المزيد
قميص عثمان ... جدلية الغرب والإرهاب

التاريخ : 11-02-2013 |  الوقت : 07:37:34

 

قال : الرئيس الفرنسي هولاند في كلمة مقتضبة يوم الجمعة الماضي 11 / 1 / 2013 م  " إن بلاده ستقف بالمرصاد للإرهابيين ، حتى يحضى الشعب المالي بحقه بالعيش بسلام " إنتهى الاقتباس .

   هذا إذا علمنا أن الخوف من وصول الاسلاميين إلى الجنوب المالي أي العاصمة ، مما يهدد بقيام إمارة إسلامية في المنطقة ، هو محور الخوف الغربي . وعليه فقد تألمت فرنسا لحالة عدم الاستقرار التي تعيشها مالي ، وقررت التدخل العسكري المباشر بالتعاون مع قوات أوروبية لصد المجموعات المسلحة الراديكالية .

   والجدير بالذكر أن هذا التواجد الغربي لم يحتاج إلى غطاء أممي من قبل مجلس الأمن أو حتى الناتو . وهذا قادنا للتساؤل كيف يرى العالم الغربي البؤر المتوترة في العالم العربي والاسلامي ؟

     وبأي ميزان يكيل الاعتبارات والضرورات للتدخل وحجمه في هذه البؤر وكيفية التدخل ؟

    إن ما جرى منذ عقود في فلسطين الجريحة من إحتلال وقتل وتشريد وتهويد وسلب لوطن بكامله من قبل عصابات إرهابية بدعم وغطاء غربي ودولي وقيام ما يسمى بدولة إسرائيل العنصرية  ، الخنجر الذي غرس في قلب العالم العربي والاسلامي ، وما تبعه من ويلات وحروب وإنتكاسات قاتلة للدول وليدة إتفاقية سايكس بيكو والتي ما زالت لغاية اللحظة تجر نفسها بخطوات ضعيفة مضطربة سياسياً وإقتصادياً وذلك لفقر المقومات الأساسية لقيام الدول والممالك عبر تاريخ الانسانية . هذا بالنسبة لدول المشرق العربي ، أما فيما يخص دويلات المغرب العربي فقد قامت ببطولات في مقاومة الاستعمار الأوروبي وقدمت الملايين من الشهداء طلباً للتحرر والاستقلال من براثن الاستعمار ، ونالت استقلالها تباعاً  وبأشكال متفاوتة من حيث طبيعة المستعمر ودرجة المقاومة وشدتها .

   ونالت استقلالها ولكن بقيت تبعيتها للدول المستعمرة بشكل أو بآخر سياسياً واقتصادياً ، وهذا نجاح آخر للقوى الغربية بزيادة الهوة بين دول المشرق العربي ومغربه من حيث السياسات والمواقف تجاه أزمات المشرق العربي وخاصة القضية الفلسطينية .

   وهنا برزت في العالم العربي الحركات والأحزاب والتنظيمات المختلفة  من حيث الفكر والاستراتيجيات والأهداف فمنها التقدمي ومنها الاسلامي ومنها الوحدوي وحتى الليبرالي. وأغلبها لها إرتباط بشكل أو بأخر بالعالم الغربي وما به من تنافس وخاصة بين القوى الكبرى ، متمثله بمعسكريه الشرقي بزعامة الاتحاد السوفياتي سابقاً والغربي بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية . فبعد نشوء ما يسمى بالمعسكر الاشتراكي وصراعه التاريخي مع المعسكر الرأسمالي ، ولأهمية الموقع الاستراتيجي للعالم العربي وتنافس المعسكرين على التواجد        والتغلغل في أركانه لزيادة المكاسب الاستراتيجية لكلا المعسكرين وبالاخص ظهور أقوى سلاح استراتيجي وهو النفط في معظم العالم العربي وخاصة دول الخليج وحاجة العالم إليه بشكل متزايد .

   وهكذا تفتت العالم العربي للمرة الثانية بين المعسكرين ، وبدأت الحركات الراديكالية بالظهور وبالاخص ذات الطابع الاسلامي لمواجهة المد الشيوعي الذي وجد له أماكن عدة وحاضنات في عدة دول عربية  وإسلامية .

   وما زالت لغاية اللحظة هذه الحركات الراديكالية هي من تعطي قميص عثمان للغرب للتدخل في أي بقعة بالعالم العربي والاسلامي ، تحت ذريعة مقاومة الإرهاب . وهذا ما حصل في العراق وأفغانستان بالتدخل بشكل مباشر ، والسودان بما عاناه من عقوبات اقتصادية وعزلة سياسية وما ترتب عنه بفصل الجنوب عن الدولة الأم .

     وموضوع الإرهاب شائك وطويل من حيث نشأته ودوافعه وتمويله وإرتباطه بالأجهزة الإستخباراتية للدول العظمى .

   ومن هنا نعود للتدخل الفرنسي والأروبي منعاً لتدهور الأوضاع الإنسانية في مالي . ونتسائل   هل الإنتهاكات التي قام بها الإنعزاليون في مالي أشد مما قام به النظام السوري في قتل المدنين بالمدافع والطائرات وقذائف الهاون ؟ والعالم كله صامت ولم يتدخل حتى بفك النزاع بإرسال قوات حفظ سلام على الاقل . بل حتى على الجانب الانساني والإغاثي فحجم المساعدات لا ترقى لحجم الويلات التي يعانيها الشعب السوري داخل سوريا وفي مخيمات التهجير ووضعها المأساوي .وقبله منذ عقود حتى هذه اللحظة الشعب الفلسطيني الذي عانى الشتات والتهجير وسلبت أرضه وبقي مستقبله مجهول لغاية هذا اليوم .

   من هذه المعطيات البسيطة نجد أن ما يحدث من إضطرابات وبقاء التوتر في العالمين العربي والإسلامي هو لخدمة إسرائيل الكبرى لا غير وهذا يقودنا إلى أن هناك حركات وتنظيمات عربية وإسلامية بل وحتى أنظمة عربية تعمل بطرق شتى لصالح التواجد والتوسع الاسرائيلي في العالم العربي وخاصة الانظمة الشمولية التي عبر تاريخا ليس لها إنجازات سوى قتل وإعتقال وتجهيل وتجويع وإذلال شعوبها . بلإضافة للقرار الغربي المتواطيء علناً مع الكيان الصهيوني العنصري الغاشم .

حسين المعايطة

سكرتير تحرير

وكالة كل العرب الاخبارية

Zaid-5431@hotmail.com



تعليقات القراء
لايوجد تعليقات على هذا الخبر
أضف تعليق
اضافة تعليق جديد

الحقول التي أمامها علامة * هي حقول لابد من ملأها بالبيانات المطلوبة.

:
:
:
 
أخر الأخبار
اقرأ أيضا
استفتاءات
كيف تتوقع نهاية الاحداث الجارية في قطاع غزة؟



تابعونا على الفيس بوك