وكالة كل العرب الاخبارية
طالب مسؤولون أمميون ودبلوماسيون دوليون، أمس، خلال زيارتهم للأراضي الفلسطينية المحتلة، حكومة الاحتلال الإسرائيلي بوقف سياسة الترحيل القسري للفلسطينيين عن مناطق سكناهم عقب هدمها ومصادرتها لصالح الاستيطان، وذلك وسط إضراب شامل عم مدينة جنين ومواجهات عنيفة اندلعت في أنحاء مختلفة من الضفة الغربية.
واطلع فريق دولي، ضم مسؤولين من وكالات الأمم المتحدة ودبلوماسيين ومنظمات إنسانية، خلال زيارته أمس، على خطر الترحيل القسري الذي يواجه أكثر من 1200 فلسطيني في “مسافر يطا”، جنوب الخليل بالضفة الغربية، وطردهم وتشريدهم عن مناطق سكناهم من قبل الاحتلال الإسرائيلي.
واستمع الفريق الدولي، الذي ضم مسؤول مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بالنيابة سامر عبد الجابر وأعضاء الفريق القطري الإنساني في الأراضي الفلسطينية المحتلة ومسؤولين ودبلوماسيين دوليين، إلى الفلسطينيين أصحاب الأراضي الأصليين في “مسافر يطا”، وأبدى التضامن معهم، داعيا سلطات الاحتلال الإسرائيلي “ببقاء السكان الفلسطينيين في أراضيهم ومنازلهم بأمان وكرامة”، وعدم طردهم منها.
وتستعد قوات الاحتلال لتنفيذ قرار ما يسمى “المحكمة العليا الإسرائيلية” بإخلاء قرابة 1200 فلسطيني من منطقة “مسافر يطا”، جنوب الخليل بالضفة الغربية، تمهيداً لمصادرة الأراضي الفلسطينية لصالح المستوطنين المتطرفين، في ظل رفض الفلسطينيين مغادرة منازلهم وأراضيهم.
ويأتي ذلك في ظل تصعيد حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي، المتطرف “نفتالي بينيت”، من خططها لتهجير الفلسطينيين في الضفة الغربية، لاسيما القدس، بصورة لافتة مؤخراً.
ويُواجّه آلاف الفلسطينيين في القرى الواقعة جنوب الضفة الغربية مصيراً مشابهاً لأهالي سكان “مسافر يطا”، بالطرد من أراضيهم التي يزرعونها ويعتاشون عليها، بعدما قام الاحتلال الإسرائيلي بتصنيفها كمنطقة تدريبات عسكرية مغلقة.
ولطالما سعت سلطات الاحتلال إلى التضييق على أهالي المنطقة بوضع القيود والعراقيل أمام الزراعة وحركة التنقل، وتعطيل إمدادات الغذاء والمياه، فضلا عن التهديد الدائم بإبعادهم من أراضيهم ومصادرة ممتلكاتهم.
فيما اكتسب مسعى الاحتلال بعدا فعليا بتأييد ما يسمى المحكمة العليا الإسرائيلية، مؤخراً، لأمر التهجير الذي يطال مبدئيا هدم 8 من أصل 12 قرية فلسطينية، تضّم زهاء 4 آلاف نسمة، تشكل منطقة “مسافر يطا”، بما يؤدي إلى تشريد أكثر من ألف فلسطيني على الأقل.
من جانبه، أكد المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، أن أمر الإبعاد “يرقى إلى مستوى التهجير القسري والتطهير العرقي، وينتهك القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة”.
وفي الأثناء؛ عم الإضراب الشامل، أمس، محافظة جنين شمال الضفة الغربية، حدادا على روح الشهيد الفلسطيني داوود الزبيدي، واستنكارا لعدوان الاحتلال المتواصل على جنين ومخيمها.
وشمل الاضراب إغلاق كافة المؤسسات والمكاتب الحكومية والمحال التجارية، وذلك بعدما أعلن أول من أمس عن استشهاد الأسير المُحرر داوود الزبيدي، شقيق الأسير زكريا الزبيدي أحد أبطال نفق الحرية، متأثرا بإصابته برصاص قوات الاحتلال أثناء اقتحامها لمخيم جنين يوم الجُمعة الماضية، وذلك بعدَ اختطافه وهو بحالة حرجة.
تزامن ذلك مع تصديّ الشبان الفلسطينيين لاقتحام قوات الاحتلال بلدة اليامون غرب محافظة جنين، فيما أصيب مستوطن بالحجارة في العيساوية بالقدس المحتلة.
واندلعت اشتباكات عنيفة خلال اقتحام قوة عسكرية اسرائيلية لبلدة اليامون، أطلق خلالها الرصاص بكثافة، فيما اقتحمت قوات الاحتلال عدداً من منازل الفلسطينيين، أسوة لما حدث عند اقتحام بلدة العيساوية، مما تسبب في إصابة مستوطن أثناء تصدي الفلسطينيين لعدوانهم.
كما اقتحمت قوات الاحتلال عدة منازل في جبل المكبر بالقدس المحتلة، تزامنا مع شنّ حملة اعتقالات واسعة نفذتها في الضفة الغربية، طالت عدداً من الفلسطينيين.
في حين اقتحم عشرات المستوطنين، أمس، ساحات المسجد الأقصى المبارك، من جهة “باب المغاربة”، بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي، وانتهى إلى باب السلسلة، حيث نفذ المستوطنون جولات استفزازية، خاصة في المنطقة الشرقية من الأقصى التي يتواجد بها مصلى باب الرحمة.
وأفادت الأنباء الفلسطينية بأن “قوات الاحتلال أقدمت على قطع أنابيب ثلاجات المياه الموجودة في مصلى باب الرحمة، حيث وجد حراس المسجد أن أنابيب المياه الموجودة على بوابة المصلى قد قطعت عمداً من قبل جنود الاحتلال”.
وتسعى سلطات الاحتلال للسيطرة على المنطقة الشرقية من المسجد الأقصى، وتحديداً باب الرحمة، وتمنع ترميمها وتبليط ساحتها، وتحاول تهويدها وإقامة كنيس يهودي في المكان.
وكانت قوات الاحتلال قد أغلقت عام 2003 مصلى باب الرحمة بحجة استخدامه من قبل لجنة التراث الإسلامي لأنشطة سياسية، وبقي المسجد مغلقا حتى عام 2009، فيما قامت، في العام 2019، ومن باب احكام السيطرة عليه، بوضع أقفال على الباب الحديدي الخارجي منه، ولكنها لم تدم طويلا أمام نجاح المقدسيين بافتتاح المسجد وإعادته إلى ما كان عليه قبل 2003.