وكالة كل العرب الاخبارية

عن دار الدراويش للنشر والترجمة صدر ” أماركي في موسم قطاف المطر”، نص شعري، 2020، للشاعر العراقي المقيم في بلجيكا عدنان عادل. وكان الشاعر قد أصدر مجموعته الشعرية الأولى : “متر مربع واحد”، عام 2000 في وطنه الأم العراق، وأصدر مجموعته الشعرية الثانية : “جسد مسمّد بالترقب – أناشيد ضفادع”، عام 2009 عن دار البدايات، ثم نشر روايته : “الحَكَّة”، عام 2016 عن دار السطور، كما أصدر مجموعة شعرية : ” خالق الفقاعات الصابونية”، دار الدراويش للنشر والترجمة، 2019.

مقطع من النص:

اختلطت عندي الزُّرْقةُ بالرِّمالِ والزّحفُ بالطّيران،
حسبتُ الأرض سماءً فطرتُ زاحفًا.
سلاسلُ الضّوءِ
أحالت جسدي إلى دقائق فوتونات هالكة.
نفذتُ إلى النّغمةِ،
فقط كانت الأغنيةُ ترتفع هكذا دون مواساة.
ولأنّني أمارس طقوس الطّيران كلّ لحظةٍ،
سحابةٌ في جوفي نبّهتْني بأنّني مَطَرٌ ولا نهايةَ لي،
أشربُ الغيمةَ من فمِ الله،
على جبينِ الأرض أقضي حاجتي
وأبولُ على الكواكب بالتّساوي.
هذا المساء غاصَ اللّيلُ في فمي.
رقصةٌ مَسّت ذاكرةَ الأشياء.
حيواتٌ في دَمي بَدَت تتخثّر.
شراسةُ الحُبّ تُشَتّتُ فراغي النّبيل،
أعيشُ كالطَّيْفِ تحت أقدامِ السّماء،
لا أتأبّطُ لونًا أو خراء،
الأبيضُ يؤرّقني والليل يتّسعُ بياضًا.

*
ومازالَ العالَمُ قريبًا وبعيدًا،
قريبٌ وأنتَ تلمسه كلّ صباح،
وبعيدٌ وأنتَ تلمحُ انسكاب الجهاتِ على جسدكَ المنتصب.
جهاتٌ مجنونةٌ بالحياة:
في السّابعةِ صباحًا تسقط،
عند الظّهيرة تنكسر،
في منتصف اللّيل تلتئمُ لتموتَ من جديد.
جهات مُخَمَّرةٌ بالرّغبات تنتحرُ قربي،
تتساقط :
الجنوبُ جزيرة مسلّحةٌ بالبعوض.
الشّمالُ شريط جبليٌّ يتناسل
كلّما بدا انقراض القَبجِ وشيكًا.
الغربُ شموسٌ صدِئَةٌ وأنُاسٌ ملوّنِين،
والشّرق قضيّة.
*
منذ صغري وأنا أصطدمُ بالهواء.
أراقبُ على السّبورة
بكتيريا القتل تزحف على الخارطةِ الورقيّة،
تجعل من الجهات جغرافيّةً للتّسكُّعِ
وزاويةً ميّتةً لانكساراتِ التّاريخ،
تُنهي أوجاعَ الحدودِ وتحدّدُ مصائرَ الحقائب.
على وترِ الطّفولة
عزفَ لي المُعَلِّمُ شيئًا من هذا القبيل
ثمّ، من فرط الحنين،
انفجرَ فوق سريرٍ في المنفى، وقيلَ تحت امرأة.

صدور “آماركي في موسم قطاف المطر” للشاعر العراقي “عدنان عادل”