المزيد
المصالحة والمقاومة أفضل من تسليم المفاتيح لنتنياهو

التاريخ : 30-12-2012 |  الوقت : 07:29:06

لا يتوقع ان يستجيب نتنياهو لتهديد الرئيس الفلسطيني باستلام مفاتيح السلطة الوطنية اذا لم يقم باستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين في اطار ما يسمى بعملية السلام . لان مثل هذا التهديد صدر من رام الله في السابق لكنه لم ينفذ وفي أوقات كان حل السلطة يعني خربطة للأوراق في اسرائيل والمنطقة . 
 يأتي تصريح عباس عن حل السلطة في وقت اصبح فيه الاعتراف الأممي بفلسطين دولة غير عضو جزءا من متغيرات سياسية في العالم تتجه نحو العمل من اجل دولة فلسطينية حقيقية على الارض ( والدليل هو عدد الدول التي صوتت لصالح الدولة ) . وبالتأكيد الرئيس لا يعني ذلك انما هو يعبر عن حالة اليأس التي يمر بها الفلسطينيون في الضفة الغربية وهم يشاهدون الاستيطان اليهودي يبتلع القدس والأرض كل يوم وكل ساعة ، وقد يكون تهديد عباس رسالة تحذير الى دول الجامعة التي أرسلت وفدا الى رام الله للتهنئة بقرار ( الدولة غير العضو ) كما انه رسالة الى أوباما وهو على أبواب ولايته الثانية من اجل الضغط على اسرائيل لوقف الاستيطان والعودة الى المفاوضات .
 من المتوقع ان يعود نتنياهو رئيساً للوزراء بعد الانتخابات وعلى رأس حكومة اشد تطرفا وتعصبا من حكومته الحالية ، فاليمين المتطرف سيظل حتى اشعار آخر القوة الوحيدة المسيطرة على المسرح السياسي ، وهو يزداد اعتمادا على القوى الاستيطانية في الاراضي المحتلة لكي يستمر في الحكم . وبالطبع يعلم الرئيس الفلسطيني ذلك ، واذا كان عليه ان يواجه الحكومة (المتطرفة الاستيطانية ) المقبلة بمواقف جديدة ترتفع الى مستوى التحدي الجديد ، فإنها لن تكون ذات تأثير اذا استمرت الرؤية الحالية في قيادة المرحلة . 
 اذا كان على عباس ان يحدث انقلابا على الوضع القائم في الضفة منذ رحيل عرفات ، فان عليه ان يعمل بتسليم مفاتيح السلطة للشعب الفلسطيني وليس الى نتنياهو ، وبعبارة أدق ان يسلمها الى من سيفوز بانتخابات طال انتظارها ، رئاسية وبرلمانية ، او ان يعيد العمل بالمجلس التشريعي الذي منعته اسرائيل من الانعقاد واعتقلت اغلبية أعضائه . وان يترك لهذا المجلس والحكومة التي تنال ثقته إدارة الصراع مع اسرائيل ، سواء كانت هذه الحكومة من فتح او حماس و الجهاد او منها مجتمعة . 
 الاستيطان والتهويد في الضفة والقطاع وصل مرحلة خطيرة جداً لا تهدد فقط مسألة اقامة دولة فلسطينية انما تهدد بنكبة جديدة ونفي آخر للفلسطيني داخل وطنه ، تستهدف شطب وجوده من على خريطة المنطقة . ان استمرار الوضع الفلسطيني على حاله اكبر هدية للاستيطان . كما ان عدم اجراء تغيير جذري على السياسة الحالية للسلطة يعتبر أهدارا للوقت . 
 لا بد من اعادة بناء الموقف النضالي في مواجهة الاحتلال ، أما انتظار سلام من عملية دفنت منذ وقت بعيد وشبعت موتا فهو خداع للنفس ، وحان الوقت لمراجعة سياسات السلطة السابقة ونظرية حكومة (المقاومة بالاقتصاد وبمساعدات الدول المانحة)التي فتحت شهية الاحتلال على تنفيذ ما لم يكن جابوتنسكي ومناجم بيغن يحلمان به . 
 ما هو افضل من تسليم مفاتيح السلطة الى نتنياهو ، ان يجلس عباس مع مشعل كي ينهيا الى الابد أفكار التمسك بدويلات الاندلس ، وان يعملا وبسرعة على اقامة حكومة واحدة ، تجري انتخابات رئاسية ونيابية ،تدفع الى المقدمة بجيل من السياسيين القادرين على العمل تحت القصف كما في قطاع غزة وبعث روح مقاومة الاحتلال في كل مكان من القدس والضفة الغربية ، على طريق فيصل الحسيني ورياض الشكعة . فدولة فلسطين غير العضو في الامم المتحدة تحتاج حتى تحقق العضوية الكاملة إلى متغيرات على الارض ومجابهات على كل الجبهات مع سلطات الاحتلال وعصابات المستوطنين .



تعليقات القراء
لايوجد تعليقات على هذا الخبر
أضف تعليق
اضافة تعليق جديد

الحقول التي أمامها علامة * هي حقول لابد من ملأها بالبيانات المطلوبة.

:
:
:
 
أخر الأخبار
اقرأ أيضا
استفتاءات
كيف تتوقع نهاية الاحداث الجارية في قطاع غزة؟



تابعونا على الفيس بوك