مبروك

مبروك فأنت في قائمة النجاة..

شئت أم أبيت فقد اجتزت هذا العام الملون بأيامه كلها. بشقاوتك تغلبت على مكره، وبأحلامك قهرت صفعاته. وصلت إلى خط النهاية حاملا بيدك بداية وفي صدرك خوف.

ربما أنك تلعن هذه السنة ووتتجرع مرارة حسرات مررت بها.. أو ربما تشع عيناك ببريق لا يحده شيئا فرحا بالنعم التي انهالت عليك، وابتهاجا بموسيقى الفرح التي طربت بها مذهولا... أو أنك قد تكون مسرورا لأن هذا العام غفل عنك..غفل عنك وحسب لم يؤذك، لم يحبك، لم يكرهك..

أخبرني، كم شخصا ظلمت هذا العام؟ حسنا فلندع الظلم جانبا. وهل يظلم أحدنا؟ نحن لا نظلم...

كم شخصا جرحت على مر الساعات؟ واحدا؟ اثنين؟ ثلاثة؟ وهل كان الجرح عن سوء أو حسن نية؟ وهل طال النزيف؟ وماذا جنيت أنت مما فعلت؟

هل وقعت؟ لن أسأل فيما إذا كنت رجعت ونهضت لأنك قد رجعت ونهضت ووثبت.

هل شاهت التلفاز؟ هل قرأت الأخبار؟ هل بكيت؟ أجزم أنك كنت مبذرا في ذرف الدموع وأنت تلعن ضعفك وعجزك أمام السجن المعتم الذي يزج فيه العالم شيئا فشيئا.

هل صليت لسوريا راجيا أن يعيدها الله إلى شعبها بسلامة أو لنقل بسلام؟

هل توقفت عن الدعاء لفلسطين؟ ويحك!

هل كثرت الشعوب المشتتة والبلدان الممزقة؟ لا يهم تيمم بالأمل وتخلص من رجس اليأس!

هل تعبت ونويت أن تستدير وتذهب؟ لا لا تفعل فأنت على متن القارب! ما زال في انتظارك الكثير! ما زالت الحياة تحمل المزيد.

الآن أنت في قائمة النجاة! مازال لك دور ومازال لوجودك معنى..مبروك