أبدت وسائل الإعلام البريطانية والأمريكية اهتماماً استثنائياً بالقرار الملكي السعودي الذي يقضي بتعيين عدد من النساء في مجلس الشورى لأول مرة في تاريخ المملكة، وهو ما أجمعت غالبية الصحف على أنه يمثل تحولاً كبيراً باتجاه منح المرأة مزيداً من الفرصة للمشاركة في صنع القرار والمشاركة في الحياة السياسية بالسعودية.
وكان خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز قرر تعيين 30 امرأة في مجلس الشورى، من أصل 150 عضواً هم إجمالي عدد أعضائه، وذلك بعد أن تم تعديل القانون المنظم للمجلس ليتضمن منح المرأة السعودية "كوتا" في المجلس بنسبة 20% من إجمالي أعضائه. وهذه هي المرة الأولى في تاريخ المملكة الذي تشارك فيه النساء في مجلس الشورى الذي يمثل واحداً من أهم المؤسسات في المملكة.
حريات أوسع
ووصفت الـ "فايننشال تايمز" البريطانية القرار الملكي السعودي بأنه "الأكثر أهمية في مجال منح المرأة السعودية مزيداً من الحقوق"، مشيرة الى أن مشاركة المرأة السعودية في مجلس الشورى "يمثل خطوة مهمة في سعي النساء السعوديات للحصول على حريات أوسع".
ونقلت الصحيفة البريطانية عن المحامية السعودية والناشطة في مجال حقوق المرأة هتون الفاسي قولها: "إن القرار إيجابي جداً.. لقد تبنى الملك نظام الكوتا من أجل ضمان تمثيل المرأة في المجلس، وهو أمر بالغ الأهمية".
كما نقلت عن الكاتبة السعودية هالة الدوسري قولها "إنها خطوة مهمة أن يتم إشراك المرأة في النقاشات المتعلقة بالشأن العام"، وأضافت: "بالنسبة للنساء الناشطات سوف يصبح لديهن قدرة أكبر على الوصول للناس لأن مجلس الشورى يتمتع بقبول اجتماعي".
أما جريدة "الغارديان" البريطانية التي نشرت تقريراً موسعاً عن القرار الملكي السعودي فنقلت عن الناشطة وجيهة الحويدر قولها إن "إشراك المرأة السعودية في مجلس الشورى من شأنه المساعدة على تغيير نظرة المجتمع للمرأة".
وأضافت الحويدر: "الرجال يستطيعون في النهاية تقديم احترام أكبر للنساء عندما يشاهدونهن يلعبن نفس الدور الذي يقوم به الرجال".
وقالت "الغارديان" إن قرار إشراك المرأة في عضوية مجلس الشورى سيمنح المرأة فرصة لتمثيل نفسها، وسيصبح صوتها مسموعاً أكثر في المملكة.
وقال محرر شؤون الشرق الأوسط في "ديلي تلغراف" روبرت تايت إن السلطات السعودية بدأت على الفور تنفيذ القرار الملكي، حيث بدأ العمل في إعداد قاعة خاصة بالنساء في مبنى مجلس الشورى بالعاصمة السعودية الرياض، كما بدأ العمل من أجل تثبيت نظام تواصل خاص يضمن للنساء المشاركة في كافة جلسات المجلس وإبداء آرائهن ومواقفهن، مع البقاء في الأماكن المخصصة لهن. كما بدأ العمل لتجهيز قاعة خاصة بالنساء لأداء الصلاة في وقتها، أسوة بالرجال من أعضاء المجلس، عندما يتم رفع الجلسات لأداء الصلاة. وقالت "ديلي تلغراف" إن القرار الملكي السعودي بإشراك المرأة في مجلس الشورى يعبر عن رغبة في التغيير.
سماع صوت المرأة
كما أبدت الصحافة الأمريكية هي الأخرى اهتماماً بالقرار السعودي، حيث قالت "نيويورك تايمز" إن "صوت المرأة أصبح مسموعاً في نقاشات مجلس الشورى السعودي"، مشيرة إلى أن المرأة السعودية ستشارك اعتباراً من الآن في مناقشة القوانين والقرارات المهمة لبلادها، وذلك لأول مرة في تاريخ المملكة.
وقالت الصحيفة الأمريكية إن القرار الجديد أشاع أجواء من التفاؤل في المملكة. كما نقلت "نيويورك تايمز" عن الوزير السعودي السابق إياد مدني قوله "إن شمول المرأة في المجلس يمثل تأكيداً على مشاركتها في العملية السياسية".