 
أخر الأخبار
اقرأ أيضا
استفتاءات
كيف تتوقع نهاية الاحداث الجارية في قطاع غزة؟



تابعونا على الفيس بوك