يتحدث كثيرون عن الثورات و ما يحدث فيها ... و دائماً يقولون : انظروا إلى الثورة الفرنسية حين يريدون المقارنة، و يقولون: كفى أيها الثوار ألا يكفكم ما شاهدتموه في لبنان و العراق و ليبيا .... هم دائماً يخاطبون الثوار على الأرض و المعارضة، ولا يخاطبون النظام.
و يعتقد الناس أن الثورة يجب أن تصعد بخط مستقيم إلى الأعلى دون انحناء أو زلات....
كلنا يعلم أن ما يحصل في ثورتنا السورية يحصل في كل ثورات العالم ...نجاح ...فشل ... إرهاصات... صمود... تحدِ.... فشل... انزلاقات و أخطاء، هي ثورة بكل المعطيات و ليست حراكاً كما يسميها البعض خجلا أو خوفاً و جبناً.
من يعتقد أو يحسب أو يظن لوهلة أن ثورتنا السورية قامت بلا فائدة هو أعمى القلب و البصيرة قبل البصر، فهي التي أكّدت و تؤكد لنا كل يوم و للعالم جميعاً و بدون مزاودات أن لا شيء يمكن أن يفرق السوريين مهما استخدم بحقهم من وسائل، و أن الطائفية لا وجود لها و لن تكون، إلا عند بعض الجاهلين المرضى و أصحاب المصالح الكبيرة، و كل من قام بفعل شائن تحت اسم أو غطاء الطائفية هو ليس سورياً، إما غريب دخيل أو مريض، و هذا ما لاحظه أغلبنا منذ بداية الثورة.
نحن السوريون لُحمة واحدة لنسيج جميل محبوك بتماسك بألوان مختلفة، لا يمكن فك خيوطه و تخريب ألوانه بالسهولة التي يعتقدها النظام أو غيره من الأغبياء أصحاب المصالح.
ثورتنا تثبت كل يوم أنها ثورة حية ..و هي لا تشبه إلا نفسها ...لأنها متميزة بسوريتها رغم كل الهدر من عمرها و الدم و الموت و السم الزعاف الذي شربه أهلها من كل الجهات.
********
لا أحد منّا كبشر أو كسوريين يعتقد أن قوة السلاح و العنف و الإرهاب ستلغي الآخر و تكم الأفواه و ترجع سوريا إلى ما قبل انطلاق الثورة .
لا يمكن للقوة بعد اليوم أن تتفرد بالسلطة و اتخاذ القرارات و إلغاء الآخر....لأن الآخر هو الشعب الممتد على مساحة سوريتنا... الشعب الذي لم يعد خائفاً من الموت، أتراه يخاف من قول كلمة الحق و إبداء رأيه أمام الطغاة المستبدين و قول
( لا ) لأولئك الذين يشهرون السلاح بوجهه فقط ليسدوا فمه و يلغوا كلمته!!!!
السوريون و لأنهم يؤمنون بأن القوة زائلة حتماً و لو بعد حين تراهم يموتون تباعاً دون عد أو حساب، و يقدمون أجسادهم قرابين طاهرة... هم يعرفون تماماً أن موتهم سيسحب السلاسل الصدئة من أيدي الطغاة لتلف على رقاب أولئك الذين مازالوا يعتقدون أن الحرية تخصهم وحدهم لأنهم يملكون السلاح!!!