المزيد
سأزوركم بيت بيت ..دار دار.. زنكة.. زنكة

التاريخ : 15-01-2013 |  الوقت : 11:24:48

وعدت نفسي وعداً قاطعاً حين يسقط النظام سأعتلي جبل قاسيون ...تماماً مكان المدفع الذي كان موجهاً لقتلنا كل ثانية و أصرخ بأعلى صوتي من فوق: يا أهلي و ناسي ... يا أولاد بلدي .. أنا منذ أول شرارة في ثورتكم ـ ثورتنا عرفت بقلبي و عقلي ( من أنتم ) ... نعم عرفت ...
و أنا معكم منذ البدء كنت و سأبقى...نظيفة كدمائكم و دماء أحبتكم التي سقت الأرض كرامة و شرفاً .... و أيديكم التي لوحت للحرية رغم القيود الثقيلة... و التي خطت أروع ما قيل عن الحرية ...
فقط حين يسقط النظام سأزوركم يا أصدقائي الثوار .. بيت بيت ... دار دار ...زنكة زنكة ... أقبل مداس أقدامكم الطاهرة, و أقلع عيون حساد الثورة بلمتنا و جمعتنا على صحن زيت و زعتر و كاسة شاي وقطعة جبنة أو كاسة متة ... سآكل الثرود أو الثريد بيدي من أطباقكم دون ملاعق... و أفترش أراضيكم و أتمنى أن أشارككم حلوكم و نصركم بعد الموت الذي ذقناه علقماً مراً...
عهداً علي سأمرغ وجهي و أتيمم بتراب شهداء بلدي و أنظف نفسي بها من كل الآثام و الذنوب التي اقترفت طوال العمر... فقط حين يسقط النظام.
************
يحصل كل فترة أن نسمع أو نقرأ خبر استغاثة أو طلباً موجهاً إلى الجهات الإنسانية أو المنظمات الدولية أو الصليب الأحمر مثلاً للتدخل و المساعدة الفورية لإنقاذ المعتقلين السياسيين و الثوار و المعارضين لما يعانون في سجون و أقبية النظام من سوء معاملة ... إهانات ... تعذيب... تجويع ... تفشي أمراض معدية من قلة النظافة ونقص المنظفات الصحية و الأدوية ...
تأخذهم الحمية و الشهامة و الرأفة بمعاناة أولئك فيطلبون ... ولكننا جميعاً نعلم ماذا يحصل ...!!!
أولاً أزلام النظام يرفضون بحزم و لا يسمحون بذلك ... يظلون يماطلون و يماطلون ولا يتركون مجالاً للتدخل لأنهم سيًكشفون و تكشف معاملتهم الشنيعة, و يعرف عن المعتقلين كل الخفايا , و إن أبدوا حسن نية و وافقوا تراهم قبل يوم أو يومين مثل خلايا النحل مشغولين بلا توقف ... يهيئون المعتقلات لاستقبال تلك الجهات... يُرحّلون مئات من المعتقلين المرضى و واهني الأجسام و أولئك الذين يوشكون على الموت إلى أماكن أخرى بعيدة عن عيون المواطنين السوريين كي لا يفتضح أمرهم, أو أقبية عميقة تحت الأرض مجهزة مسبقاً لمثل هكذا حالات .... و كثيراً ممن شهدوا الترحيل قالوا إن مصير هؤلاء إبادة ... إعدام ... أو إرجاعهم بعد فترة بحالة أكثر سوءاً بكثير من وقت الترحيل ليعانوا موتاً بطيئاً قاسياً
***********
كلّما اجتمع المثقفون و المعارضون في الداخل و الخارج كان محور أو أهم مادة يتكلمون عنها هي الأخطاء التي يرتكبها الثوار على الأرض... يلومونهم و يدينونهم..
للمرة المليون نقول كل ثوار العالم يخطئون... هم كغيرهم ليسوا آلهة و لا أنصاف آلهة ... هم بشر ... سُلبت منهم حريتهم و كرامتهم و اغلبهم فقد الكثير.. الكثير مما يملك ليس فقط من زرع و ضرع و أرض ومال بل أهل و أحبة و جيران و أصدقاء ... و لم يبق لديه إلا القليل أو ما يخاف عليه ...
أنا لا أبرر سقطاتهم و لا أخطاءهم التي ارتكبوها, و لكن هم بكل بساطة بشر يواجهون آلات ظلم وتعذيب و قسوة من قصف و ذبح و نهب و اغتصاب ...فكيف يمكنهم أن يعتصموا عن ارتكاب الخطأ و الوقوع فيه... ؟؟!! ربما لو كانوا يواجهون بشراً... أي بشر مهما كانت طينتهم لتغير الوضع و لترفعوا عن كل ما وقعوا فيه من أخطاء.



تعليقات القراء
لايوجد تعليقات على هذا الخبر
أضف تعليق
اضافة تعليق جديد

الحقول التي أمامها علامة * هي حقول لابد من ملأها بالبيانات المطلوبة.

:
:
:
 
أخر الأخبار
اقرأ أيضا
استفتاءات
كيف تتوقع نهاية الاحداث الجارية في قطاع غزة؟



تابعونا على الفيس بوك