المزيد
انتخابات تهدد الدولة الأردنية

التاريخ : 07-01-2013 |  الوقت : 10:56:06

تبدو الحكومة مزهوة بنفسها كثيرا، وقد أخذتها العزة بالإثم، وهي تسير نحو انتخابات إشكالية وكيدية، انتخابات مناكفة للحراكات الشعبية والعشائرية، انتخابات اتفق عدد من الإعلاميين والسياسيين وحتى مرشحين حاليين على أنها ستكون كارثية على الانتخابات نفسها وعلى القيم الأخلاقية التي قامت عليها الدولة الأردنية.

وكما يقال أن المكتوب يقرأ من عنوانه، فإن تشكيلة المجلس المقبل ستقرأ من خلال بعض الأسماء التي تخوض انتخابات هذا المجلس، وبعض هؤلاء المرشحين كانوا في المجلس السابق وكانوا نقمة وفأل سيء على الحياة السياسية والاقتصادية الأردنية، وهم الذين أغلقوا ملفات فساد ووفروا الحماية للصوص وفاسدين ، وأوصلوا البلاد إلى حافة الإفلاس المالي،ومنعوا إقرار قوانين تدافع عن مصالح المواطن العادي.

كما أن بعض المرشحين الحاليين أدينوا في ملفات فساد، وبعضهم تتردد حولهم اتهامات شبه مؤكدة بأن أموالهم هي أموال منهوبة ومسروقة من قوت الشعب.

ويتهم مرشحون حاليون الهيئة المستقلة والحكومة بعدم القيام بأي دور لمنع تدفق المال السياسي الذي يمر من أمام أعين جميع الجهات الرسمية، ولا يكفي أن يقول رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور أن المال السياسي جريمة يعاقب عليها القانون حتى يتوقف الإنفاق الفاحش على الحملات الانتخابية إلى حد أثار دهشة بعض المراقبين حول حجم المال الذي انفق على مقعد في البرلمان.

إن المرشح الذي يبدأ حياته السياسية بشراء الأصوات والذمم لن يكون إلا نائبا فاسدا، نائبا يمرر قوانين غير عادلة ويمنع إقرار قوانين تدافع عن الوطن ومصالح أبنائه ، سيكون نائبا همه الأول والأخير تعويض المبالغ التي أنفقها بأي طريقة حتى لو تطلب الأمر ابتزاز الحكومات والوزراء .

نفهم أن الحكومة تمنح كل التسهيلات الممكنة لإنجاح الانتخابات ولرفع نسب المشاركة وتشجيع الناس على الانخراط في العلمية الانتخابية بأكملها، لكن ما لا نفهمه هو استسلام الحكومة الكامل لهاجس رفع النسب حتى لو تتطلب الأمر غض الطرف عن المال السياسي وعن ترشح فاسدين ومدانين بقضايا فساد وحملة جنسيات أجنبية.

نتمنى أن تكون الحكومة عاقلة وأن توازن بين حقها في إجراء الانتخابات وبين مستقبل وقيم الدولة الأردنية التي أمن بها وصفي التل وهزاع المجالي وعبدالحميد شرف. أيهم أهم بالنسبة للحكومة : الدولة الأردنية أم انتصارها، أي الحكومة ، في حرب المناكفة ضد قطاع عريض من أبناء الأردن! نتمنى أن نرى انحيازا لقيم وميراث الدولة التي هي أبقى من أي نائب او حكومة.

السبيل



تعليقات القراء
لايوجد تعليقات على هذا الخبر
أضف تعليق
اضافة تعليق جديد

الحقول التي أمامها علامة * هي حقول لابد من ملأها بالبيانات المطلوبة.

:
:
:
 
أخر الأخبار
اقرأ أيضا
استفتاءات
كيف تتوقع نهاية الاحداث الجارية في قطاع غزة؟



تابعونا على الفيس بوك