عمان تئن تحت وطأة العجلات طوال أربع وعشرين ساعة، حيث من الصعوبة المشي في الشوارع الرئيسية والفرعية ومن الصعوبة بمكان أن تقطع شارعا لعدم احترام الإشارات المرورية وخاصة إشارة عبور المشاة (أتمنى إعادة النظر في مخالفة هذه الإشارة وجعلها لا تقل عن 100 دينار اردني أو أكثر).
ولا ننسى اطلاق ابواق السيارات «المزعج» دون سبب ولا احد مهتم بإعطاء الأولوية لسيارات الإسعاف أو الاطفائية أو حتى لشرطة النجدة، ناهيك عن عدم احترام المسارب او أولوية الدوار.
واقع الحال يدفعني للتساؤل هل هناك دراسات تسبق القرارات من قبل أي جهة كانت كل حسب اختصاصه، كاستيراد وسائط النقل، حدود استيعاب الشوارع والتي تقود بالتالي إلى قرارات فتح وتمدد المناطق السكنية والتجارية بشكل سرطاني، مدى التقيد بعدد أماكن الاصطفاف لكل رخصة تجارية، إذا كان هناك إعادة نظر دوريا في مداخل ومخارج بعض المناطق والتي تضخمت سكانيا في السنوات القليلة الماضية لحدود كبيرة، نسبة المساحات الخضراء إلى عدد السكان خاصة في المناطق الشعبية والفقيرة، والتحكم في أعداد وأنواع وسائط النقل العاملة بالأجرة , بمعنى هل لدينا تخطيط مدن مستقبلي أو تطوير حضري؛ علما بأنة نسبة لعدد السكان فنحن مع ضيوفنا بجميع أطيافهم لا نشكل عدد سكان مدينة في دولة ما.
أسوق كل ما ذكرت آنفا (علما بان كل موضوع منها يحتاج إلى تفصيل لوحده)، لابين أن مصر بدأت بتنفيذ مشروع طالما تمنيته في الأردن وهو تحديد وقت إغلاق كل المحال التجارية علما أن التجربة المصرية لن تفيد كثيرا نظرا لتأخر وقت الإغلاق، وما أتمنى على الحكومة هو اخذ الموضوع بعين الاعتبار ليكون الإغلاق الساعة السادسة مساء بالإضافة للجمعة كاملا وتفصيلات أخرى تخص الحدائق العامة لتغلق الساعة الثامنة مساء مثلا أو المطاعم أو دور السينما والمقاهي الخ.
وإذا أمعنا التفكير في هذا القانون المقترح سنجد كم هو مفيد لحل مشاكل مستعصية ليس في عمان فحسب بل في جميع المحافظات منها توفير الطاقة، توفير بيئة أنظف، تلاشي الاختناقات المرورية , فضلا عن انعكاسها ايجابيا على الحالة الاجتماعية بحيث يتمكن الأسرة من الانشغال بنشاطات ثقافية او عائلية بكلف مالية قليلة .
إضافة إلى ذلك افساح المجال امام المواطن من ممارسة رياضة المشي في فترة ما بعد الظهر دون خوف من السيارات المتوحشة والتنفس بهواء لا يحتوي كثيرا من ناتج عوادم سيارات , من شان ذلك أن يخفف من تكلفة الفاتورة الصحية هذا لأننا نسمع جميعا الأطباء المختصين يتكلمون عن نسب إعداد مرعبة لمرضى بأمراض مزمنة جسمية ونفسية نسبة كبيرة من علاجها يعتمد على ممارسة الرياضة وتخفيف الإزعاج أي التلوث الصوتي الذي من الممكن أن يكون سبب من أسباب أمراض القلب.
وارى ان هكذا تفكير يحتاج إلى تطوير قطاع النقل على سبيل المثال لا الحصر، بالتأكيد إذا حصل نظام وقتي في القطاع التجاري ستتضح عيوب النقل و اذ ان كل وزارة النقل منذ تأسيسها لم تستطع تسير حافلات ركاب نظيفة وتقف على محطات معلومة وبوقت منتظم ومعلن ويقودها سائق لبق ويلبس لباسا موحد، ولا يكون مواطن في الحافلة إلا جالس لا واقفا؛ إضافة إلى دفع الأجرة بما يساوي المسافة المقطوعة لكل راكب.
اعتقد أن كل ذلك لن يتم إلا بإلغاء كافة أشكال نقل الركاب في المملكة عدا التكسي والشركات السياحية وإنشاء شركة نقل ركاب واحدة مساهمة مراقبة من قبل الحكومة تستطيع نقل الناس داخل وخارج المدن، وكل هذا سيعفينا من زيادة نسبة السيارات الصغيرة ومن الأفكار الجهنمية ببناء سكك حديدية داخل المدن مزعجة وملوثة أكثر، أو ببناء مسارات الباص السريع الذي لا مكان له في عمان.
واستكمالا لما سبق أتمنى على أمانة عمان استغلال مسار الباص السريع المجمد وحل مشكلته بتحويله إلى مسار للدراجات الهوائية واتمامة حول عمان وخارج عمان إذا أمكن بكلفة بنى تحتية لا تذكر مقارنة.
marwanjw@yahoo.com
عن الراي