شاركت بمؤتمر الأمن الإنساني والحراك المجتمعي في جامعة مؤته وكانت إحدى المحاضرات عن الانهيار الاجتماعي والاخلاقي بالعالم العربي كله. فالطلاق يبلغ على مستوى العالم العربي 50%. والعنوسيه بالأردن تصل الى مائة ألف والسبب الأساسي هو الفقر. وعندما إنتهى المحاضر علق رئيس الجلسه وهو أستاذ دكتور بالعلوم السياسيه بالجامعة الأردنيه قدموه كمفكر كبير قائلا : حل العنوسه هو نشر روح التعدد. هكذا فكر المفكر الكبير الذي لا داع لذكر إسمه فليس الغرض التشهير.
بحسب منظمة الصحه العالميه لكل 105 مولود ذكر تولد 100 مولوده انثى. اي ان عدد الرجال أكثر من عدد النساء.
رقم المائة ألف قديم سمعت به منذ زمن بعيد قبل رفع أسعار الغاز مما يعني ان العنوسه نتيجه للفقر بين الشباب ذكور وإناث في إزدياد. ومفكرينا الكبار يحلون المشكله لا بالتفكير بمشاريع انتاجيه لكي يتزوج غير المتزوج بل بتزويج المتزوج أصلا ، الأب، الذي بعد الأربعين تذكر أنه لم يراهق كفايه عندما كان بالعشرين.
التعدد لحل العنوسه يعني ان الغني يتزوج بأربعة في بيوت لا سكن ولا موده فيها، فكيف يكون هناك سكن إذا كانت المرأة تشعر بأن زوجها ليس لها؟ وكيف نحل مشكلة بانشاء مشكلة اكبر؟
وماذا عن الفقير. هو يأكل كميات أقل، ويصاب بهشاشة العظام لعدم قدرته على شرب الحليب، وبفقر الدم لقلة تناوله باللحمه وراضي. وهو يسكن في سكن بارد غير صحي وراضي، وينتظر الباص ساعة بالبرد لأن ليس عنده سياره وراضى ويستحى من ملابسه وراضي والآن مطلوب منه ان يفقع او ان يفسد! لا زوجة ولا أولاد فعليه أن ينقرض ويكون راض. هذا هو حل المفكرين؟
التعدد يعني ان تستبح فتاه لنفسها ان تسرق زوج إمرأة أخرى وتخرب بيت فهي فتاه بلا مبادئ والافضل ان تبقى عانس فلا تتكاثر بالمجتمع.
والتعدد يعني ان رجل متزوج يظن نفسه متاح للفتيات ويفكر بهن وهي خيانه فكريه لزوجته وأولاده.
هو عدم إخلاص فكري سواء عدد أم لم يعدد.
وأسوأ ما في الموضوع أنه يعبر عن نظره ذاتيه من قبل الرجل لنفسه ترتبط بكونه إنسان غير مسئول بشكل حقيقي رغم كونه أب وزوج.
فهو داخليا يشعرأنه يمكن له أن ينظر لأمرأة وهو متزوج بأخرى مما يسبب الكثير المشاكل بالبيوت لأنه لا يتوقف عن المقارنه والإحساس بأنه كان يمكن أن يتزوج بهذه بدلا من تلك فهو لم يرض بما قسم الله له وبما إختاره لنفسه بل هو نوعا ما رجل متوفر. المرأة تشعر بذلك من زوجها فتنفر منه. تفكير الرجل بنفسه كإنسان متاح يعني أن يتخلى الاب ولو جزئيا عن دوره بالتربيه ويتخلى عن دوره كزوج صالح فهو يبتعد بنفسه عنها وعنهم.
الآيه بالقرآن عن الزواج بالارامل من أجل كفل الايتام فهي جواب شرط تم اغفاله ليتزوجوا الصغيرات.
وحتى لو كنت مخطئه في أن التعدد ليس زواج بالارامل فقط فعلى الأقل أن الآيه قطعا هي جواب شرط لأنها فانكحوا وليست إنكحوا.
وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ
إذا أرادوا أن يعددوا فليفعلوا مع الإعتراف بأنهم يفعلون ذلك بسبب حالة مراهقه يمرون بها مع إحساسهم باقتراب رحيل الشباب وحلم بالجواري اللواتي لا هدف لهن بالحياه ولا قيمه الا بوجوده مما يرضي غرور آخذ بالضمور مع ازداد التجاعيد، ولا داع لربطه بالاشفاق على العوانس فليس عندهم هذا القدر من الخيرية الذاتيه أصلا والموضوع يتعلق بهم وليس بالعوانس. الربط فيه جرح لكرامة العوانس وعنف مجتمعي عليهن.
رفعت يدي بختام الجلسه لأرد على المفكر الكبير الا أنه لم يسمح لأحد بالتعليق بسبب ضيق الوقت. الله ستر