أطلقت جامعة زايد العسكرية في دولة الامارات العربية المتحدة برامجها العلمية في مختلف العلوم العسكرية والأمنية والمدنية والعلمية والاكاديمية. حيث أعلنت وزارة الدفاع الإماراتية عن إطلاق جامعة زايد العسكرية، التي تهدف الى إعداد وتدريب الجيل القادم من ضباط السلك العسكري والأمني بدولة الامارات، وتأكيداً على التزام دولة الإمارات العربية المتحدة بالاستثمار في الكوادر الوطنية ورفع مستوى التعليم العسكري لبلوغ أرقى معايير التدريب العسكري في مختلف التخصصات.
ويأتي تأسيس جامعة زايد العسكرية بناء على توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بهدف إعداد الجيل القادم من ضباط السلك العسكري والأمني، وتدريبهم وتجهيزهم ليكونوا قادة أكفاء يتمتعون بالخبرات الاحترافية والقدرة على الدفاع عن دولة الإمارات ومصالحها الوطنية وحمايتها.
وتهدف جامعة زايد العسكرية الى تزويد ضباط السلك العسكري والأمني الإماراتيين بالتعليم الجامعي الشامل والوسع النطاق ضمن بيئة عسكرية، إضافة إلى تطوير شخصية المرشحين والارتقاء بقدراتهم وخبراتهم الاحترافية. وتتجسد هذه الأهداف بأن تكون جامعة زايد العسكرية رائدة على المستوى الاماراتي والعربي والإقليمي والعالمي، وأن تستقطب أفضل الكفاءات المتميزة في سبيل خدمة دولة الامارات، وسوف تطبق هذه الجامعة غير المسبوقة أعلى معايير التعليم والتدريب لإعداد المرشحين وحصولهم على أفضل مستويات التعليم الأكاديمي والعسكري.
و كما أشار عضو مجلس الوزراء وزير دولة لشؤون الدفاع معالي محمد أحمد البواردي، ان تأسيس جامعة زايد العسكرية هو عبارة عن فصل جديد من فصول مسيرة دولة الامارات التنموية بقطاع التعليم العسكري، والأصل فيه هنا هو الاستثمار في المواطن الاماراتي واستغلال العقول والطاقات الوطنية الشابة في دولة الامارات العربية المتحدة . ويأتي تأسيس جامعة زايد العسكرية لمواكبة التطور المشهود الذي تشهده دولة الامارات وخاصة في مجال القطاع العسكري. علاوة على الارتقاء بمستوى التعليم العسكري والأكاديمي التخصصي، وصقل قدرات المرشحين وتزويدهم بمختلف المعارف والعلوم والخبرات، تماشياً مع تطلعات دولة الامارات العربية المتحدة وقيادتها، هذه التطلعات التي أُسست انطلاقاً من نهج زايد الخير رحمه الله واقترنت باسمة وذلك من اجل حماية وصون مكتسبات وقدرات وتطلعات دولة الامارات واستكمال مسيرة الدولة في التنمية والبناء على نهج وسيرة زايد الخير طيب الله ثراه.
هذه الجامعة والتي انطلقت للتو بكل عزيمة واقتدار وتطلع الى مستقبل الامارات الواعد والمشرق والمواكب لحركة التطور الحضاري والتكنولوجي والأمني والعسكري، فهي مجال فخر واعتزاز اماراتي وخليجي وعربي، وانعكاس لما وصلت إليه دولة الإمارات العربية المتحدة، من الإنجازات على ارض الواقع بلغ صداها العالم بأسره خلال نصف قرن من الزمان. و يمثل التعليم وإعداد أجيال المستقبل سواءٌ في المجال الاكاديمي العلمي المدني أو العسكري والأمني جزءاً أساسياً من هذه الإنجازات والتي هي مجال فخر واعتزاز لكل الإماراتيين .
ويعتبر انشاء هذه الجامعة العسكرية الوطنية بالمفهوم العلمي والاكاديمي والعسكري و خاصة في منح شهادة البكالوريوس للمرشحين الملتحقين بالجامعة بعد ثلاث سنوات من المحاضرات والندوات والتدريب نقلة نوعية في مسيرة التعليم العسكري ضمن مساعي دولة الإمارات العربية المتحدة لتوفير مستوى تدريب عسكري فائق وإعداد وتجهيز قادة المستقبل، وتعزيز مستوى عالٍ من الانسجام بين ضباط السلك العسكري والأمني من منتسبي وزارة الدفاع ووزارة الداخلية، وترسيخ العمل التكاملي مع وزارات ومؤسسات الدولة ذات العلاقة من خلال تبني رؤية واحدة شاملة في سبيل خدمة دولة الامارات والشعب الاماراتي . وخاصة في ضوء تحديات العصر الحديث التي تواجهها منطقة الخليج العربية والعالم والتي تتطلب كفاءات عسكرية مؤهلة علمياً وعملياً قادرة على تقديم حلول مناسبة تواكب تطورات الاحداث العالمية المدنية والعسكرية. والتي سوف تسهم بها جامعة زايد العسكرية من خلال خريجيها . ولا شك حقيقة أن خريجي جامعة زايد العسكرية سيكونون على أهبة الاستعداد لخدمة دولة الامارات العربية المتحدة، وكذلك الدول العربية الشقيقة إذا اقتضى الحال، حيث لم تتواني دولة الامارات يوماً ما عن تقديم كل الدعم للدول العربية الشقيقة وعلى رأسها الأردن.
و من المعلوم ان جامعة زايد العسكرية في بداية انطلاقها هذا الشهر سوف تستقبل كدفعة أولى ١٠٠ مرشح . حيث تم اختيارهم من بين مجموعة من المتقدمين الذين توجهوا لإكمال مسيرتهم في القوات المسلحة أو الشرطة. وقد خضع المتقدمون لشروط ومواصفات دقيقة للقبول، حيث تم اجتيازهم فحوصات صحية وجسدية وتعليمية، وبذلك استحقوا الالتحاق بجامعة زايد العسكرية. و سوف تستغرق الدراسة مدة ثلاث سنوات، بعدها سيتخرج المرشحون بشهادة بكالوريوس علوم في الدفاع والأمن .
ومن الجدير بالذكر حسب ما صرحت به إدارة الجامعة بأنه تم استقطاب عدداً من الأساتذة والضباط من أصحاب الخبرات في المجالين العسكري والتعليمي لدعم الأهداف الاستراتيجية للجامعة، مع توفير أعلى مستوى من معايير التدريس التي تضمن حصول المرشحين على المهارات العلمية والعملية والميدانية اللازمة بعد التخرج. كما سيتم التركيز على الجانب التعليمي غير العسكري ضمن برنامج الشراكة الاستراتيجية بالتعاون مع أكاديمية ربدان الذراع الفني والتشغيلي للجامعة.
نتطلع هنا في الأردن ان يكون هنالك تعاون وثيق مع بين جامعة زايد العسكرية وجامعة مؤته الجناح العسكرية وتبادل الخبرات في المجالين العسكري والمدني النظري والتجريبي وخاصة جامعة مؤته بجناحيها العسكري والمدني جامعة معروفة على الصعيد العربي والدولي، وتحتضن عدد كبير من المرشحين من الدول العربية الشقيقة والصديقة وتخرج سنويا اعداد كبيرة من الضباط سوآ. في الجيش او الامن العام والذي يشمل الشرطة والدرك والدفاع المدني والامن الدبلوماسي.
ومن المعلوم ان جامعة مؤته أسست عام ١٩٨١بإرادة ملكية ساميه ، وبتوجيهات من المرحوم جلالة الملك حسين طيب الله ثراه، وهي جامعة ذات جناحيين، مدني وعسكري. حيث باشر الجناح العسكري أعماله في عام ١٩٨٤، وفي عام ١٩٨٦ قرر مجلس التعليم العالي إنشاء الجناح المدني في جامعة مؤته إضافة الى الجناح العسكري. حيث تبلغ مساحة الجامعة في موقعها الرئيسي ٤٠٠ الف متر مربع ، وتضم ١٥ كلية، منها ٧ كليات علمية وهي: العلوم والهندسة والطب والصيدلة والتمريض وتكنولوجيا المعلومات والزراعة، و٧ كليات إنسانية هي: الآداب والأعمال والحقوق والشريعة والعلوم الاجتماعية والعلوم التربوية وعلوم الرياضة، وكلية للدارسات العليا، بالإضافة لعمادتين، هما: عمادة البحث العلمي، وعمادة شؤون الطلبة، وتطرح الجامعة أكثر من ١٠٠برنامج أكاديمي ، منها برنامج على مستوى البكالوريوس، وبرنامج على مستوى الماجستير، وبرامج على مستوى الدكتوراه، وبرنامج واحدًا على مستوى الدبلوم العالي.
نتمنى لجامعة زايد العسكرية كل التوفيق والنجاح، وان تسهم في تحقيق الأهداف التي أنشأت من اجلها في خدمة دولة الامارات العربية المتحدة الشقيقة على المستويين العسكري والمدني. ونتطلع لنشاهد على ارض الواقع بمشيئة الله التعاون المشترك بين جامعة زايد العسكرية و جامعة مؤته الجناح العسكري لما يصب في مصلحة البلدين والتعاون ما بين القوات المسلحة و كليات الأركان بين البلدين الشقيقين دولة الامارات العربية المتحدة الشقيقة والأردن، و الله ولي التوفيق .
وكالة كل العرب الاخبارية