المزيد
لبيروت

التاريخ : 07-08-2020 |  الوقت : 10:23:01

وكالة كل العرب الاخبارية

ماذا حل بكِ يا بيروت ؟

ماذا حل بجمالك و سحرك ؟

ما بك تبدين متعبة , حزينة و مستهلكة ؟

انهضي يا بيروت و اقذفي كل من آذاكِ إلى أقاصي بحرك , ارميهم و دمريهم , لا تتركي لهم منفذا من غضبك الساحق .

أنت تستحقين السلام يا بيروت , تستحقين أن يأتي إليكِ الناس من كل نواحي الارض لأنّك أنتِ و الجمال وجهان لعملة واحدة يا بيروت.

يا بيروت لا تدعيهم يجتاحون ترابك المخملي , و بحرك الفيروزي , لا تسمحي لهم بأن يسكتوا موسيقاكِ البديعة و أن يكتموا ضحكاتك الرنّانة.

كان يقال في السابق أن لبنان على وشك الانهيار , أمّا الآن فللأسف قد انهار لبنان , فحتى بحره لم يسلم من الفساد و الخراب و التدمير , في هذا العالم، و في شرق آسيا بالتحديد نجد دولا كثيرة تضم طوائف عديدة قد يصل تعدادها للمئات و قليلا ما نسمع عن اقتتالات داخلية بينها , لكن ما يحدث في لبنان أن الاقتتال الداخلي و المحاصصة قد نهش منظومته من الداخل , فالوطن اللبناني أصبح أشبه بالمزرعة المقسومة بين ورثة مختلفين على حصصهم و الفاسد من يقتطع أكثر و في نهاية المطاف يحصد الألم الشعب المسكين المقتول و المشرد.

الحل الوحيد للمعضلة في لبنان هو اقتلاع المنظومة الفاسدة عن بكرة ابيها , من أصغر موظف يقبض رشوة ليستطيع المراجع مقابلة المسؤول , إلى أفسد شخص يبيع أبناء وطنه ويورّد لهم سلاحا يقتلهم و يبيدهم , لا حلولا لسلام بيروت سوى هذا الحل , فأيّ فرضيات أخرى ستكون حلول مؤقتة و ترقيعية.

إن اخذنا جولة سريعة في القارة الافريقية سنجد و نذهل بأنّ أكثر الدول الافريقيّة التي مزقتها الحروب الاهلية و الاقتتالات تصعد الآن على سلم النهضة و التنمية بشكل متسارع , ألم يحن للبنان أن يضمد جراحه و يستفيق من حمّة الفساد.

والسؤال الأكبر ألم يشبع الفاسد و يملأ جيوبه من قوت الجياع ؟

ألم يشغّل أقاربه في المناصب و يعطيهم رواتب مضاعفة عمّا يستحقون ؟

ألا يستطيع الفاسد أن يشتري قصورا فخمة في كل أنحاء العالم و يغرب بوجه إليها ؟

إذن لِمَ لا يغادر و يترك الشعب الذي لم يفقد الأمل بالرغم من الألم, ليزرع الورد في أعماق القنابل ؟

أو أن بطون الفاسدين لا تمتلئ مهما عجّت بصرخات الجياع, وعقولهم لا تشفى من خطط الغدر مهما غزاها أنين المتألمين ؟

ما يؤلم أكثر أن للفاسدين هالة من المشجعين الذين يقتاتون على فتات النقود التي يرميها لهم الفاسد و يغذي بها جشع نفوسهم , هؤلاء قد يخربوا أوطانهم أكثر من الفاسدين , لأنّهم يقفون دائما في وجه الحرية و الكفاح لضمان بقاء زعيمهم على كرسي الدم الاسود , و دائما ما يحرفون القضايا نحو الزوايا الطائفية و يلعبون على وتر العنصرية ليفرقوا الشعب تحت مظلة متشابكة من سرطانات الزعامة.

الآن هو الوقت المناسب لأن يثور اللبنانيون على الغدر و الفساد بكل ما أوتوا من قوة , عليهم أن يقتلعوا شوك وطنهم بتشابك أيدهم , و يضربوا في التمسك بالأمل أروع الامثلة للعالم بأسره.

وفي النهاية نرسل لبيروت كل الحب و السلام آملين أن نرى الضحكة تغزو ملامحها في القريب العاجل.

 

 


تعليقات القراء
لايوجد تعليقات على هذا الخبر
أضف تعليق
اضافة تعليق جديد

الحقول التي أمامها علامة * هي حقول لابد من ملأها بالبيانات المطلوبة.

:
:
:
 
أخر الأخبار
اقرأ أيضا
استفتاءات
كيف تتوقع نهاية الاحداث الجارية في قطاع غزة؟



تابعونا على الفيس بوك