تأمل، كأنما أرادت الأقدار بإعلان المبادئ العشرة قبل طلوع العهد الجديد بتسعة أشهر، تيسير الاستشراف على المحللين والمراقبين، كأنها تقول لهم: هي ذي منارات الخمسين الثانية في دولة الاتحاد، وهذه معالم الطريق، انظروا، إن القيم التي تأسست عليها الإمارات، لن تتغير روحاً وفكراً وطموحاً، سوى أن الغايات ستكون أبعد وأعظم، لأن الدولة في عهدي المغفور لهما زايد وخليفة، طيّب الله ثراهما، شادت وأعلت الصروح، فالذرى ستكون أعلى في مقبل السنين.
مفاجآت العهد الجديد في علم الغيب، وستكون قطوفها دانية في مواعيدها، لكن في بذورها الطيبة ما ينبئ بسخاء المحاصيل.
هو ذا فهرس كتاب المستقبل. مبادئ نصف القرن المقبل عشرة، يمكن من دون ابتسار وتقصير، تكثيفها في أربعة محاور أساسية نوجزها بلا خلل، فما يأتي ليس تحريراً من القلم، وإنما هو مقتطف نصاً من المبادئ.
شؤون الاتحاد الداخلية: "تقوية الاتحاد بتطوير مناطق الدولة كافة. السياسة في خدمة الاقتصاد الذي يهدف إلى توفير أفضل حياة لشعب الاتحاد".
الاقتصاد: "بناء الاقتصاد الأفضل والأنشط في العالم. تطوير التعليم وبناء المهارات للحفاظ على تفوق الإمارات. التفوق الرقمي والتقني والعلمي سيرسم الحدود التنموية والاقتصادية. بناء مؤسسات عابرة للقارات تحت مظلة الدولة".
أخلاق السياسة: "منظومة القيم قائمة على الانفتاح والتسامح وترسيخ دولة العدالة وحفظ الكرامة واحترام الثقافات".
السياسة الخارجية: "المحيط الجغرافي للدولة هو خط دفاعها الأول عن أمنها وسلامتها وتنميتها. الدعوة للسلم والسلام".
لزوم ما يلزم: النتيجة العهدية: بمثل هذه الإرادة التشريعية، كيف لا تقول الإمارات لقائدها: نحن على العهد في العهد الجديد؟