وكالة كل العرب الاخبارية
اعتبر خبراء أوبئة أن تأثيرات المتحور الخفي لأوميكرون السائد في العالم حاليا كبيرة، ومن شأنها أن تغير الخريطة الوبائية المحلية.
وأشاروا في تصريحات منفصلة لـ “الغد” إلى أن على وزارة الصحة تفعيل البروتوكولات العلاجية لمرضى كورونا، ومنها مضادات الفيروسات وعلاج ميرك الإنجليزي، وليس انتظار الدواء الذي تعتزم شركة فايزر إنتاجه في آذار (مارس) المقبل.
واعتبروا أن من شأن الانتشار الكبير للإصابات غير المسبوقة أن يثير حالة من الفوضى ويعطل الأعمال، مشددين على ضرورة أن تتنبه خلية أزمة كورونا إلى تلك التداعيات والتصدي لها.
من جهته، قال مستشار رئاسة الوزراء لشؤون الصحة وملف كورونا الدكتور عادل البلبيسي، أمس، أنه “لا داعي للخوف والهلع من المتحور الفرعي BA2″، مؤكدا أن وزارة الصحة قادرة على اكتشاف المتحور الفرعي، ولافتا إلى أنه “ليس متحورا جديدا”.
وأضاف البلبيسي، أن فحوصات وزارة الصحة قادرة على كشف المتحورات الجديدة من أوميكرون BA2 وBA1، موضحا أن علاج كورونا ينطبق على المتحور الفرعي، كما أن الإجراءات الوقائية هي نفسها.
وأشار إلى أن المتحور الجديد موجود في أكثر من 70 دولة وهو جزء من أوميكرون الأصلي.
من جانبه، قال عضو اللجنة الوطنية لمكافحة الأوبئة، الدكتور بسام حجاوي إن ذروة الموجة الرابعة ستكون خلال الأسبوعين القادمين، وقبل بدء الفصل الدراسي الثاني لطلبة المدارس والجامعات، مرجّحا أن يبدأ المؤشر بالانخفاض بعد ذلك.
وأضاف حجاوي أن الأحوال الجوية ساهمت بانخفاض أعداد الإصابات خلال اليومين الماضيين، مؤكدا أنها ستعاود الارتفاع بعد عودة الحياة الطبيعية، فيما دعا المواطنين للعودة إلى التطعيم لكسر حدة الموجة.
وبيّن أن نسبة الفحوصات الايجابية وصلت خلال الأسبوع الوبائي الماضي إلى 21 %، يشكل متحور أوميكرون 80 % منها، مشيرا إلى أن الاصابات سترتفع خلال الأسبوعين المقبلين.
وقال حجاوي إن نسبة إشغال الأسرّة سترتفع أيضا خلال الفترة المقبلة بسبب ذروة الموجة، مؤكدا في ذات السياق أن الارتفاع الحالي لا يشكل ضغطا على المنظومة الصحية.
غير أن استشاري الأمراض الصدرية والتنفسية والعناية الحثيثة الدكتور محمد حسن الطراونة اكد أن من شأن المتحور الفرعي الجديد (اوميكرون الخفي) أن يغير الخريطة الوبائية في المملكة، لافتا الى ان الاصابات ستزيد في الفترة المقبلة بأعداد غير مسبوقة.
وتابع الطراونة أن ما يستدعي القلق هو انتشار الاصابات الكثيرة وتأثيراته على المنشآت الصحية والكوادر العاملة فيها.
واعتبر أن من مهمة إدارة أزمة كورونا تقليل أعداد الوفيات، وتوفير العلاجات الحديثة واعتمادها لعلاج للمرضى وليس انتظار علاجات شركة فايزر التي ربما يتم إحضارها في شهر آذار (مارس) المقبل.
ولفت إلى أن هناك علاجات “ميرك” الإنجليزية ومضادات الفيروسات التي استوردتها إحدى الشركات المحلية، مشددا على أهمية استجابة الحكومة السريعة في ظل هذه الظروف الاستثنائية.
وبين أن خطورة المتحور الخفي تكمن في تأثيره على المنظومة الصحية وحالة التعطيل التي يسببها، اضافة الى حالة الفوضى التي قد يخلقها الانتشار الكبير للمتحور الفرعي وتأثيراته على الاقتصاد والأعمال والخدمات.
وكان مختبر بيولاب الطبي أكد بأنه ومن خلال مركز رصد السلالات المتحورة لفيروس كورونا التابع للمختبر، قام برصد أول حالتين بالمتحور الفرعي الجديد لأوميكرون في الأردن.
وصرح رئيس الفريق البحثي في المختبر الدكتور عيسى أبودية بأن الحالتين تم رصدهما من خلال البروتوكول الخاص برصد المتحورات في المطار، والتأكد منهما على ثلاث مراحل كان آخرها إجراء فحص التسلسل الوراثي، الذي ساعد على فك الشيفرة الوراثية للفيروس بالكامل، بالإضافه إلى تحميل الشيفرات الوراثية للحالتين على المنصة العالمية GISAID لغرض مشاركتهما مع المختصين في سائر أنحاء العالم، ولتكونا أول شيفرات وراثية لأوميكرون من العالم العربي تُنشر على المنصة.
من جانبه، قال الدكتور عميد عبد النور المؤسس والرئيس التنفيذي لمختبرات بيولاب، إن مختبراته قادرة على فك الشيفرات الوراثية لفيروس كورونا وتحليل بياناته ونشرها على المنصة العالمية بسرعة وكفاءة منقطعتي النظير، الأمر الذي مكّن الأردن من أن يكون أول دولة عربية تتمكن من رصد “أوميكرون” ونشر شيفرته الوراثية عالمياً.
كما أكد الدكتور عبدالنور بأن التنسيق جارٍ بشكل حثيث مع الجهات الحكومية لعزل مثل هذه الحالات ومخالطيها للحد من انتشار المتحور الجديد في المملكة.
وأضاف أن مختبر بيولاب سيستمر في التعاون مع الجهات المختلفة لتوسيع هذه القاعدة من البيانات، من أجل المساعدة في السيطرة على انتشار الفيروس في الفترة المقبلة.
وحول تأثيرات الانتشار قال إن نسبة زيادة الانتشار للمتحور الفرعي لا تتجاوز 1.8 % عن المتحور الرئيس أوميكرون وهو أمر لا يثير القلق.
إلى ذلك، سجلت وزارة الصحة أمس، 24 وفاة و166226 إصابة جديدة بكورونا، فيما بلغت نسبة الفحوصات الإيجابية 28.7 بالمائة.