المزيد
هذه المأساة تحدث على ارضنا

التاريخ : 12-01-2013 |  الوقت : 11:19:10

من ارض الاردن انطلقت مواكب المساعدات الانسانية الى بقاع الارض، الى غزة سارت القوافل عشرات المرات ، الى افغانستان وباكستان وغرب افريقيا والى اماكن من كثرتها يعجز الأردنيون عن تعدادها ، قوافل بالشاحنات واخرى بالطائرات ، حتى اصبحت قوافل الخير جملة متداولة شعبيا مثل وصف النشامى .

لهذا تتملكنا الدهشة من غياب هذه القوافل ونحن نرى مأساة مخيم الزعتري تحدث على ارضنا ولا نرى هذه القوافل تقطع المسافة القصيرة بين عمان والزعتري ، واكثر ما يزعج هذا الغياب الرسمي عن الكارثة . في الاردن مصانع لصوبات التدفئة كان يفترض ان تستنفر لمد سكان الزعتري بها وبالكاز والغاز ، وفي الاردن مخازن من ( الحرامات) في القطاع الخاص ويفترض ان يكون كذلك في القطاع العام .

في الاردن ( بلد الخير والقوافل الانسانية ) جمعيات وإمكانيات وخبرة لا حصر لها من اجل حملة خير وطنية تقودها الحكومة ويتقدمها الاعلام والمساجد من اجل جمع التبرعات العينية من غذاء ودواء وملابس لمساعدة ضيوف أرادوا ان يهربوا من مقصلة الديكتاتور ليجدوا زمهرير الصحراء مختلطا ببرد الموجة القطبية . انهم سوريون الا تذكرون هم من بلاد الشام التي اليها ننتمي ، اخوة واشقاء لجأوا الينا في عسرة لا مثيل لها !!

اين هو وزير الخارجية ؟ لماذا لم يبادر الى عقد مؤتمر صحفي منذ بداية المأساة لوضع المجتمع العالمي والأمم المتحدة امام مسؤولياتهم ، مؤتمر يقول فيه : الاردن ليس صحراء انما فيه المصانع والمستودعات لمد اللاجئين وبسرعة بكثير من احتياجاتهم وما عليكم الا الإسراع برصد اموال لهذا الغرض تعجز عنها خزينة البلاد ! . الامم المتحدة والولايات المتحدة و السعودية و قطر تستطيع ان تساهم وبسرعة في اقامة جسر جوي لمواجهة غرق اكثر من ٦٠ الف بينهم أطفال ونساء في الماء والمرض والبرد وكان على الوزير ان يضع كل دولة وبالاسم امام مسؤلياتها في التصدي لحالة الزعتري غير الانسانية ، لا ان يترك الاردن في مواجهة اللوم وإشاعة صورة سلبية عنه ، اين هم أصدقاء سوريا الم تكن مناسبة للوزير للقول لهم قوموا بواجبكم .

لا يمكن لنا ان نعرف حتى لو قلبنا الامر من جميع وجوهه ان نفهم لماذا هذا الصمت السياسي والإعلامي على كارثة الزعتري ؟ فقط ما نعرفه ان بلدنا اصبح في صدر نشرات الفضائيات وهي تصور (مأساة الزعتري في الاردن ) فماذا سيكون عليه الحال لو فتحنا عيوننا ذات صباح على عشرات الآلاف من اللاجئين يعبرون الحدود هربا من كيماوي الاسد ؟.



تعليقات القراء
لايوجد تعليقات على هذا الخبر
أضف تعليق
اضافة تعليق جديد

الحقول التي أمامها علامة * هي حقول لابد من ملأها بالبيانات المطلوبة.

:
:
:
 
أخر الأخبار
اقرأ أيضا
استفتاءات
كيف تتوقع نهاية الاحداث الجارية في قطاع غزة؟



تابعونا على الفيس بوك