بدأت أولى طلائع المخيّمين بالتوافد إلى الدهناء (شرق العاصمة الرياض)، حيث تغصّ المنطقة بالمخيّمين في مثل هذه الأيام، ويصلون إلى الذروة في إجازة الربيع التي تبدأ بعد أيام.
يُذكر أن الصحراء تحتل حيزاً واسعاً في وجدان السعوديين، ومع دخول موسم الشتاء تصبح صحراء الدهناء ملاذاً واسعاً للعائلات السعودية وكذلك الشباب، في محاولة للهروب من وطأة الحياة التي تفرضها المدن التي تختنق بقيم وأدوات العيش العصري.
يقول أحد المخيّمين: "نخرج للبر بشكل دائم في هذه الأوقات؛ لأننا نجد فيها ملاذاً آمناً وراحة، خصوصاً بعد جهد كبير في العمل.. أشياء كثيرة تجعلنا نهرب للصحراء".
الإيقاع الهادئ للصحراء يستمد روحه من النار والقهوة العربية الأصيلة، حيث يعيش السعوديون كما فعل الأجداد منذ مئات السنين، يمارسون الهوايات التي تعبر عن الفروسية والحنين إلى الماضي.
ويضيف أحد المخيّمين أن القهوة تعد شيئاً أساسياً طوال الـ24 ساعة، بالإضافة إلى التمر والقصيد، على حد قوله.
ولأن الصحراء تمثل عشقاً كبيراً ومكاناً ترنو إليه البصائر والأفئدة, إلا أنه أيضاً أصبح مصدراً لمليارات الريالات، حيث تنشط تجارة تتعاظم أرباحها مع زيادة الطلب على وسائل التخييم في الصحراء.
وكما يؤكد مسؤول في أحد المتاجر، فإن حجم استهلاك السعوديين للوازم الرحلات ربما يتجاوز المليار وربع المليار، ومن المتوقع أن يصل إلى مليارين خلال السنوات الثلاث القادمة.
ولا يتوقع أن يتراجع زخم الإقبال على الأودية والواحات في السعودية حتى نهاية الربيع, حيث سيلجأ المزيد من السعوديين إلى ماضيهم.