المزيد
"النجاح والإصلاح السياسي والانتصار \" بين رؤيتين بقلم د. ادهم ثابت

التاريخ : 19-12-2012 |  الوقت : 09:57:58

"النجاح والإصلاح السياسي والانتصار " بين رؤيتين عندما يكون الحصول على المنافع والمصالح الشخصية أو الحزبية الضيقة أو تحقيقها وتغليبها على المصالح العامة ومصالح البلاد والعباد ، بل دون أو غياب النظر إليها وفيها هوالنجاح في ذهنية الفرد الاعتيادي فهذا يعني الانية والأنانية والانحراف في التفكير وعدم التمييز بين النجاح الحقيقي والخسارة فيتصور النجاح الوهمي هو نجاحا واقعيا ، فلا يحصل التمييز بين الصلاح والفساد والخير والشر والعدل والظلم ...، وبالتالي الضياع والهلاك في الدنيا والخسران في الآخرة ، وعندما يكون هذا اللون من التفكير والاعتقاد مسيطرا على ذهنية من نصب نفسه إماما ، أو وليا ، أو مرجعا ، أو قائدا ، أو مربيا أو واعظا أو خطيبا، فهنا تكون المصيبة أهول وأخطر لأن قراراته وخطاباته ورؤيته وتقييمه وتشخيصه ستنطلق من قاعدة بُنِيَت على وهم وضلال وانحراف في التفكير تحركها تلك الميول والمصالح الشخصية أو الحزبية ، فيصبح الفشل نجاحا ، والهزيمة انتصارا ، والخسران ربحا ، والصلاح فسادا، والمصالح الشخصية عامة ، وبالتالي ستنعكس سلبا ودمارا على حاضر الأمة ومستقبلها ، ويكون الفقر والجوع والحرمان والقتل وهلاك الناس وخراب الأوطان نجاحا وإصلاحا سياسيا وانتصارا ...!!!، ولقد اجتاحت الساحة العراقية خصوصا بعد الاحتلال الكثير من الرؤى والأفكار والأطروحات التي تبنت الثقافة النفعية الانتهازية ، والنظر بعين المصالح الشخصية أو الحزبية أو الفئوية ، والتي أصبحت هي ضابطة النجاح عند الرموز الدينية والمرجعيات التي سارت في ركب الاحتلال وباركت مشاريعه وسكتت عن جرائمه ، بعد أن كانت تعيش في سبات وصمت في مرحلة ما قبل الاحتلال تاركة الشعب العراقي تحت وطأة الظلم والاضطهاد ...، وبعد نظرة سريعة إلى بعض مواقف تلك الرموز الدينية ومنهم الشيخ اليعقوبي نجده قد صرح بعد انتخابات مجالس المحافظات يوم 4 صفر 1430 المصادف 31/1/2009، وبالتحديد بتاريخ 21 صفر 1430 المصادف 17/2/2009،في بيان خطاب المرحلة (213)... توجهات الناخبيـن أثبتت انتصار مشروع المرجعية ، ما يلي : ( لقد أثبتت توجهات الناس في انتخابات مجالس المحافظات الأخيرة نجاح المشروع الوطني ومبادئ الإصلاح السياسي التي عرضتها المرجعية الرشيدة خلال السنوات الماضية في خطاباتها وأحاديثها، وجاهدت من أجل توعية الناس بها وتثبيتها كمعايير لتقييم المتصدين لإدارة البلاد...،) ، ونحن وبعد الأخذ بنظر الاعتبار أن النَّجَاحُ يعني : الظَّفَرُ وإدراك الغاية ، كانت لنا عدة وقفات نذكر منها : الوقفة الأولى : عن أي نجاح يتحدث سماحة الشيخ اليعقوبي وقد صرح الجميع في حينها إن الانتخابات لم تكن نزيهة ، ولم تخلو من التزوير والخروقات والتلاعب بالنتائج ؟!، الوقفة الثانية : هل النجاح الذي يشير إليه قد تحقق في نظر ورؤية الشيخ اليعقوبي لأن حزب الفضيلة الذي يتزعمه حصل على نسبة من المقاعد والمناصب أثناء عملية التقسيم والمساومة التي أدارتها القوائم المتنفذة والمسيطرة والمتحكمة والمهيمنة على المفوضية العليا؟! الوقفة الثالثة : أي نجاح هذا الذي يتحدث عنه سماحة الشيخ اليعقوبي وقد تم اختيار المفسدين والسارقين ومزوري الشهادات وأصحاب التوجهات الطائفية والمصالح الشخصية ممن لا يفكر في معاناة الناس وضياع الوطن ، ونَقَضَ العهود وأخلفَ الوعود وبانَ كذبه وزيف شعاراته ؟!، وهذا ما اعترف به الجميع حتى مدعي النجاح "الشيخ اليعقوبي" ، بدليل انه يتحدث اليوم عن فساد الحكومة وشخوصها وانه أصيب بخيبة أمل ، فما هذا التناقض والتخبط فبالأمس كان نجاحا وانتصارا ، واليوم صار خيبة أمل وخسرانا ؟!، http://www.albaghdadianews.com/politics/item/21447-AknIjNBn-AklzAL-AkYOnAYOn-AkvDnD-LgnB-kkALAk.html الوقفة الرابعة : أي نجاح للمشروع الوطني هذا الذي يتبجح به الشيخ اليعقوبي ، وفاقد الوطنية لا يعطيها ، ولا يفكر فيها ، ورائحة الخيانة والتبعية لأجندات خارجية أزكمت الأنوف ، حتى باتت الأطراف السياسية يتهم كلٌ منهما الآخر بالعمالة لدول جوار أو إقليمية أو غربية ؟!، وأي مشروعٌ وطني والعراق تحول إلى ساحة للصراعات والأزمات فيما بين الساسة ، ومسرحا لتصفية الحسابات ، وبورصة لعقد المساومات والصفقات ؟!، أي مشروع وطني والعراق في خراب والى خراب ببركة النجاح والانتصار الذي تبجح به الشيخ اليعقوبي ؟!، وأي إصلاح سياسي يتحدث عنه والفساد السياسي هو المشهد الذي لا يفارق أنظار الجميع ولا يغيب عن أسماعهم نهيقه وضجيجُه ، وباعتراف الجميع أيضا ؟!، حتى إن مدعي النجاح ( الشيخ اليعقوبي) ، يكشف عن تخبطه وتناقضه ورؤيته الخاطئة وقراءته السقيمة وتقييمه الفاسد حينما يصف نجاحه ومشروعه الوطني وإصلاحه السيساسي الذي تبجح به ، وتغذى منه الناس والساسة (حسب دعواه) ، واعتبره فتحا يضاف إلى فتوحاته التي لطالما تشدق بها ،رغم أنها في الحقيقة ليس لها لون أو طعم أو رائحة ، نعم يصف نجاحه وإصلاحه بعد فترة بالخاطئ وانه قد أصيب بخيبة أمل !!!!، حيث يقول في بيان صدر عنه يوم الخميس, 06 ديسمبر 2012 ، تلقت /البغدادية نيوز/ نسخة منه ، ( لقد خاب أملنا بهذا النظام السياسي الجديد الذي تسلّق السلطة رافعاً لواء المظالم التي تعرّض لها الشعب العراقي خصوصاً ضحايا المقابر الجماعية"، مبيناً أنه "ما إن ترسخت قدمه حتى أدار ظهره للمحرومين والمظلومين الذين عاشوا تلك المحنة التي أهلكت الحرث والنسل".) فما حدا مما بدا ؟!، http://www.albaghdadianews.com/politics/item/21447-AknIjNBn-AklzAL-AkYOnAYOn-AkvDnD-LgnB-kkALAk.html الوقفة الخامسة : وبعد مرور ما يقارب الأربع سنوات من الانتخابات (التي هي نجاح وانتصار المرجعية في نظر وتقييم الشيخ اليعقوبي) ، لم يرَ فيها العراقيون إلا القتل والتفجير والفقر والحرمان ، وانعدام الخدمات ، وفقدان الأمن والأمان ، وانتهاك الحرمات وتدنيس المقدسات ، وتدخل دول جوار وإقليمية وغربية ، والصراعات والأزمات المسيسة والمبرمجة ، والفوضى السياسية والمحاصصة والاحتقان الطائفي ، وضياع العراق ، فقد ثبت فساد وخطأ رؤية وتقيم سماحة الشيخ اليعقوبي ، بل إن النهج النفعوي المصلحي الانتهازي الذي سار ويسير عليه هو الذي يحرك فتواه وبياناته وخطاباته وهو معيار النجاح والانتصار لديه ، الوقفة السادسة : هل أن النجاح والإصلاح السياسي وانتصار المرجعية في رؤية الشيخ اليعقوبي هو تسلط الفاسدين والسارقين والقتلة وأصحاب الولاءات لغير العراق وشعبه؟!، هل إن النجاح والإصلاح السياسي وانتصار المرجعية في رؤية الشيخ هو استمرار معاناة وآلام العراقيين وخراب وضياع وطنهم ؟!، وفي المقابل نجد الرؤية الصحيحة ، والقراءة الموضوعية ، والتشخيص السليم ، والتقييم المنصف ، والحلول الناجعة ، والإيثار والاهتمام بأمور المجتمع وحمل همومه وآلامه ، وتقديم وتغليب المصالح العامة على المصالح الشخصية أو الحزبية ، بل لا وجود لأي تفكير في المصالح الخاصة ، وإنما العمل من أجل العراق وشعبه دون تمييز ديني أو طائفي أو عرقي أو اثني أو غيره ...، والولاء لبلاد الرافدين وشعبه ، هو المنهج الذي تبنته المرجعية الرسالية المتمثلة بالمرجع العراقي العربي السيد الصرخي الحسني ، وهذا ما كشفت عنه مواقفه الثابتة وبياناته التي تنم عن ذهنية فذة ورؤية ثاقبة وسليمة ، والتي لم تغيرها رياح وعواصف أو الترهيب والإقصاء والتهميش والقمع ، ولم تستميلها الإغراءات والعروض والمصالح الشخصية ، ولطالما أثرى المرجع الصرخي الساحة العراقية والعربية والإسلامية وفي مختلف جوانب الفكر الديني والسياسي والأمني والاقتصادي وغيره ، سواء كان على مستوى النظرية أو التطبيق بالحلول والمواقف الناجعة التامة التي تعمل على إنقاذ العراق وشعبه مما يعانيه من ضياع وهلاك وخراب ، فالمرجع العراقي العربي الصرخي الحسني يرى ان الانتخابات هي مجرد وسيلة وليست غاية (على عكس ما ذهب إليه الاحتلال ومن سار بركبه إذ جعلوها غاية مقدسة) ، وان الغاية المقصودة ( في فكر المرجع الصرخي ) من وراء هذه الوسيلة (الانتخابات) يجب أن تكون نافعة صالحة وأهدافها سامية (نظريا وتطبيقيا) ، تصب في خدمة الوطن والمواطن ، وان نجاح الانتخابات والعملية السياسية يتحقق إذا تحققت غايتها وأهدافها (خدمة الوطن والمواطن وصيانة كرامة وشرف ومبادئ الإنسان والحفاظ على دمائه وأرواحه) ، حيث قال : ((ومن البديهي أن لا يخفى علينا جميعاً أن الغاية المقصودة يجب أن تكون صالحة ونافعة وحسنة وتصب في خدمة الدين والأخلاق والإنسانية , وان تحافظ عن المبادئ والأنفس والأرواح , ويجب أن لا تكون في خدمة المصالح الشخصية أو الحزبية أو الطبقية أو الطائفية الفئوية ونحوها .)) ((إن المهم صيانة كرامة وشرف ومبادئ الإنسان والحفاظ على دمائه وأرواحه , والمهم هو العراق وشعب العراق ورفع الضيم والظلم والاحتلال والإرهاب عنه , والمهم هو الحفاظ على وحدة العراق وشعبه الجريح المظلوم )) ثم قرأ المرجع الصرخي المستقبل من خلال المعطيات والنظرة الموضوعية الثاقبة والتشخيص الدقيق ، فمثلا في بيان رقم (74) ، قال : ((منذ دخول الاحتلال قلت وكررت مراراً معنى ان العراق وشعبه وثرواته وتاريخه وحضارته وقعت كلها رهينة بيد الأعداء والحساد وأهل الحقد والضلال من كل الدول و الجهات ... وصار العراق ساحة للنزاع والصراع وتصفية الحسابات وسيبقى الإرهاب ويستمر سيل الدماء ونهب الخيرات وتمزيق البلاد والعباد وترويع وتشريد وتطريد وتهجير الشيوخ والأطفال والنساء وتقتيل الرجال ..وأقسم لكم وأقسم و أقسم بأن الوضع سيؤول وينحدر إلى أسوأ وأسوأ و أسوأ... وسنرى الفتن ومضلات الفتن والمآسي والويلات ..مادام أهل الكذب والنفاق السراق الفاسدون المفسدون هم من يتسلط على الرقاب وهم أصحاب القرار .. )) ثم يقول : (...ولا خلاص ولا خلاص ولا خلاص إلا بالتغيير الجذري الحقيقي .. التغيير الجذري الحقيقي .. التغيير الجذري الحقيقي لكل الموجودين ( منذ دخول الاحتلال ) ومن كل القوميات والأديان والأحزاب ..... ) http://www.al-hasany.com/index.php?pid=39 بقلم د. ادهم ثابت



تعليقات القراء
لايوجد تعليقات على هذا الخبر
أضف تعليق
اضافة تعليق جديد

الحقول التي أمامها علامة * هي حقول لابد من ملأها بالبيانات المطلوبة.

:
:
:
 
أخر الأخبار
اقرأ أيضا
استفتاءات
كيف تتوقع نهاية الاحداث الجارية في قطاع غزة؟



تابعونا على الفيس بوك